الخرطوم - ود مدني: حامد محمد حامد - أنس الحداد: هاجم الرئيس عمر البشير، كل الموقِّعين والمؤيدين لوثيقة ما يسمى بالفجر الجديد، ووجّه انتقادات حادة لسياسيي الأحزاب الذين أخرجوا هذه الوثيقة بكمبالا، وقال إنهم (باعوا أنفسهم للشيطان الرجيم) وتوعّد البشير بأنهم سيجدون الحسم والحساب، وأكد أن حكم السودان لن يكون إلاّ بإرادة الشعب السوداني. وقال البشير لدى مخاطبته لقاءً جماهيرياً بمنطقة طابت الشيخ عبد المحمود بولاية الجزيرة أمس في إطار احتفالات البلاد بأعياد الاستقلال وافتتاح مسجد د. الشيخ الجيلي عبد المحمود رئيس السجادة السمانية بطابت، إنّ هؤلاء في حقيقة أمرهم يمثلون الطابور الخامس، وأضاف: ليس هنالك غير خائن وقع بكمبالا، وإن الذين وقعوا على الوثيقة سينالون جزاءهم العاجل، وشدد على أنهم في دولة السودان لن يخونوا الأمانة، وأن الذين يودون تسلم السلطة ليحكموا السودان فلن يتم ذلك مطلقاً إلا بموافقة أهل السودان جميعاً وليس عن طريق أمريكا وإسرائيل ومن يقف معهم من كمبالا. توحيد الكلمة وأكد البشير أنهم جاهزون ومخلصون لتوحيد الكلمة ولَم الشمل والصف الوطني والإسلامي وتوحيد أهل القبلة، وقال إنه حال لم يتم ذلك (سنعزل أنفسنا)، وأكد البشير أن مشروع الجزيرة خيره لأهل السودان وولاية الجزيرة وأن المشروع لن يعاد لسيرته الأولى فقط بل إلى أفضل تأهيل. وتطرق الرئيس إلى حركة النضال والحركة الوطنية منذ ثورة الإمام المهدي الداعية للدعوة الإسلامية مروراً بالنضال الوطني في مسيرته التي امتدت لنصف قرن مكّن أهل الجزيرة من محاربة الاستعمار الحديث، وغربت شمس الإمبراطورية البريطانية. ونوّه لدور الجزيرة الكبير في الحركة الوطنية وتحقيق الاستقلال منذ مقاومة ود حبوبة بالحلاوين إلى مؤتمر الخريجين بود مدني، وأشار لأدوار الطرق الصوفية من تأسيس للدين ونشر لقيم التكافل والتعاون والإيثار بين الناس. وأشار إلى أنّ السودان هو الدولة الوحيدة التي انتزعت الاستقلال كأول دولة أفريقية. ونوه البشير بأهل الخلاوي الذين أسّسوا الدين وأنشأوا صلات التراحم والأخلاق، وأكد أن السودان لن يخضع نظير الحصول على دقيق أو قمح مستورد من أية جهة كانت. وتطرّق الرئيس لسيرة الشيخ عبد المحمود الذي أسس طابت على هدى الدين وليس من أجل المال والسلطة، وقال إن الشيخ الجيلي عبد المحمود أخذ كل القيم النبيلة وحُسن الخلق والتواضع من أهله ووالده الشيخ عبد المحمود نور الدائم. تمسك بالشريعة من جانبه، أكد البروفيسور الزبير بشير طه والي الجزيرة، دعم أهل الولاية ومُساندتهم للرئيس البشير وكل برامج الدولة الرامية لتطوير السودان، وشدد على تمسك أهل الجزيرة بالشريعة الإسلامية دستوراً للبلاد، وندّد بالمُوقِّعين على وثيقة الفجر الجديد في كمبالا ووصفهم بالعملاء والمارقين، ونوه لدور الطرق الصوفية في جمع الأمة ورتق النسيج الاجتماعي، ودعا إلى لَم شمل كل أهل القبلة وتعزيز التواصل بين أهل السودان من أجل الغد والمستقبل الواعد في ظل قيادة الرئيس البشير. وأكد الزبير أن الولاية موعودة بنهضة زراعية وصناعية كبرى، خاصةً بعد تعلية خزان الروصيرص، ودعا لدعم خطط وبرامج الولاية تجاه البناء المؤسسي لمشروع الجزيرة والنهوض به. يُذكر أن تكلفة المسجد الذي افتتحه الرئيس أمس تبلغ (13) مليون جنيه تكفل بها الشيخ الجيلي عبد المحمود الحفيان. رفض العلمانية وفي الأثناء، دعا د. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم، أئمة المساجد للتصدي عبر منابرهم لميثاق (الفجر الجديد) الذي وقعته أحزاب وحركات مسلحة بكمبالا، وقال إن الوثيقة تهدف إلى طمس الهوية وفرض الفجور والمجاهرة بالمعصية التي ترفضها الفطرة السوية. ورفض الوالي في تنوير قدمه لأئمة المساجد بالخرطوم بقاعة الشهيد الزبير أمس، محاولات دول الاستكبار وأذنابهم الجبهة الثورية وقوى الإجماع الوطني لفرض العلمانية بالقوة، وقطع بأنهم على استعداد لمنازلة أية جهة تحاول محاربة الشعب السوداني في عقيدته. وأوضح حسب (سونا) أن أي تغيير في النظام يجب أن يكون عن طريق صناديق الاقتراع والوسائل الديمقراطية المعروفة. وجدد التزام المؤتمر الوطني بإجراء انتخابات حرة ونزيهة بعد عامين وهي مفتوحة لأية جهة تسعى لحكم البلاد عبر الديمقراطية. وطالب الوالي الأئمة بالتصدي من خلال منابرهم لدعوات الإباحية وفصل الدين عن الدولة الذي نصت عليه صراحة وثيقة الفجر الجديد التي تسعى لاقتلاع المجتمع السوداني من جذوره وتدعو للتخلي عن المبادئ التي قاتل من أجلها الأسلاف وقدموا أرواحهم شهداء في سبيلها. وفنَّد الوالي دعاوى الإصلاح السياسي بالمنهج والطريقة التي نصت عليها الوثيقة. من جانبهم، أكد الأئمة خلال اللقاء تصديهم بقوة لأية دعوات تمس عقيدة أهل السودان، ودعوا الوالي إلى حماية المجتمع وصيانته من دعوات الردة والعودة إلى مجتمع ما قبل 1983م. خطوط حمراء وفي سياق متصل، هاجم د. عصام أحمد البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي، الوثيقة التي وقعتها بعض الأحزاب السياسية والحركات المسلحة بكمبالا تحت مسمى (الفجر الجديد) في الأيام الماضية، واعتبر أن توقيعها يُعد (خطوطاً حمراء) يجب عدم تعديها. وسخر د. عصام لدى مخاطبته المصلين عقب صلاة الجمعة وافتتاح مسجد الشيخ عبد المحمود نور الدائم بطابت في ولاية الجزيرة أمس من مناداتهم بفصل الدين عن الدولة، وقال إنها أفكار غربية جديدة وعولمة تريد فرض أشكال من الثقافات لتغيير هوية المجتمع السوداني، وطالب السلطات بضرورة محاربة تلك الأفكار قبل أن تستوطن في المجتمع، وأضاف: يجب على الدولة أن تجعل الإرتماء في أحضان العدو الغادر بالدين والأمة الإسلامية من الخطوط الحمراء التي لا ينبغي أن يتجاوزها أحدٌ لأن ذلك ينافي السيادة الوطنية، وتابع: كنا نأمل أن تكون الخلافات مع الحزب الحاكم في المشاريع التنموية والبرامج التي تنهض بالبلاد وليس التآمر عليها مع الأعداء والخوارج الذين يسعون للإطاحة بالوطن. ودعا د. عصام، الطرق الصوفية إلى نشر العلوم الإسلامية وتحقيق وحدة الصف والسلام الاجتماعي ونبذ العنف والقبلية والجهوية، إضافةً للتواثق على مراعاة آداب الخلاف بعيداً عن اتجاهات التطرف والتكفير، وقال: يجب تفويت الفرصة على أعداء البلاد الذين يسعون لزعزعة الأمن والاستقرار، وطالب الدولة بضرورة الشروع في تطبيق شرع الله وتعزيز طريق الشريعة الإسلامية، وأوضح أن الدين هو معاملات تنظم العلاقة بين الحاكم والمحكومين.