وقف باحثون أوروبيون وأفارقة ميدانياً على مظاهر تدهور البيئة والتغيُّر المناخي في ولاية شمال كردفان كنموذج حي يتبدى فيه التصحر وتراجع الغطاء الغابي وتدني أعداد الماشية وانتاجية المحاصيل الزراعية. وأقر خبراء في مجال البيئة من ست دول أفريقية هي: السودان وكينيا ويوغندا وجنوب السودان وأثيوبيا وتنزانيا، بالاضافة لألمانيا، بخطورة الآثار المترتبة على ظاهرة التغيُّر المناخي التي أدت الى تناقص الموارد الطبيعية وتزايد موجات الزحف الصحراوي. ودعا الباحثون في ختام ورشة حول ظاهرة التغيُّر المناخي انعقدت بالأبيض عاصمة شمال كردفان، الى تكاتف الجهود للسيطرة على التدهور البيئي من خلال تبني البحث العلمي حول السبل التي تؤدي لتكيف المجتمعات في البيئات المتدهورة مع تغيرات المناخ. وتأتي الخطوة في اطار جهود جامعة كردفان لتوسيع دائرة التعاون مع المؤسسات العلمية بأفريقيا وألمانيا لمعالجة التدهور البيئي. ورأت الباحثة في مجال البيئة بجامعة كردفان زينب محمد حماد، أن ادخال الأشجار ضمن النظام الزراعي هو حائط الصد الأول لمجابهة التصحر، وأحد الحلول المقبولة والبسيطة لاعادة الغطاء الشجري. وأفادت زينب قناة الشروق أن تغيرات المناخ باتت واضحة بشمال كردفان وتتمثّل في تدني انتاج المحاصيل واعداد الحيوانات وتقلص الغطاء الشجري، والهجرة العكسية من الريف الى المدن، بجانب التغييرات في طرق استخدام الأرض واستمرار انتاج المحصول الواحد. من جانبه، قال مدير المعهد الدولي للغابات بألمانيا يورغن بريتش، ان لديهم مشروعات بحثية مع الجامعات لمعالجة آثار التغيُّر المناخي بزيادة الغابات ضمن مشروع «مرحباً أفريقيا» ، ووعد بمواصلة الاجتماعات مستقبلاً وصولاً الى النجاح المطلوب. وكشفت الأستاذة الجامعية بألمانيا ديت تريشتا، عن ابتعاث عدد من طلاب الدكتوراة والماجستير الأفارقة الى ألمانيا لتلقي دراسات عليا في مجال البيئة، مؤكدة الاتفاق على توسيع التعاون العلمي بين الجامعات السودانية والألمانية.