*لن نكون مخطئين إن وصفنا المصرى الكابتن عصام الحضرى بأنه عدو نفسه ذلك من واقع الحرب التى يشنها على ذاته وتماديه فى إرتكاب الأخطاء التى من شأنها أن تضع حدا لمسيرته فى الملاعب وتنهى مستقبله وتجعله يغادر الميادين الخضراء بطريقة لا تليق والاسم الكبير الذى صنعه لنفسه والفترة الطويلة التى قضاها فى حلبات التنافس الكروى، ومن غير المعقول أن يغادر وهو مطرود ونسأله لماذا يحرص على تعكير أجوائه؟ ولماذا يجتهد فى صناعة متاريس تعترض طريقه ولماذا لم يستفد من الأزمات التى فجرها مع ناديه الأول الأهلى المصرى ومع سيون السويسرى والإسماعيلى والزمالك والمريخ؟ ومع المدير الفنى لمنتخب بلاده والتى قذفت به خارج قائمة منتخب الفراعنة وبات هو اليوم معرضا لعقوبة من المريخ قد تجبره على الرضوخ والإنكسار ؟ لماذا لا يضع إعتبارا لعمره والذى يقارب الأربعين عاما وأنه على وشك الإعتزال ووداع الميادين الخضراء؟ لماذا لا يستفيد من خبراته وتمرسه بالشكل الذى يحفظ له تاريخه؟ ولماذا لا يحترم المريخ ويقدر له أنه النادى الذى حل له مشاكله المالية المتمثلة فى الغرامة الدولية المفروضة عليه من الفيفا ؟ نقول ذلك ونحن نتابع تعمده صناعة أزمة من مافى بينه وبين المريخ وإصراره على التواجد ببلده بعيدا عن المريخ المتعاقد معه رسميا فهل هو إستغلال لطيبة السودانيين ومسكنتهم وسماحتهم وسرعة ترضيتهم؟ أم أنه يسعى لتأكيد أنه شاطر ويعرف فى الفهلوة ويفهم فى القانون وأنه مهما فعل فهو فى الموقف الصحيح؟. *إن كان الحضرى لا يعلم الحقيقة أو أنه يعرفها ويدعى أنه جاهل بها فهى أن موقفه الآن ضعيف ومستقبله فى خطر وأن موقف المريخ سليم وبإمكانه وضع حد لمسيرته اليوم قبل الغد وقبل كل ذلك على الحضرى أن يعلم أن الأهلى المصرى لم يغلق أبوابه عندما غادره وأن الزمالك مازال موجودا وأيضا الإسماعيلى وأن المريخ اليوم ينفذ البرنامج الافريقى والمحلى ومرماه مشغول بمعنى أن حياة و إستمرار الكيانات ليست مرتبطة بلاعب مهما يكن إسمه ونجوميته وشهرته وتأثيره. *ليس هناك خيار أمام الحضرى سوى أن يحضر للخرطوم ويقدم إعتذاره ويقابل لجنة التحقيق ويرضى بالعقوبة المالية التى ستوقع عليه ومن ثم يواصل أما إن تمادى وتبع ما يسمى بمدير أعماله أو وكيله فإن ذلك سيعرض مسقبله للضياع. *الحضرى يعرف تماما الراتب الذى يتقاضاه وهو المتفق عليه والمنصوص عليه فى التعاقد الرسمى بينه وبين المريخ والموجود طرف الإتحاد السودانى لكرة القدم، ويعلم أنه كان يتمتع بوضعية ومعاملة خاصة من رئيس المريخ الدكتور جمال الوالى، بالتالى يجب أن لا يتجاوز لأن ذلك سيخصم منه كثيرا وسيعرضه للخسارة لا سيما وأننا نتابع ما يقال عن أن راتبه يصل فى الشهر لأكثر من عشرين ألف دولار يعنى بزيادة تفوق ثلاثة أضعاف الراتب المنصوص عليه فى العقد الرسمى والمعترف به . *لا داعى للغرور والغطرسة *الإرهاق المفترى عليه *وعندما يكون المدرب ضعيفا ومحدود القدرات وفاشلا فإنه يلجأ لإيجاد مبررات يقدمها مسبقا تحوطا لتعثر فريقه وتجد الواحد منهم يجتهد فى إيجاد و صناعة شماعة مبكرا حتى وإن إنهزم يعلق عليها فقره وضعف كفاءته ومن أبرز المبررات التى يستخدمها المدربون وبمساعدة من الإعلاميين هى إعتراضهم على برنامج المنافسة وأنه ضاغط ويسبب الإرهاق لللاعبين،وأى منهم يهاجم الإتحاد ويسخر من البرمجة ويبدى إستغرابه منها وكل ذلك لا يعدو أن يكون مجرد حجة ميته ومحاولة لأن يلفت الواحد منهم الأنظار عن ضعفه، والأغرب أنه وعندما يلعب الفريق وينتصر فلا أحد منهم يقول بغم بكسر الباء والغين، فهم لا يستخدمون هذه الإسطوانة المشروخة والساذجة إلا فى حالة التعثر علما به أنه لا يوجد إرهاق ولا يحزنون، فلم يحدث أن فرض الإتحاد على فريق أن يخوض مباراة كل أربع وعشرين ساعة ولا حتى ثمان وأربعين ساعة ونفس النظام والبرنامج المطبق هنا هو نفسه السارى فى كل العالم. قد نجد العذر للمدربين فى لجوئهم لمثل هذه الخطرفات والمبررات الساذجة ولكن من أين نجد المبرر للإعلاميين الذين يطرقون على نفس هذه الحجة ويتناولونها يوميا بطريقة جعلتهم شبه متخصصيين فى إثارة هذه القضية، ونذكر أنه وفى فترة قيادة البروف شداد للإتحاد فقد كان خصومه من الإعلاميين يهاجمون خريطة الموسم الزمنية ويصفونها بالمقلوبة وينتهجون إسلوب الترصد والإستهداف فى محاولة لترسيخ مفاهيم خاطئة فى عقول المهتمين باللعبة ذلك حينما يتناولون وبطريقة التكرار الممل مفردة الإرهاق فى غير موضعها. *معلوم أن كل لاعبي كرة القدم فى السودان غير مرتبطين بأى عمل غير لعب الكرة يعنى - محترفين فعليا ، بالتالى فإن كل تركيزهم والمطلوب منهم ومهمتهم هي أن ( يأكلوا ويشربوا وينوموا ليرتاحوا ومن ثم يتدربوا ليكونوا جاهزين لأداء المباريات ) وهذا الوضع إفتراضا أن يجعلهم جاهزين بدنيا وفنيا ونفسيا وبالطبع فإن إلتزموا بهذا النظام فإنهم لن يتعرضوا للإرهاق كما يقول الفاشلون من المدربين ومن شايعهم من الإعلاميين. أين المشكلة فى أن يلعب المريخ والهلال وأهلى شندى يوم الثلاثاء ويوم الجمعة أو السبت فهل أداء مباراة زمنها تسعون دقيقة فقط كل اثنين وسبعين ساعة سيؤدى لإرهاق اللاعبين !!! بالطبع لا حتى وإن كانت أجسام اللاعبين مصنوعة من ( عجين البسكويت ) فالحقيقة تقول إنه ليس هناك إرهاق بل هناك إستعباط وفشل وضعف قدرات وإستهبال. *النظام المتبع فى كل العالم هو أن يؤدى اللاعب مبارة كل ثلاثة أيام وكافة مدربى العالم يجمعون على أن اللعب المتواصل يفيد اللاعب ويطور مستواه ويرفع من كفاءته ويوصله للجاهزية البدنية أولا ومن ثم الفنية والنفسية أما هنا ولأننا مشاترين وندعى المعرفة ونرى فى أنفسنا أننا أفهم من الألمان والإنجليز والأسبان والفرنسيين والطليان، فمن الطبيعى أن يكون لنا رأى وهذا ما يجعلنا نتحدث عن إرهاق اللاعبين بسبب ضغط البرمجة - عادى جدا -