رهن وزير الزراعة والغابات، الدكتور عبد الحليم المتعافي، الوصول للاكتفاء الذاتي من الحبوب بالتخلي عن طرق الإنتاج التقليدية المتبعة التي جعلت الإنتاجية تدور في فلك القلة والتواضع، مقارنة بكم الموارد والمقومات التي تزخر بها البلاد، قبل أن يكشف عن اتجاه للاتفاق مع الحكومة الصينية لتوفير مدخلات الإنتاج الزراعي مقابل استرداد قيمتها عينا منه . وأبان المتعافي في ندوة (الزراعة في السودان - التحديات وآفاق المستقبل) التي أقامها مركز التنوير المعرفي مساء أمس، أن إنتاج الحبوب بالموسم الصيفي المنصرم لم يتخط متوسط إنتاجها في السنوات السابقة رغم توفر الظروف المواتية حيث دار في حدود 7 ملايين طن منها 4.4 مليون طن ذرة و 1.1 مليون طن دخن و 1.5 مليون طن فول سوداني، وقطع المتعافي بعدم تقدم الإنتاج الزراعي بالبلاد ما لم تستحدث وسائل الإنتاج وآلياته ،وأفاض أن متوسط إنتاج فدان القطن لم يتجاوز (4-5) قناطير في المتوسط منذ العام (1925- 2008) بمشروع الجزيرة . ودعا المتعافي إلى التحول إلى زراعة محاصيل سهلة الإنتاج عالية القيمة يمكن بواسطة عائدات إنتاجها تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الذي وصفه بالمشكل لجهة أن تكلفة سد فجوته بالاستيراد تكلف 8 ملايين دولار. وأقر بعدم توفر 200 ألف فدان جاهزة للإنتاج بولايتي الشمالية ونهر النيل أكثر المناطق قابلية لزراعة القمح بالبلاد ،واضاف أن المساحة التي يقول القطاع الاقتصادي يمكن زراعتها قمحاً مليون فدان لا توجد إلا على الورق،وزاد أن البلاد ما زالت بعيدة عن تحقيق الأمن الغذائي ،داعيا الى التوسع رأسيا في الإنتاج عبر اللجوء لاستخدام الأسمدة المركبة في المحاصيل ذات الميز النسبية ( الذرة - الفول السوداني - السمسم - الأرز - القوار- زرهة الشمس - الذرة الشامية - الأعلاف)، غير أنه رهن التوصل إلى إنتاجية عالية بتوفر سياسة نقدية داعمة مرنة ترافقها سياسة تسعيرية جيدة للمحاصيل تخول للدولة التدخل لحماية الإنتاج عند اللزوم يلازمهما دعم مقدر للبحوث ونقل التقانة علاوة على تحسين مقدر للإدارة الزراعية سمتها التأهيل والقدرات العالية . ولفت الوزير إلى أن مساهمة الإنتاج الزراعي في الميزان التجاري تتجاوز 2 مليار جنيه لهذا الموسم، قبل أن يشتكي من المفارقة في حساب فاتورة الواردات الزراعية، وأكد أن الصادرات الزراعية تفوق المستورد منها .