فجع سكان الدويم الأسبوع الماضى في وفاة صبى نتيجة وقوعه داخل بئر، حيث كان الصغير مع ذويه فى مناسبة فرح، وكعادة الأطفال كان يلعب مع أقرانه فى الشارع الذى توجد فيه بئر حديثة الحفر ومغطاة ب «طشت»، وأثناء اللعب قفز الصبى فوق الطشت دون أن يعلم بأنه غير مثبت جيداً، فهوى به إلى أعماق البئر وسط ذهول أقرانه، فتحول الفرح إلى مأساة. ومحاولات انتشال جثة الصبى استمرت لساعات، حيث غرق فى وقت العصر وتم إنتشاله حوالى الثامنة مساءً، ومر الوقت على أسرة الطفل الغريق ثقيلاً كان بالنسبة لها دهوراً. وهذا الحادث كشف عن إهمال واضح من صاحب المنزل أو الشخص المسؤول عن حفر البئر، فهو لم يهتم بتغطيتها بصورة تحمى الأطفال أو أى شخص من التعرض لخطر الوقوع داخلها، فكانت النتيجة إزهاق روح بريئة دون ذنب سوى أنها أرادت أن تعيش طفولتها باللهو مع قريناتها. أسرة الطفل المتوفى كانت صابرة رغم المصيبة التى حلت بها وفقدانها لفلذة كبدها، وقد كانت قمة فى التسامح وهم يتنازلون عن حقهم فى القضية وتفويض أمرهم لله فى موقف ينم عن إيمان عميق بقضاء الله وقدره. إن هذا الحادث ليس الأول من نوعه فقد سبقته عدة حوادث مماثلة وكلها بسبب الإهمال واللامبالاة، وهو يؤكد عدم قيام السلطات بدورها فى مراقبة حفل الآبار خارج المنازل وتوجيه المواطنين إلى ضرورة قفلها جيداً حتى لا يقع فيها إنسان خصوصاً الأطفال الذي لا يدركون خطورتها. الكثير من المهتمين أكدوا أن هنالك فوضى فى عملية البناء والتشييد بالدويم، حيث ذكروا أن الكثير من المواطنين أقاموا حيازات خارج منازلهم وصلت لدرجة بناء دكاكين وغرف فى الشوارع مما أدى لإعاقة الحركة فى الكثيرمنها، وأضافوا أن هنالك ظاهرة أخرى لا تقل خطورة عن الآبار، وهى ظاهرة حفر البالوعات خارج البيوت التى وكماذكروا باتت تشكل هاجساً لأولياء الأمور والأطفال على حد سواء، مضيفين أن عمق بعضها قد يصل إلى مترين ويمكن أن تؤدى إلى غرق أى طفل يقع داخلها، وقالوا إن المدينة أصبحت مشوهة بسبب تجاوزات بعض المواطنين. عدد من المواطنين عبروا عن أسفهم لما يحدث داخل مدينتهم من فوضى على حد قولهم وأكدوا غياب السلطات عما يتم من تعدٍ على الشوارع وعشوائية حفر الآبار وعدم تأمينها، وقال بعضهم إنهم كانوا ينتظرون أن تتحرك السلطات بعد هذا الحادث وتنظم حملة لتفقد الآبار والبالوعات التى تهدد حياة الصغار والكبار، إلا أن الأمر مرَّ دون أن يجد أى اهتمام يذكر من قبل المسؤولين، فحتى وقوع الكوارث بات لا يؤثر ولا يحرك فيهم شعرة كما ذكروا.