يعاني نحو 180 مواطنا سودانيا ظروفا مأساوية بالغة داخل المعتقلات الليبية بسبب دخولهم اراضيها بصورة غير مشروعة، بينما تبذل القنصلية السودانية ببنغازي جهودا كثيفة في سبيل اعادتهم للبلاد، بيد انها قالت إنها تلاقي بطءا في اجراءات ترحيلهم من قبل السلطات الليبية. واشتكى عدد من المعتقلين ظروفهم ل«الصحافة» عبر الهاتف من داخل سجونهم التي أمضوا فيها نحو شهرين في كل من مدينتي بنغازي التي يوجد بها نحو 149 معتقلاً وإجدابيا حيث يوجد 32 معتقلاً ، مطالبين السفارة السودانية والخرطوم بالتدخل العاجل لحل قضيتهم واعادتهم للبلاد، شاكين من بطء الاجراءات واهمال السفارة لهم. لكن القنصل العام ببنغازي ، اكد ل «الصحافة» ان قنصليته تبذل جهودا مقدرة في محاولة ارجاعهم للبلاد. وأنحى الوزير المفوض رئيس القنصلية خالد عباس، باللائمة على المعتقلين انفسهم كونهم دخلوا الى البلاد متسللين ولا يحمل احد منهم ايا من الاوراق الثبوتية او جوازات سفر ، واشار الى ان معظم المتواجدين داخل السجون من الموقوفين في بعض الجرائم والمحكومين بالسجن، كما تم انذارهم من جانب الحكومة الليبية مسبقا غير انهم لم يعملوا على تسوية اوضاعهم، الى جانب انهم فضلوا البقاء على سوء احوالهم على العودة حينما اتاحت لهم الحكومة السودانية العودة الطوعية، وقال عباس إن السلطات الليبية نفسها تعطل اجراءات تسفيرهم لأسباب غير معلومة مما يزيد الموقف تعقيدا بتكدسهم داخل السجون. وأوضح القنصل ان مشروع العودة الطوعية قد توقف من جانب الحكومة بسبب عدم رغبة السودانيين في العودة رغم الظروف التي وصفها بالمأساوية التي يعيشها معظمهم، مشيرا إلى أن القنصلية استخرجت عددا كبيرا من وثائق السفر الاضطرارية لأولئك المعتقلين لكن لم يتم ترحيلهم على الرغم من الوعود التي تلقتها قنصليته من جانب منسقية القيادة الشعبية بتسهيل اجراءات ترحيلهم، كما لفت القنصل العام الى ضعف الرقابة على الحدود، الامر الذي يزيد من صعوبة الموقف.