الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يستقبل رئيس وزراء السودان في الرياض    طلب للحزب الشيوعي على طاولة رئيس اللجنة الأمنية بأمدرمان    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تنفجر غضباً من تحسس النساء لرأسها أثناء إحيائها حفل غنائي: (دي باروكة دا ما شعري)    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    البرهان : " لايمكن أن نرهن سيادتنا لأي دولة مهما كانت علاقتنا معها "    يوفنتوس يجبر دورتموند على التعادل    نادي دبيرة جنوب يعزز صفوفه إستعداداً لدوري حلفا    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    "مرصد الجزيرة لحقوق الإنسان يكشف عن انتهاكات خطيرة طالت أكثر من 3 آلاف شخص"    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    خطوط تركيا الجويّة تدشّن أولى رحلاتها إلى السودان    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خالد عباس : شاهد على أحداث الثورة الليبية..
نشر في آخر لحظة يوم 05 - 02 - 2012

خالد عباس الوزير المفوض بوزارة الخارجية بدأ العمل الدبلوماسي عام 1991 وقبلها كان من الكوادر الطلابية السودانية المعروفة بجمهورية الهند، تقلد رئاسة الاتحاد العام للطلاب السودانيين بالهند على مدى دورتين 87-89، أحد مؤسسي حركة الاتحاد الاسلامي بالهند، كان رئيساً لجمعية الصداقة السودانية الهندية، ويتولى حالياً رئاسةالجمعية الخيرية لخريجي الهند.
جلسنا معه في هذه المساحة باعتباره شاهد عيان على الأحداث الليبية، وعمل قنصلاً عاماً بمدينة بنغازي، وعاش فترة غليان الثورة الليبية التي أطاحت بالعقيد القذافي ويحمل الكثير من الخفايا والأحداث.. «آخر لحظة» جلست معه بعد عودته من ليبيا وكانت هذه الحصيلة..
أرجو أن تعطينا إضاءة أولية لعملك الدبلوماسي؟
- كان لي شرف افتتاح أول سفارة سودانية بآسيا الوسطى وما يعرف بالجمهوريات الإسلامية «جمهورية اذربيجان» في 1993 برفقة السفير حسن بشير، وقد كانت تجربة ثرة، خاصة قد كنا نحن الاثنين فقط بالبعثة، وتعرفت على العمل الدبلوماسي والاداري والمالي الذي شكل أساس المهنة، وقد كانت المحطة الثانية بعد أربع سنوات بالرئاسة قنصلاً عاماً بمدينة «أبشي» بدولة تشاد خلال الفترة 2001-2005م حيث واكبت أزمة دارفور التي تطورت إلى أن وصلت ما إليه الآن، ومن «أبشي» انطلقت المفاوضات الأولى برئاسة إدريس دبي مع «حركات دارفور» التي أسمت نفسها حينها بذلك، بجانب متابعة انشاء معسكرات اللاجئين حيث كنا قد تعرضنا لمحاولة اغتيال أثناء زيارتنا لمعسكر «فرشنا» ضمن وفد رسمي، وأعلم الكثير من أسرار وخفايا مشكلة دارفور خاصة بعد أن توليت القنصلية العامة ببنغازي في أول سبتمبر 2009م، وشاهدت بأم عيني ما كنا نُحذِّر منه من دور نظام القذافي الداعم لحركات التمرد سواء في الجنوب أو في دارفور.
كيف كان تعامل حركات التمرد تجاهكم؟
- حركات التمرد في كل مكان تنظر للدبلوماسيين نظرة عدائية وتكيد لهم، وقد كان حظنا من ذلك مباشرة ومن خلال كيانات الجاليات السودانية التي قمنا باعادة تنظيمها بصورة علمية باعتبارها كيانات شعبية قومية طوعية وخدمية تعتمد على مواردها الذاتية، وقد وجدنا معوقات كثيرة لتنظيم عمل الجاليات نتيجة لتمسك بعض القيادات بمناصبهم واستغلال اسمائهم لتحقيق مصالحهم الشخصية، وهذه العناصر تجد الدعم والسند من داخل السودان باسم الولاء السياسي وليس الولاء للوطن، والأغرب من ذلك بعد ثورة 17 فبراير تأكد لنا وللمجتمع السوداني ببنغازي بأن هذه العناصر تعمل مع أجهزة النظام الليبي المنهار، وهربت مسرعة بعد نجاح الثورة، وقد اتصفوا بالتعامل العدائي والكيد وتبين ذلك بمحاولاتهم للتهجم علينا بعد انهيار المؤسسات الأمنية والشرطية.
كيف كانت تجربتك ببنغازي؟
- هناك اختلاف واضح بين الاغتراب في ليبيا وغيرها بحكم الجوار والسياسات التي كان يتبعها نظام القذافي، فكثيراً ما ينظر بأنه اغتراب كم وليس كيف.. فالكثير من السودانيين الذين هاجروا إلى ليبيا لا يحملون مؤهلات علمية أو مهنية، وقد تعلم بعضهم مهناً هناك، بجانب أن حكومة القذافي كانت تعمل على استقطاب السودانيين خاصة المعارضين للأنظمة السودانية منذ عهد النميري، بل أغلب الأحزاب السياسية الكبرى كان لها ارتباطات بنظام القذافي واستعانوا به كثيراً، وحتى 17 فبراير كانت هنالك مكاتب ببنغازي للحركة الشعبية وحركات دارفور، بل هنالك عناصر كثيرة من اللجان الثورية من السودانيين تم استغلالهم للعمل وسط الجاليات السودانية مع حركات دارفور، بل حتى وسط من يدَّعون أنهم مؤتمر وطني ضد وطنهم، وعند اندلاع الثورة هرب أغلبهم إلى السودان أو بالأصح أنهم تم تهجيرهم بواسطة المنظمات الصهيونية إلى أوربا، وقد قمت باستدعاء منسق «اللجان الثورية ساحة السودان» كما يسمى، وقلت له ليس باستطاعة البعثة حماية أي مواطن سوداني بعد الثورة، وأن الثوار لن يسمحوا بعد سيطرتهم على الأمور ببقائهم، وعلى الاسر السودانية وكل من كان عضواً باللجان الثورية مغادرة ليبيا فوراً بحكم أنَّني المسؤول عن حماية أرواح السودانيين وممتلكاتهم هناك، سواء كانوا موالين أو معارضين للحكومة.
حدثنا عن عمليات الاجلاء التي تمت بعد قيام الثورة من بنغازي للسودان؟
- بعد قيام الثورة وتطور الأحداث تم تكوين عدد من اللجان بالتعاون مع الجالية السودانية ببنغازي والجاليات الأخرى بمدن المنطقة الشرقية، ووضعنا خططاً للترحيل عبر معبر السلوم والأراضي المصرية، وبفضل الله تم توصيل 30 ألف سوداني وترحيل القادمين من مدينة مصراته والمدن القريبة التي شهدت قتالاً عنيفاً، وقد كانت تجربة صعبة إلاَّ أنه وبحمد الله لم يُصَب أحد بأي مكروه، وقد تعاون معنا الثوار والبعثة في حماية أرواح السودانيين.
ألم تتعرضوا للمضايقات أو الاعتداءات أثناء اندلاع الثورة؟
- نعم لقد تعرضنا لمضايقات على المستوى العام والشخصي، فأثناء انعقاد اجتماع جامعة الدول العربية بشأن الوضع الليبي في بداية الثورة سربت قناة الجزيرة الفضائية على الشريط الأخباري بأن سوريا والجزائر والسودان يقفون ضد قرار الحظر الجوي وهو خبر غير صحيح حيث كنا على اتصال بالوفد السوداني بالقاهرة، وعلى إثر ذلك تعرضنا للهجوم والعنف واندفاع أعداد كبيرة من الليبيين على داري واسرتي وعلى دار البعثة التي حاولوا حرقها ونهب سياراتها إلاَّ أن الجيران وبعض معارفنا من الثوار قاموا بحمايتنا وتهدئة الموقف إلاَّ أننا تضررنا معنوياً فقد حطموا سياراتنا.
كيف كانت متابعة الخرطوم واللجنة العليا لأعمال القنصلية؟
- لقد تم التحرك إلاَّ أنه جاء متأخراً والاستجابة لمطالبنا أيضاً تأخرت بسبب بطء الاجراءات والامكانيات المالية، ومنذ ذلك الوقت تعهدنا واعضاء البعثة على أن نتعامل مع الامور بشفافية وصدق وواقعية أكثر، حيث كان لا يمكن قطع الوعود في تلك الظروف على أشياء لا يمكن الايفاء بها، وبذلك كسبنا ثقة الناس وتم ترحيل كل محتاج وقد تم إرسال بعثة قنصلية من وزارة الداخلية لمعبر السلوم، أما من الناحية المادية فلم تفي وزارة المالية أو اللجنة العليا بإرسال أي ميزانية لنا ببنغازي حتى الان. وقد اتصلت بالسيد الوكيل السفير رحمة الله الذي وافق على أن نتصرف في مواردنا المحلية لولا ذلك لما تمكنا من اجلاء أحد بل كانت ستحدث كارثة يصعب تفاديها.
هل تم الترحيل على حساب الدولة؟
- حسب خطة البعثة فتحنا الباب لكل مستطيع بالتكفل بنفقات ترحيله، على أن نقوم نحن بتوفير الحافلات والتأمين حتى الحدود الليبية المصرية المشتركة، ثم بدأنا في ترحيل المعسرين من الاسر والافراد من المرحلة الثانية وهناك من ادعى عدم امتلاك قيمة الترحيل وهو غير كذلك، كما أن هنالك عناصر من المعارضة حاولت اعتراضنا باطلاق اشاعات بأن الحكومة ارسلت ميزانية للترحيل بغرض التشويش علينا إلاَّ أن السودانيين ببنغازي خاصة كانوا يثقون كل الثقة أن هذا غير صحيح، وللأسف قد عاد هؤلاء فيما بعد وساروا على حساب البعثة وبحوذتهم الملايين وآلاف الدولارات.
هل هناك أعداد كبيرة مازالت ببنغازي أو في ليبيا عامة؟ وما هو موقف الحكومة السودانية تجاه هذا المجهود في الاجلاء؟
- نعم هناك العديد من الاسر الذين ارتبطت مصالحهم الاجتماعية والاقتصادية ويصعب عليهم العودة النهائية للسودان والأسباب مختلفة، أما موقف الحكومة السودانية تكفينا دعوات النساء والاطفال أثناء عمليات الاجلاء فالشكر والتقدير عند الله سبحانه وتعالى.
كانت هناك سيارات ليبية تجوب شوارع الخرطوم عند اندلاع الثورة ما حقيقية ذلك؟
- كانت هناك سيارات يمتلكها اصحابها من قبل الثورة وهي معروفة لجميع السودانيين إلاَّ أن بعد الثورة تعرضت كثير من معارض السيارات التجارية والمؤسسات الحكومية حتى سيارات الأفراد للسرقة، ولم نسلم نحن بالبعثة ولا البعثات الأخرى من تلك السرقات وقد تم بيع السيارات بأبخس الأثمان، وهناك مجموعة قامت بشراء هذه السيارات المسروقة بأوراق مزورة وتم ادخالها في استثمارات واراضي سودانية، من جانب البعثة فقد أخطرنا السلطات المختصة ولكنها لم تنفذ أي اجراءات، وأنا اتوقع بعد استقرار الاوضاع سيتم المطالبة باسترداد هذه السيارات، بل هناك مجموعة بعد عودتها للسودان عادت مرة أخرى للأراضي الليبية عن طريق مصر وقامت بشراء سيارات وادخلتها السودان بجانب تهريب الذهب والشاشات المسطحة والأثاثات والعملة والأجهزة الكهربائية وغيرها، المهم أن هناك فئة استغلت الأوضاع من أجل الكسب الرخيص.
هل كان لكم دور شخصي في مساعدة الثورة والثوار؟
- بحمد الله لدي قناعة منذ عملي بدولة تشاد وحسب متابعتي للأحداث بحكم وجودي أن نظام القذافي هو أكبر داعم لكل الحركات المسلحة التي ناصبت الحكومات السودانية العداء منذ ما يعرف بالجبهة الوطنية والحركة الشعبية وحركات دارفور، لذا فهو أكثر نظام تضرر منه السودان إلا أن الوظيفة الدبلوماسية مقيدة.
ما هو تقييمك للثورة الليبية وما حققته من انتصار باسقاط نظام الطاغية القذافي؟
- حقيقة إن الثورة كامنة في كل المنطقة العربية والانظمة الأكثر بطشاً وقد بدأت تتساقط الواحدة تلو الاخرى والشعب الليبي عانى من نظام القذافي مُرَّ المعاناة، فهو الحزب الواحد الذي لا يرضى إلاَّ برأي رجل واحد وقد كان مسيطراً على كل زمام الامور والثورة جديرة بالوقوف عندها ودراستها وتستحق الاشادة فهي ثورة شعبية سلمية تحولت بفضل سياسة القذافي لثورة مسلحة وجدت الدعم والسند الاقليمي والدولي، وتقييمي لها بأنها في الاساس هي شعبية بكل قطاعاتها وفصائلها الداخلية أو الخارجية.
بما أنك عاصرت الأحداث كيف ترى مستقبل ليبيا في ظل هذه المتغيرات الحالية؟
- رغم كل التكالب الدولي وتقاطع المصالح حول ثروات النفط الليبية فإن الشعب الليبي واعي للغاية لما يدور حوله فهو محتاج لوقت حتى يتمكن من اعادة بناء دولته الحديثة والتي تتمتع بالحريات والتعددية السياسية وسيادة حكم القانون، وهذه القضايا تحتاج لدستور محكم ومتفق عليه من قبل كل التيارات السياسية وبممارسات نزيهة وخوفي على الثورة من الفتن والعصبية والاقليمية والجهوية والاختراقات الأمنية الدولية تحت مسميات البحث عن الاسلحة الكيميائية والدمار الشامل بجانب الصراعات حول مشروعات اعادة الاعمار، وأرى أن التحرر من نظام القذافي قد انتهى وبدأت فترة البناء، وهي فترة قد تكون عصيبة لأن القتال والدمار أسهل من اعادة البناء والتعمير، لأن بناء النفوس والمجتمعات والشعوب يحتاج لسنوات طويلة وليس كما في اعتقاد البعض بأن نهاية الانظمة الدكتاتورية هو نهاية المطاف.
وكيف ترى مستقبل العلاقات «السودانية-الليبية»؟
- هناك قواسم مشتركة بين البلدين لا يمكن تجاوزها مهما بلغت الخلافات بين الانشطة السابقة ونظام القذافي المنهار وهي الدين، والتاريخ المشترك، والعروبة، واللغة، والحوار، والتداخل الاجتماعي بين الشعبين لذا بعد ازالة نظام القذافي هناك امكانية لانطلاق العلاقات بين الدولتين خاصة أن التوجه الاسلامي يمكن أن يشكل القاسم المشترك الاعظم بجانب أن السودان يحتاج لرأس المال الليبي بينما ليبيا تحتاج إلى الكوادر البشرية السودانية والعمالة الفنية الماهرة بهدف نماء وتطوير البلدين فهناك تبادل اقتصادي مشترك.
ما هو تقييمك لزيارة الرئيس الأخيرة لليبيا؟
- في الحقيقة لم ارافقه بسبب أنه لم يطلب مني ذلك، واعتقد أن زيارته هدفت لدعم الشعب الليبي والمجلس الانتقالي المؤقت والحكومة الليبية الحالية بغرض تقديم التهاني بالنصر وبذلك فقد حققت نتائجها.
ما هو رأيك في الدعم الذي قدمه السودان للثورة الليبية؟
- كل دولة تقدم دعم حسب امكانياتها وأرى أن السودان قدم دعماً مقدراً حسب تصريحات المسؤولين وبالتأكيد حسب الامكانيات، والمطلوب كان بلا شك أكبر ويفوق الاستطاعة لذا تولى حلف الناتو مسؤولية تنفيذ قرارات مجلس الأمن بينما ظلت بعض الدول العربية تقف متفرجة، بجانب أن هناك دول وقفت بصلابة مثل تركيا وقطر والامارات.
بعد عودتك وأنت من عاصر الأحداث هل هناك نيّه للعودة مرة أخرى إلى ليبيا للاستفادة من خبراتك وعلاقاتك وكيف ترى السودان بعد تلك السنوات التي قضيتها بالخارج؟
- العمل الدبلوماسي ليس كما يعتبره الكثير بأنه متعة بل هو ضريبة غالية جداً لا يعرفها إلا من خاض تجربتها خاصة عند حدوث ثورات أو اضطرابات، فأنا جندي من جنود الوطن إذا أرادت وزارة الخارجية بأن عودتي للعمل بليبيا من مصلحة السودان فبالتأكيد أنا جاهز ولا أمانع، أما عن التغييرات فهناك أحداث كثيرة خلال الفترة الماضية على كافة الاصعدة أهمها انعكاسات انفصال جنوب السودان سياسياً واقتصادياً على السودان الشمالي وأثر الثورات العربية على السودان خاصة ثورتي مصر وليبيا لما للدولتين من أثر مباشر على السودان، وأرى أن النواحي الاقتصادية تحتاج لجهود مضاعفة حتى تستقيم خاصة وأن دخل الفرد تراجع بصورة كبيرة مقارنة مع الزيادات في الاسعار.
ظهرت على السطح هذه الأيام مذكرة رفعت من اعضاء الحركة الإسلامية لتصحيح المسار داخل المؤتمر الوطني ما رأيك فيها؟
- حسب وظيفتي ليس لدي علاقة بالعمل الحزبي لكن لا اعتقد أن هناك كيان فاعل باسم الحركة الإسلامية حتى يأثر على المؤتمر الوطني، خاصة وأنها بعد الانقاذ حلت من قبل الذين تولوا السلطة لصالح السلطات وصارت مجرد أحلام بدون برامج إلا برامج فردية من الملتزمين بالمنهج التربوي للحركة، أمَّا ما جاء بالمذكرة المنشورة فليس فيه بجديد يذكر بل تكرار لمطالب ظلت تطالب بها عضوية المؤتمر الوطني لكنها لم تجد حظها من التنفيذ، ولكن الجديد فيها هو قضية محاربة للفساد رغماً عن تكوين آلية المحاربة، وكأن أصحاب المذكرة لم يقتنعوا بهذه الآلية التي لم تفعل شيء ملموس خلال فترة وجيزة، وحُقَ للناس أن يتهموها بالتستر على الفساد، وأن اسلوب المذكرات رسخ في اذهان العامة بأنه مقدمة لبوادر انشقاق قادم لذا وجدت ضجة اعلامية كبيرة خاصة من عضوية الحركة الاسلامية السابقة التي بدأت تحلل كلٌ حسب مشكلته وخلافاته التنظيمية أو الشعبية. وأرى أن المذكرة هي عبارة عن عمل مفبرك لتجاوز الململة التي يعاني منها المؤتمر الوطني داخلياً وعلى المؤتمر الوطني التعامل معها بجدية وفعالية.
كلمة أخيرة..
اشكر صحيفتكم الغراء على اهتمامها واستضافتها لي خاصة وأنها من الصحف التي تحتل الصدارة وقد وجدت مكانتها الواسعة وسط الشعب السوداني وهي جديرة بالقراءة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.