٭ أول مايو عيد العمال العالمي.. هو اليوم الذي كرس للوقفة مع عمال العالم.. تحية لنضالهم من أجل حقوقهم ومن أجل مستقبل أفضل.. العمال الذين يصنعون الحياة.. يصنعون الحياة في كل المجتمعات الصناعية والزراعية.. الغنية والفقيرة.. الرأسمالية والاشتراكية.. وفي كل دول العالم الثالث. ٭ والعمال مثلما يصنعون الحياة من وسط المكن داخل المصانع وفي اعماق المناجم وبين مضخات البترول وعلى طرقات الاسفلت ومن فوق البنايات الشاهقة.. يتعرضون للمخاطر.. وتتعرض حقوقهم للضياع. ٭ في المجتمع الرأسمالي يواجهون عنت اصحاب الاعمال وفي الاقطاعي تلهب ظهورهم سياط السادة.. وفي المجتمعات الاشتراكية كانوا يتمتعون بقدر من الاهتمام بدأوا يفقدونه الآن.. اما في العالم الثالث فحدث ولا حرج. ٭ قلت هذا لأن للعمال دائما قضية.. وحقوق مهضومة.. ومنظمة الأممالمتحدة وجميع وكالاتها تتحدث عن حقوق العمال وعن حمايتهم ووضع الضمانات لهم.. والبلدان كلها تنشئ مكاتب العمل وتتحدث ايضا عن مشاكل العمال وحقوقهم.. وتتصاعد نبرة الكلام كل اول مايو.. وينتهي اليوم وترجع كل الأشياء الى طبيعتها.. ضعف الاجور وغلاء الاسعار والحقوق المهضومة. ٭ وللعمال في السودان قضية رغم تاريخهم النضالي في نقاباتهم في حياة المجتمع السوداني السياسية.. لكنهم الآن يعانون.. يعانون مرتين.. فالعامل يعاني في إطار معاناة الانسان السوداني العادي.. من الغلاء والمرض.. ويعاني معاناته الخاصة.. أو بالأصح العامل السوداني يعيش ظلما داخل ظلم. ٭ ظلم على الصعيد النقابي وهذه قضية كبيرة جدا لا أريد التطرق لها في هذه العجالة.. ولكنها تتمثل في هيكل اتحاد العمال الحالي الذي يجمع كل العاملين وتأتي قياداتهم بشكلين لا ثالث لهما اما «بالوفاق» أو «الاجماع السكوتي» وهذا له ما بعده.. وعندما تضيق القواعد.. ترفع القيادات صوتها مهددة ومتوعدة وحسب. ٭ وظلم على صعيد الاسقاطات السلبية لسياسات الخصخصة.. الزاحفة والتي توالي دفعها بمئات بل بآلاف العمال الى الشارع العام بسبب خصخصة مؤسسات القطاع العام.. وبيعها بأبخس الاثمان. ٭ فبأية مشاعر يقف عمال السودان في عيدهم العالمي.. بل ومن أين يجدون فسحة الوقت من اصوات اطفالهم المرضى الذين يريدون الدواء ويريدون الحلوى واللبن وحق الفطور والكتب والكراسات والاقلام وملابس المدرسة؟.. وكيف يفكرون في العيد وضغوط احتياجات الزوجة والبنات والخالات والعمات فمازالت الأسرة ممتدة عندنا. ٭ عموماً يا عمال السودان قلبي معكم وكل سنة وانتم طيبون.. ولكن تحركوا لتغيير الواقع الذي تعيشون. هذا مع تحياتي وشكري.