اكد الرئيس عمر البشير ونظيره المصري الدكتور محمد مرسي عدم وجود مشكلة بين البلدين حول الحدود،واعتبرا ان الحدود مرشحة لتكون أماكن تواصل واتصال بين البلدين. وأعلنا عن الاتفاق علي الاستمرار في التنسيق والتعاون المشترك بخصوص مياه النيل ، مؤكدين علي وحدة موقفهما المشترك بالتعاون مع دول حوض النيل. وقال الرئيس المصري في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس البشير بمطار الخرطوم في ختام زيارته للبلاد ، ان الحدود لن تكون عائقاً ابدا للتواصل والتكامل بين البلدين، مشيرا الي انه بمرور الوقت ستنتهي العوائق القديمة ،واشار الي اتفاق الجانبين علي مضاعفة التجارة وقيام منطقة حرة وإنشاء منطقة صناعية شمال الخرطوم بمساحة 2 مليون مترمربع. وكشف عن استضافة مصر لقمة ثلاثية، تضم كلا من مصر والسودان وليبيا، قريبا لبحث دفع التعاون في شتى المجالات. واوضح أن المباحثات تطرقت لقيام مزرعة بحثية تكون بمثابة بيت خبرة في الزراعة بمساحة 500 فدان بالاضافة الي تشجيع الاستثمار السياحي والتسويقي فى البلدين وانتاج الوقود الحيوي والدواء . واعلن مرسي عن اتفاق البلدين علي ترفيع اللجنة الوزارية المشتركة لتكون علي مستوي رئيسي البلدين،واكد انعقاد اللجنة المشتركة في القاهرة قريبا ، ثم تتوالي اجتماعاتها كل ستة اشهر. وأشار الي أن افتتاح الطريق البري الشرقي في الأيام القليلة القادمة وكذلك الغربي سيدفع فرص التعاون التجاري بين البلدين بجانب التأكيد علي دور رجال الأعمال في البلدين في دعم العمل التجاري والاستثماري لمصلحة الشعبين . من ناحيته، اكد البشير ان زيارة مرسى للبلاد ستعطى دفعة قوية للعلاقات بين البلدين، مشيرا الى حرص القيادة فى البلدين على ازالة العوائق امام المواطنين فى كلا البلدين لانسياب الحركة التجارية والمواطنين ، وقال « ان الزيارة سيكون لها ما بعدها « ووصف البشير العلاقات بين البلدين بأنها استراتيجية وتشمل كل مناحى الحياة وازلية ومتطورة ومستمرة وستشهد انطلاقة جديدة. واشار الى تواصل السودان مع دول حوض النيل، مبينا ان هناك لجنة دولية تضم خبراء « السودان- مصر- اثيويبا » لدراسة سد الألفية لضمان ان لا يكون للسد تأثيرات سالبة على مصر والسودان . واضاف ان السودان توصل لاتفاق مع اثيوبيا فى حوض النيل الشرقى، كما يسعى السودان كذلك للاتفاق مع دول الحوض النيل الجنوبى،واضاف ان محاولات خلق أزمة بين دول المنبع فى حوض النيل ودول المصب « السودان ومصر » كلها محاولات لخلق فتنة « ، وزاد قائلا» نحن قادرون على تجازوها . وفيما يتعلق بضمان تنفيذ وآليات الاتفاق بين البلدين ، قال « ان ترفيع اللجنة العليا الى مستوى الرئيسين هو الضمان الكافى لذلك ،مشيرا الى ان اللجنة ستجتمع كل ستة اشهر لمتابعة ما اتفق عليه ،ورأى ان الضمان الاكبر هو ان هناك قناعة وارادة قوية باهمية هذه العلاقة وتطويرها ليس بين السودان ومصر فحسب «ولكن سنبدأها ثلاثية بين السودان ومصر وليبيا ، تكون واحدة من اهم ثمرات ثورة الربيع العربى لتكون نموذجا لتكامل افريقي عربى لخدمة شعوب القارة» . وحول تنفيذ اتفاقيات الحريات الاربع، قال البشير نحن من جانبنا صادقنا عليها وفى انتظار التوقيع عليها من الجانب المصرى واجازتها ، وزاد قائلا « نحن كحكومات مهمتنا ازالة العوائق وتسهيل حركة المواطنين والسلع، اما الحدود الموجودة فى الخرط ستظل موجودة فى الخرط وليس لدينا عصبية فى الحدود لان السودانيين لم يكونوا طرفا فى رسم الحدود السودانية المصرية ، وعندما تنفذ الاتفاقيات ستصبح منطقة جمركية واحدة وستزول هذه الحدود ولاتوجد توترات ولامشاكل». الى ذلك، أكد الجانبان السودانى والمصرى رغبتهما الاكيدة فى زيادة حجم وسقف التعاون القائم بينهما فى المجال السياسى والاقتصادى والتجارى والاستثمارى ، وتم التوجيه باحداث نقلة نوعية فى هذا الجانب من خلال الاسراع فى معالجة وتجسيد حزمة المشروعات ذات الطابع الاستراتيجى والمدرجة فى جدول اللجنة العليا واللجان الفرعية الفنية المشتركة . واوضح البيان المشترك، الذى صدر فى ختام زيارة الرئيس المصرى للبلاد مساء أمس، ان الجانبين اتفقا على ترفيع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين الى المستوى الرئاسى لاعطاء المزيد من قوة الدفع لمشروعات التعاون القائمة .