خضنا الانتخابات من أجل السودان وعانينا من «الأخطاء والتزوير» ٭ دعا رئيس لجنة الحزب الديمقراطي «الأصل» في الخليج عبد الله الخليفة علي الحسين جميع القوى السياسية والأحزاب للعمل الجاد من أجل وحدة السودان، محذراً من خطورة انفصال الجنوب، الذي سينعش حروباً بين أحزاب وقبائل الجنوب، وسيضعف الشمال الذي سيشهد هجرات جديدة من الجنوبيين. وقال الحسين في هذا الحوار مع «صفحة مع المهاجر» إنه ينبغي أن نتناسى ما صاحب الانتخابات من تجاوزات وتزوير، من أجل إنقاذ السودان من تقسيم يخطط له في دوائر الغرب، ليطال دارفور والشرق وجبال النوبة. وطالب الرئيس عمر البشير بأن يعمل على تحقيق العدالة، وبسط الحريات، والتعاون الصادق مع الأحزاب السياسية، من اجل مستقبل السودان، وذلك عبر «هيئة قومية» جامعة لكل ألوان الطيف السياسي.. وفي ما يلي نص الحوار: ٭ بداية ما هي قراءاتك لنتائج الانتخابات؟ - بحسب متابعاتنا لمجريات الانتخابات، حدثت أخطاء كثيرة، حيث اختفت رموز وغابت أسماء في عدد من الدوائر الجغرافية، فضلاً عن أن نتائج الانتخابات بالنسبة للحزب الاتحادي الديمقراطي «الأصل» بدأت «غريبة ومدهشة»، فكيف لمدينة كسلا التي خرج أهلها بحشود غير مسبوقة لاستقبال السيد محمد عثمان الميرغني ألا تؤول للحزب، وهو الأمر الذي دعا مولانا الميرغني الى أن يجيب على سؤال طرحته عليه صحافية في القاهرة حول حقائق الانتخابات وكسلا .. قائلاً: أين الجموع الهادرة التي وصفت «بالزلزال» التي خرجت لاستقبالنا .. هل «جرفها القاش» !! والانتخابات لم تُحدث تغييرات، فقد أتت بالمؤتمر الوطني والحركة الشعبية، في حين كان أفيد للمؤتمر الوطني لو أن ترك «الدوائر المقفولة» للاتحادي الديمقراطي دون «تجاوزات» حتى تمضي قضايا السودان بشراكات متعددة، وفي هذا الأمر نستغرب عدم فوز د. بخاري الجعلي في «كدباس» ونحن نعرف حقيقة كدباس. ٭ لماذا خالفتم إجماع قوى جوبا بخوض انتخابات تشككون الآن في نتائجها؟ - نحن خضنا الانتخابات من أجل السودان، ولمصلحة الشعب، وحفاظا على «دمه وممتلكاته»، فنحن ننظر بأبعاد استراتيجية لمصلحة الوطن، وليس لكسب حزبي، أما التشكيك فنظراً لأن أغلب الأخطاء التي صاحبت الانتخابات وقعت على حزبنا الذي تبدلت رموز مرشحيه في عدد من الدوائر مما احدث ربكة كبيرة.. وحتى من خلال متابعتنا من العاصمة الرياض لمجريات الانتخابات حدثت أخطاء غير «منكورة».. ونحن قوم لا نسعى «للفتن». ٭ وماذا بعد الانتخابات؟ - نعم لقد مضت هذه الانتخابات بكل عيوبها ومحاسنها. والذي يجب عمله الآن أن يعمل الرئيس عمر البشير على تحقيق العدالة بين جميع أبناء الشعب السوداني طالما منحوه ثقتهم، وأن يعمل على بسط الحريات العامة، وإصلاح دولاب العمل، وأن يعمل بكل الوسائل من أجل أن يبقى السودان موحداً. ٭ كيف تنظرون لمخاطر انفصال الجنوب؟ - اذا انفصل الجنوب ستلحق به دارفور ثم الشرق فالنيل الأزرق وجبال النوبة. وستدور معارك شرسة بين الفرقاء في الجنوب، وكذلك ستتحارب مختلف القبائل، وسنشهد حركة نزوح كبيرة من قبل الجنوبيين إلى الشمال، الذي سيضعف أيضاً، وهو يفقد أجزاءً حية من جسمه، وستجد القوى الطامعة الأمر متاحاً بالتدخل في الشؤون الداخلية والتأثير على موارد السودان وفي مياه النيل، فضلاً عن العمل من أجل التأثير على السلام والعروبة، وحينها لن ترتاح «الخرطوم أو تسعد جوبا» بالانفصال. ٭ ما هو العمل الذي ينبغي أن يتم من أجل الوحدة؟ - بداية يجب أن يتم تكوين هيئة قومية تتألف من جميع الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، لتعمل من أجل أبعاد شبح الانفصال وتحقيق الوحدة، وأن تعمل أيضا من أجل التنظيم للانتخابات القادمة، حتى تكون «حرة ونزيهة»، وإذا قُدِّر للمؤتمر الوطني أن يبقي السودان موحداً حينها يكون قد حقق أكبر خدمة للوطن. ٭ ماذا عن تكوين الحكومة القادمة؟ - الأحزاب لن توافق على الدخول في تشكيل الحكومة المرتقبة، إلا وفق ضمانات تشمل إعطاءها الصلاحيات اللازمة، وحرية إبداء الآراء والأفكار، والمشاركة الحقيقية في إدارة الشأن العام، فضلاً عن ضمانات حقيقية من قبل المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان، على أنهما سيعملان بجدية من أجل وحدة السودان.