٭ والجراد الآن في طريقه الى حوض السليم في رحلة قد لا تقف عند السليم فقط، وتتواصل في اتجاهات مختلفة بنفس مجموعات الأسراب التي اكتسحت المزارع والبساتين، ولم تنج مباني المحلية التي شهد انتشار الجراد داخل مكاتبها الوفد البرلماني الزائر للولاية الشمالية، رغم وجود غرفة للطوارئ يرأسها عصام جعفر الذي اتهم المركز بضعف الامكانات والآليات، بل ونفاذ وقود طائرة الرش!! ٭ يبدو أن طائرات الوطن جميعها (المخصصة للركاب أو الرش) قد انقضى عمرها الافتراضي، وأصبحت (خردة) تخرج من الهناقر مثلما تدخل رغم (القص واللصق) والتوصيل هنا وهناك، وتتقاعس عن أداء مهامها وتعود لمخزنها الذي تلوذ به في أمن وأمان، لتخلو المطارات من اسمها ورسمها وشكلها، وتشترك معها في ذات الأوصاف طائرات الرش التي أعياها القِدم وأنهكها وبلغت من العمر عتياً، فصارت غير قادرة على الاستطلاع والعمل، رغم أن إدارة الوقاية المركزية قد بعثت بها رلى الشمالية للمشاركة في مكافحة الجراد، لكن يبدو أنها كانت تحتاج لمن يكافح معها لتبقى سلامتها وجودة طيرانها ومقدرتها الاستطلاعية هي المزايا الحقيقية وليس (التهالك) الذي وصفه بها عضو غرفة الطوارئ، والأدهى والأمر هو الاحتجاج الذي دفعت به الحكومة الى منضدة (الفاو) لعدم مدّها يد العون في مكافحة الجراد، رغم أن للحكومة هيئة مسؤولة عن مكافحة الآفات ووقاية النباتات منوط بها النهوض بدور المكافحة كاملاً، وما دخول المنظمات الأخرى إلا من باب التواصل والدعم والتخفيف بجانب أصحاب الدور الاصيل، لكن يتضح من (زعل) الحكومة أن (أمَلَهَا) كان كبيراً ان تتولى الفاو العبء الاكبر وتقضي على الجراد سريعاً، لتخرج لنا وقاية النباتات ب (بيان النصر ودحر الأعداء أخيراً). ٭ والآن وباعتراف غرفة الطوارئ بالشمالية فإن الجراد تتواصل رحلته بحثاً عن أخضر ناعم آخر، الأمر الذي يبشر بارتفاع جديد لسعر (الفول المصري) مع (خراب بيوت) المزارعين الذين كان (ظنهم) أن بالوطن آليات مكافحة لا يختلف اثنان حول قوتها وتوفرها وتوزيعها وسرعة انسيابها، لكن خاب أملهم الآن وبات (الخراب) قاب قوسين أو أدنى. ٭ وضجيج وقاية النباتات يوحي بأن هنالك طحيناً، ولكن نجد الماعون فارغاً.. فهل سننتظر طويلاً؟ ٭ همسة: يا وطني المعجون بالطين والعنبر.. يا قلب الطيب والنسيم.. ورمل الدروب حين يلثمها القمر..