لم يكن يخطر على بال أحد أن يبلغ عدد شهود وحضور لقاء النصرة أمس الأول الذي نظمته ولاية الجزيرة بمدينة طابت الشيخ عبد المحمود بمحلية الحصاحيصا بالتزامن مع افتتاح مسجد الشيخ عبد المحمود ،العدد الذي تدافع من شتى بقاع وأصقاع السودان زرافات ووحدانا على متن مختلف ضروب سبل المواصلات لمشاركة مشيخة الطريقة السمانية مناسبة تجديد بناء المسجد العتيق بطابت المحمود ، اذ لم تتخلف الحكومة على مستوياتها الثلاثة المحلية والولائية والمركزية عن مشاركة التظاهرة الصوفية بطابت واهتبال المناسبة لمخاطبة القادمين اليها واطلاعهم على هموم الوطن وايقافهم على خارطة الطريق التي ارتسمها حزب المؤتمر الوطني الحاكم وحادي ركبه رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير الذي خاطب أهل طابت فأفاض في تناول الهم الوطني . مشروع الجزيرة.. العود أفضل في اللقاء الحاشد أعلن الرئيس البشير تعهده باعادة واحياء مشروع الجزيرة لا الى سيرته الأولى بل الى وضع أفضل مما كان عليه عبر تبنيه لكافة سبل وآليات اصلاح مسيرته حتى يتسنى للمشروع اعاشة قاطنيه مكرمين معززين وأن يمتد خيره ليشمل كافة أرجاء البلاد تحقيقا للأمن الغذائي. لا تراجع عن الشريعة والنهضة الزراعية وقد أكد والي الجزيرة البروفيسور الزبير بشير طه ألا نكوص ولا تراجع عن الشرع الإسلامي والمضي قدما في درب المسيرة علاوة على التزام الولاية باكمال برنامج النهضة الزراعية الذي تداعى لرسم معالمه والوقوف على تنفيذه نخبة من المختصين . تجديد العهد للسير على طريق الأجداد: تعهد الشيخ الجيلي الشيخ عبد المحمود خليفة مشيخة الطريقة السمانية بطابت بالسير على طريق الأجداد في نشر تعاليم الدين وغرس الأخلاق، وأعرب عن سعادته بالحضور الطاغي لشهود افتتاح المسجد العتيق بطابت عقب اعادة بنائه للمرة الثالثة ، وزاد أن توافق الاحتفال بالافتتاح مع ذكرى الاستقلال المجيد أضفى عليه معان لجهة أن في الاستقلال تجسيدا للخروج من إذلال المستعمر، وأبان أن الأمة السودانية ستكون بمنجاة ما تبعت هدي الكتاب وتمسكت بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم . أمان حد الخوف : أكثر ما أدهش الحضور تمازج الحضور وتقاربه الى حد المجاورة اللصيقة لرئيس الجمهورية لا سيما لحظة مخاطبته للجماهير الغفيرة التي تدافعت في لهفة بائنة الى جوار المنصة حتى لم يعد بينهم والبشير فاصل يذكر، وعند ذهاب المشير الى حيث يجلس الى المنصة تدافع اليه بعض الراقصين على أنغام النحاس يرفعون سيوفهم في منظر نم عن طيب سريرة الشعب السوداني ونقاء نيته وتجذر الأمن في دواخل نفوس قاطنيه ، ومن عجب لم يحل بينهم والبشير حائل . الشرطة حضور زاهٍ: قادت كثافة حضور الاحتفال والذي تباينت سحناتهم وتوزعت بين الشيوخ والنساء والأطفال والشباب الى فقدان أطفال لذويهم أو مصطحبيهم الى الاحتفال غير أن الحضور الكثيف للشرطة بمختلف أنواعها قلل وهون كثيرا على المفقودين اذ التقطت كاميرا «الصحافة» إبان تجوالها في ساحة الاحتفال الممتدة من شرقي طابت الى حيث المسجد موضوع الاحتفال ضابطا برتية عقيد يعكف على مساعدة طفل قدم من مدينة جياد الصناعية للالتحاق بذويه بعد ان فقدهم وأثلج صنيع العقيد قلوب كل من مر به وهو يبث الطمأنينة في نفس الطفل . ماني راجعة: حدثني من أثق في روايته أن احدى الفتيات عند قدومها الى طابت لحضور افتتاح المشهد لم تجد مقعدا بالحافلة فاقترح عليها والدها أن تعود أدراجها الى أم مبدة حيث تقطن عمتها على أن يمنحها والدها مئة جنيه نظير تنازلها عن السفر فردت عليه «خباري بخلي الافتتاح والله لو أديتني مليار ماني راجعة». روايات أقرب الى الخيال: لا أحد يعرف على وجه الدقة مقدار التكلفة الكلية للاحتفال لجهة تعدد مشارب الانفاق والقيام عليه غير أن الروايات التي يتبادلها الشارع العام عن حجم الذبائح والمواد الغذائية التي تقاطرت على المسيد من كل حدب وصوب تجاوزت حد التصور اذ ان ثمة روايات عن أنعام وردت الى المسيد دون أن يعرف من بعث بها بجانب المواد الغذائية الجاهزة والخام التي حملتها السيارات والمقطورات الى حيز الاحتفال مما قاد البعض الى تقدير تكلفة الاحتفال بما يفوق الاربعة مليارات جنيه.