قال الله تعالى «وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّه يَعْلَمُهُمْ» فالأمن العسكري هو أحد مكونات الأمن القومي الذي عن طريقه تحقق الدولة أمنها وتأمين حقها في الوجود. ويتحقق ذلك بحجم وتكوين القوات المسلحة للدول العربية، من حيث التنظيم والتسليح والتعبئة والخبرة القتالية والإنتاج الحربي والأحلاف العسكرية أو الوجود الأجنبي والاحتياجات المادية والفنية والتكنولوجيا المقدمة، وكلها موضوعات تدخل في عمليات البناء العسكري للدول العربية فرادى ومجتمعة معاً، بهدف تحقيق الأمن العربي. وتتعرض الدول العربية هذه الأيام للعديد من التحديات التي تعرقل التضامن والتعاون العربي، سببَّته سلسلة من الحروب والصراعات والأزمات سواء من خلال تدخلات أجنبية، أو صراعات داخلية بين الدول العربية وبعضها أو داخل الدولة الواحدة. ومما ذكر سابقاً، فقد أقيم معرض الدفاع الدولي، آيدكس الذي يعتبر من أكبر وأضخم معارض الدفاع وهو معرض دفاعي ثلاثي الخدمة في العالم. وهو المعرض الدولي الوحيد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي يعرض آخر صيحات التكنولوجيا في مجال الدفاع البري والبحري والجوي، كما يعد بمثابة منصة فريدة لإقامة وتقوية العلاقات مع الإدارات الحكومية والشركات والقوات المسلحة على مستوى المنطقة، ويقام المعرض مرة كل عامين في العاصمة الإماراتية أبو ظبي. وعقد أول معرض عام 1993م بمشاركة نحو «250» شركة وطنية وعالمية من «34» دولة. وشاركت في الدورة الثانية لمعرض آيدكس 95 الذي انتظم انعقاد دوراته بين شهري فبراير ومارس من كل عامين «40» دولة و «608» من الشركات الوطنية والعالمية العارضة، أما الدورة الثالثة فقد انعقدت فى مارس1997م وشاركت فيها نحو «750» شركة من «50» دولة، وارتفع عدد الدول والشركات المشاركة في الدورة الرابعة للمعرض آيدكس 99 إلى «858» شركة من «41» دولة. وشاركت في الدورة الخامسة لمعرض آيدكس 2001 «860» شركة تمثل «42» دولة، واستقطبت الدورة السادسة لمعرض الدفاع الدولي آيدكس 2003 نحو «850» شركة ومؤسسة وطنية وعالمية تمثل «46» دولة. وشهدت الدورة السابعة لمعرض الدفاع الدولي آيدكس 2005 ارتفاعا في عدد المشاركين، إذ بلغ عدد الشركات «905» شركات عالمية من «45» دولة عربية وأجنبية بحضور أكثر من «64» وزير دفاع وشخصيات عسكرية وصناع القرار. وشارك في فعاليات الدورة الثامنة للمعرض ومؤتمر الدفاع الدولي آيدكس 2007 «862» عارضاً من «50» دولة. ونجح المعرض الذي أقيم في المركز الجديد ل آيدكس وبلغ عدد الشركات المشاركة في الدورة التاسعة 2009 «897» شركة تمثل «50» دولة. ويتضح مما ذكر سابقاً أن المعرض أصبح المصدر الأعلى للمعلومات لكل من القوات البرية والبحرية والجوية. والمعرض مدعوم رسمياً من قبل القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأصبح معروفاً لمجموعة واسعة من شركات الصناعة الدولية وموردي الأنظمة والوفود العالمية، والمحللين والاستراتيجيين العسكريين الذين يدركون أنه واحد من أهم منصات اتخاذ القرار في العالم، وتتنوع العروض الموجودة من عروض في القاعات، وعروض ميدانية للمركبات البرية والبحرية، وعروض ثابتة للسفن والغواصات، وأيضاً رماية حية لبعض الأسلحة. وكانت مشاركة السودان في الأعوام السابقة بالمعرض بوصفه نائباً، أما في هذا العام فيشارك السودان في معرض آيدكس 2013م للصناعات الدفاعية ضمن «57» دولة تقدم إنتاجها الحربي، وعرضت هيئة التصنيع الحربي السودانية التي انطلقت عام 1993م بإشراف وزارة الدفاع السودانية، وهي تعمل في ثمانية مجالات، منها تصنيع قطع الغيار، تحديث خطوط الإنتاج، صناعة عربات النقل الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، تصميم وصناعة الزوارق والقوارب والسفن النهرية، بناء وتأهيل وصيانة السفن والقطع البحرية، وأنظمة التدريب والتأهيل، وعرضت إنتاجها من الأسلحة والذخائر والإلكترونيات، وأنظمة ومشبهات التدريب والمهمات العسكرية التي حملت أسماءً مستمدة من التاريخ والبطولات السودانية، كما أن مشاركة السودان تجيء ضمن المنتجين العالميين للمنتجات الدفاعية، وذلك من خلال ما يمتلكه السودان من خبرات وتجارب أهلته لأن يعرض ما أنتجه خلال السنوات الماضية في مصانعه الحربية. ويتضح ذلك من خلال دعم الإنتاج الحربي السوداني وجعله يشكل رافداً رئيساً أدي لخروج المنتجات العسكرية السودانية. والهدف من التصنيع الحربي سد احتياجات القوات المسلحة السودانية، وهدفت المشاركة السودانية في المعرض لعكس مدى التقدم العلمي في الصناعات الدفاعية الذي وصل إليه السودان، وإمكانية تبادل الخبرات مع شركات الصناعات الدفاعية المشاركة في «آيدكس»، وإمكانية التصنيع الحربي السوداني لتحقيق السلم والاستقرار الإقليميين.