حذر عدد من مشائخ الطرق الصوفية وأنصار السنة المحمدية، من تكرار احداث العنف فى ساحات المولد بولاية الخرطوم، ودعوا الى ضبط الخطاب الدينى والإبتعاد عن الإساءات والتجريح والإستهزاء والسخرية والتعامل بردود الإفعال لإتقاء الفتنة، محذرين فى الوقت ذاته مما اسموه تمدد الخطر الشيعى فى البلاد باعتباره الأخطر على العقيدة وليس خلافات الصوفية وانصار السنة. ووجه رئيس لجان الحسبة وتزكية المجتمع، الشيخ عبدالقادر ابو قرون، إنتقادات حادة لمعتمد ام درمان فى ندوة بعنوان «وحدة الخطاب الإسلامى فى ذكرى المولد النبوى الشريف» بالمركز السودانى للخدمات الصحفية أمس ،وقال إنه ليس لديه دور واضح فى ضبط ساحات المولد، مبيناً «ان المعتمد يعمل بطريقة إقصائية وطالبناه من قبل ان يترك الحلقات تحت إشرافنا»، وتعهد ابو قرون بمعالجة الاوضاع فى ساحات الإحتفال «لان لجاننا تجمع كل الطوائف المتنازعة الصوفية بطرقهم المتعددة وانصار السنة بجماعاتهم». وأشار ابوقرون الى تمدد الخطر الشيعى فى البلاد ،وقال ان انصار السنة والصوفية يتفقون على تحجيمه ،وشدد على ان الخلافات بين اهل السنة تعمل على إضعافهم وتفتح الفرصة للرافضة للإصطياد فى الماء العكر. من ناحيته، رأى رئيس جماعة البركة لتعزيز مذهب الأمام مالك الصوفية، الدكتور علاء الدين ابو زيد، ان المشكلة فى الوقت الحاضر في ان الذين لا يعلمون هم الذين يتحدثون بعيداً عن ادب المناظرات، وقال انهم متفقون فى الإطار العام على مشروعية المولد، لافتاً الى ان الاختلاف فى شكل الاحتفال، واضاف «نحن راضون عن الشكل الموجود فى هذه الساحات بعيدا عن السلوكيات الفردية»، مؤكداً ان الجميع ضد السلبيات الا ان البعض يركز على السيئات ومسألة الإختلاط داخل سوح المولد، والتى قال انها مسألة تنظيم بتخصيص ابواب واماكن داخل الخيام للنساء. من جهته، شدد عضو اللجنة العليا للتسامح والاصلاح بجماعة انصار السنة المحمدية، محمد خوجلى هبانى ،على ان الخطاب الدينى فى الاسلام لابد ان يشمل القيم السامية والاخلاق الفاضلة والسلوك القويم بخطاب متوازن، يراعى ترتيب الاولويات فى الطرح، الا انه اشار الى ان الجماعة ترى فى المولد بدعة غير مشروعة، وقال « كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم الاثنين يوم مولده، واذا كان هناك احتفال فينبغى ان نصوم يوم الاثنين»، ودعا هبانى الى الدعوة بالحسنى ومراعاة ادب الإختلاف، وقال «علينا ان نبتعد عن اللعن والسب والسخرية، وبيننا والصوفية احترام وعلى كل طرف نشر ماعنده بالحسنى»، واكد هبانى وجود خيمة انصار السنة فى ساحات المولد هذا العام، ونوه الى وجود جماعات اخرى تسمى بالسلفية ،قال انهم لاينتمون الى انصار السنة الاصلاح او المركز العام، وليست لهم قيادة معروفه وقال «هؤلاء يشبهونا فى الشكل فقط ونتوقع منهم التفلت».