زهور تتفتح في مساحات الوطن لترسم مستقبله الزاهر عبر الصعود على سلالم التفوق منذ الصغر، تنقش بأظافرها على صخر الظروف لتخرج منها لآلئ تزين جيد الأهل والأصدقاء والمعارف، وكل الناس الذين يفرحون بالنجاح في مرحلة والانتقال لمرحلة جديدة، وهو ما كان حاضراً في اعلان نتيجة مرحلة الاساس التي أعلنها وزير التربية بولاية الخرطوم، ونطق عبرها بمجموعة من المتفوقين من (الأوائل) من الاولاد والبنات، وفيهم هذا الاسم عبد الحليم الحسين محمد البشير الذي احرز «278» درجة أهلته لأن يكون ضمن الاوائل. استمعنا للاسم واسماء أخرى، وانطلقنا عبر سيارات «الصحافة» لنقل فرحة الجميع بهذا الانجاز، فرحة الفرسان، ودموع الأمهات وزغاريدهن وتكبيرات الآباء. والتقينا به هنالك في مدرسة أم درمان النموذجية التي امتحن منها ليحكي لنا عن قصة التفوق التي وجدناها مختلفة. عبد الحليم القادم من منطقة أمبدة وتحديداً الحارة «32»، حيث لا كهرباء، استطاع ان يرسم لوحة مختلفة للنجاح المختلط بالكفاح.. جلسنا إليه وتونسنا معه ونسة بقيمة النجاح، وخرجنا منه بالحصيلة التالية: أنا عبد الحليم الحسين محمد البشير من منطقة الحارة «32». مبروك النجاح.. الله يبارك فيك، لكن النجاح ده أنا ما حقي براي في ناس كتار ساهموا فيه حتى احرزت هذه الدرجة، بدءاً من ناس البيت وناس المدرسة، وديل أصحاب النجاح الحقيقيين، من خلال ما بذلوه من جهد من المدير وكل الأساتذة وعم أحمد الغفير والطباخ في فترة المعسكرات، بالاضافة للاصدقاء.. ديل كلهم كان لهم دور كبير في النجاح الأنا حققتو، ده بالاضافة لتقدير المسؤولية في القراية منذ بداية السنة وتنظيم الوقت. واضاف انه الآن أكثر فرحاً بتحقيق هذه النتيجة الطيبة، واضاف ان الظروف هي من تقود الشخص لتحقيق طموحاته، مضيفاً أن كثيرا من الذين حققوا نتائج مشرفة لم تكن الظروف مهيأة لهم بالكامل، وبالرغم من ذلك نجحوا.. وأكد انه بالرغم من الصعوبة التي واجهته إلا انه استطاع التغلب عليها، فهو يحتاج لأكثر من ساعة ونصف للوصول للمدرسة من أقصى أم درمان، ولكنه والحمد لله الآن حقق أولى خطوات النجاح وسيواصل سعيه من أجل انجاز حلم حياته وحلم ست الكل والدته التي قال انها كانت توفر له مشروعا غذائيا خاصاً وكبابي العصير تتطاقش عشان أبقى دكتور واتخصص في جراحة المخ والأعصاب، وقال ان القراية لم تعطل اهتماماته الأخرى، فهو يمارس كرة القدم في الحلة ويشاهدها عاشقاً لهلال الملايين، قبل أن يضيف قائلاً: إن أجمل ما في التفوق انه أنساني هدف حمص في مرمى المعز معجوب، وختم حديثه ل «الصحافة» برسالة شكر وجهها لكل من ساهموا في نجاحه، ثم وجهها إلى كل الذين لم يحالفهم الحظ بأن يعاودوا المحاولة مرة أخرى حتى يحققوا أملهم في المرات القادمة.. وخيرها في غيرها.