بالأمس كان اليوم العالمي لحرية الصحافة.. الثالث من مايو.. درج الامين العام للامم المتحدة ان يوجه رسالة في هذا اليوم تحت شعار معين وشعار هذا العام حرية الاعلام.. وللتوثيق ولاهتمام «صدى» بهذا اليوم ننشر نص الرسالة التي وجهها الامين العام للامم المتحدة. رسالة الامين العام بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة نيويورك، 3 أيار/مايو 0102م تشكل حرية التعبير احد حقوق الانسان الاساسية وتكرسها المادة 91 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان، غير ان في العالم أجمع حكومات وجهات في السلطة تجد العديد من الوسائل للتضييق عليها. فهي تفرض ضرائب مرتفعة على الصحافة المكتوبة، مما يجعل أسعار الصحف باهظة لدرجة تجعل الناس عاجزين عن شرائها، والاذاعات والمحطات التلفزيونية المستقلة ترغم بالقوة على التوقف عن العمل اذا ما انتقدت سياسات الحكومة. وسيف الرقابة مسلط حتى على الفضاء الافتراضي الحاسوبي، فيمنع استخدام الانترنت ووسائل الاعلام الجديدة. ويتعرض بعض الصحافيين لعمليات ترهيب واحتجاز، بل ويدفعون حياتهم ثمناً لمجرد ممارستهم حقهم في طلب المعلومات والآراء والحصول عليها ونقلها، وذلك بأية وسيلة اعلامية وبصرف النظر عن الحدود الجغرافية. وشجبت اليونسكو العام الماضي مقتل «77» صحافياً، ولم يكن هؤلاء الصحافيون مراسلين بارزين يغطون اخبار الحروب، بل كان معظمهم من العاملين في زمن السلم في صحف صغيرة محلية. وقد قُتلوا بسبب محاولتهم فضح المخالفات القانونية أو حالات الفساد. إني أدين عمليات القتل هذه وأصر على محاكمة مرتكبيها، وعلى الحكومات كافة واجب حماية العاملين في وسائط الاعلام. ولا بد لهذه الحماية من أن تشمل التحقيق في الجرائم التي تستهدف الصحافيين ومحاكمة مرتكبيها. فالإفلات من العقاب يعطي المجرمين والقتلة الضوء الاخضر ويقوي ساعد من لديه ما يخفيه، وهو على المدى الطويل يقوض المجتمع ككل شيئاً فشيئاً ويزرع الفساد فيه. إن شعار هذا العام هو: حرية الإعلام: الحق في المعرفة، وإني أرحب بالاتجاه السائد عالمياً نحو سن قوانين جديدة تقر بحق الجميع في الحصول على المعلومات التي في حوزة المؤسسات العامة. غير أن هذه القوانين الجديدة، للاسف لم تترجم الى أفعال، فطلبات الحصول على معلومات رسمية كثيراً ما تُرفض أو يتأخر الرد عليها، لسنين في بعض الاحيان، ويعود السبب أحياناً الى سوء ادارة المعلومات لكن غالباً ما يكون السبب شيوع ثقافة السرية وانعدام المساءلة. علينا العمل لتغيير المواقف ولنشر الوعي، فللناس الحق في الحصول على المعلومات التي تؤثر في حياتهم، ويتعين على الدول توفير هذه المعلومات، فلا يوجد حكم سديد بدون شفافية. والأمم المتحدة تقف الى جانب الصحافيين والعاملين في وسائط الاعلام المضطهدين في كل مكان، وها أنا اليوم كما في كل يوم ادعو الحكومات والمجتمع المدني والناس في جميع أرجاء العالم الى ادراك مدى اهمية العمل الذي تضطلع به وسائط الإعلام وإلى الدفاع عن حرية الإعلام.