حققت الفعالية التي شهدتها الخرطوم في الفترة 12 - 22 فبراير الماضي، أقصى درجة من درجات التواصل الثقافي بين السودان ومحيطه العربي، وأعادت الاعتبار الى وطن الطيب صالح الذي قال عنه سيد أحمد الحردلو (اسمك صار وطن). وبقدرما استعدتني ملاحظات الإخوة من داخل السودان وخارجه عن طريق وسائل الاتصال المختلفة، وبعيداً عن الثناء على من قاموا بأمر الجائزة، فإن بعض الرسائل كان لها الأثر الكبير في نفسي.. إحدى هذه الرسائل جاءت من تونس من الروائي الكبير عبد الرحمن مجيد الربيعي، وهو يطمئن إلى سير الجائزة التي شارك في دورتها الثانية، والرسائل الاخرى من الاصدقاء د. عبد الله ابراهيم، والروائي رشاد أبو شاور، والروائي والناقد نبيل سليمان، ود. محمد عبد المطلب، ود. أسماء معيكل، وهم يتقدمون بشكرهم للسودان الجميل على حد تعبيرهم. وهناك رسالتان جاءتا من داخل السودان: الأولى للشاعر عبد الرحمن الحفيان وهو يثني على الاحتفالية، والأخرى للأستاذ محمد الحاج محمد صالح، أول رئيس لرابطة الجزيرة للآداب والفنون. فقد كان الرجل يتوق منذ عهد بعيد يرجع الى أوائل سبعينيات القرن الماضي، الى أن يكون السودان منارة من منارات الثقافة في الوطن العربي والعالم. وأن يصبح هذا الوطن ملتقى للمفكرين والنقاد والمبدعين. وهذه الجائزة شأنها شأن أي عمل بشرى يحاول الوصول الى الكمال، ولكن هذا أمر بعيد المنال، إلا أن القائمين على الأمر يتسع صدرهم لتقبل ملاحظات ومقترحات العاملين في الوسط الثقافي، باعتبار أن هذه الاحتفالية أصبحت موسماً ثقافياً ينتظره المثقفون داخل السودان وخارجه، وباعتبار أن الوسط الثقافي والاعلامي شريك مع مجلس الأمناء ومع الشركة السودانية للهاتف السيار (زين) في صنع هذا النجاح. ونأمل أن يكون هذا الانجاز حافزاً لوزارة الثقافة والإعلام والمؤسسات والشركات، لتبني مثل هذه المبادرات التي ترفع شأن هذا الوطن.