حكم المنية في البرية جار ٭ ما هذه الدنيا بدار قرار ان امر الآخرة والدنيا بيد الله وهو من يديرها ويقضي فيها ما يشاء ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمه.. فلا غضاضة في حكمه عندما فجعنا برحيل أخينا وحبيبنا النبيل «عاصم عطا صالح» عليه رحمة الله وغفرانه، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم نسأله جل جلاله لعاصم خير المنقلب فلا نزكيه على الله فلقد ابتلينا بفقده وندعو الله ان يجعل سبيل الخير سبيله ودليل الرشد دليله.. فوالله كان عاصماً وهو الآن في شفاعة المعصوم «صلوات الله عليه وسلم» كريماًَ شهماً حليماً صافي السيرة والسريرة «طيب الله ثراه» لم يعرف له عدواً ولا كارهاً، كان في دروب الحياة الفانية وكافة محافلها مشاركاً في كل المناسبات والفعاليات في اطار العلاقات الانسانية سواء السياسية أو الاجتماعية او الثقافية او الرياضية والصحفية يشارك الناس افراحهم واتراحهم.. كان باب بيته مشرعاً لزائريه، سواء في السودان او في بلاد المهجر التي عمل بها لكافة السودانيين زائرين كانوا ام مقيمين في بلاد الغربة- انني ادعو كل الاخوة الذين فقدوا الحبيب عاصم عطا صالح ان يدعوا له بأن يوسع الله له في قبره ويغفر له يوم حشره، فلقد كان عاصم كريم الاصل والاصالة كعود الطيب النادر افنى معظم عمره محترقاً يفوح عطره عبقاً كريماً يتنسمه كل من يعرفون عنه الجود والخير والخلق النبيل وحرصه الدائم على التواصل والمواصلة - اللهم يا حنان يا منان يا واسع الغفران اغفر لعاصم وارحمه واعف عن، ان كان محسناً فزد في احسانه، وان كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته، اللهم اكرم نزله ووسع مدخله. اللهم ارحمه تحت الارض واستره يوم العرض ولا تخزه يوم يبعثون «يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم» صدق الله العظيم. هذه الدار لا تبقى على أحد - ولا يدوم على حال لها شأن اني يا مولاي اتضرع لك ان تجعل عاصماً «مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا» كان عاصم كأنه يعلم بأنه في زيارته الاخيرة لبلده قبل وفاته في بلاد المهجر بعد اسابيع قليلة من زيارة اهله واصحابه الاخيرة وكأنه اتى ليودعهم الوداع الاخير حيث كانت الايام التي قضاها بين ظهرانينا مع احبابه في لقاءات تكاد تكون يومياً بأنه سوف يفقد هذه اللمة والنفر الطيب - كان لسان حاله يلهج وداعا ولا يعلم ولا نعلم أنه وداع اللا عودة حتى بعد رجوعه من زيارته الاخيرة للسودان بادر بالاتصال هاتفياً بنا يشكرنا على الايام الجميلة التي قضيناها معا ويوعدنا بلقاء في المستقبل القريب.. ولكن كانت مشيئة الله وقدره ان يلقى ربه الرؤوف الرحيم ولم يترك لنا الا الحزن والأسى، ولا نملك الا ان نقول على نهج النبي الكريم «صلى الله عليه وسلم العين تدمع والقلب يدمي ولا نقول الا بما يرضى الله وانا لفراقك لمحزونون يا أعز الناس أصلاً ومعدناً.. «يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي».. إنا لله وإنا اليه راجعون. الا رحم الله عاصم رحمة واسعة، وان يلهم «حنان زوجه وابناءه واهله الصبر والسلوان» وان يغفر له بقدر ما اعطى ولم يستبق شيئا سواء لاهله وعشيرته او اخوته... اخوك المكلوم محمد الامين ياسين