أجمع متحدثون في ندوة حول تحديات ما بعد الانتخابات، على ضرورة جعل الوحدة خيارا جاذبا للجنوبيين في الاستفتاء المقبل . وزعم المسؤول بقطاع الشمال بالحركة الشعبية وليد حامد، في الندوة التي نظمها المركز القومي للإنتاج الإعلامي أمس، أن المؤتمر الوطني سيعيد الناس إلى مربع 30 يونيو 1989 سواء اختار الجنوبيون الانفصال أو الوحدة ،بإعاقة الاستفتاء أو قيامه في أجواء غير معافاة ،ودعا الى تشكيل حكومة قومية تنحصر مهامها في حل ازمة دارفور واجراء انتخابات حرة ونزيهة للخروج من هذا المأزق. غير أن الامين العام لمجلس الصحافة العبيد أحمد مروح، قطع الطريق أمام تكوين حكومة قومية وإجراء انتخابات أخرى، وقال إن تقرير المصير حق كفلته اتفاقية السلام الشامل للجنوبين وعلى الجميع احترام خيارهم مع العمل على جعل الوحدة خيارا جاذبا، ودعا لعدم تهويل مآلات الانفصال إن كان اختيار الجنوبيين الأول . من ناحيته، اعتبر القيادي بالمؤتمر الوطني، اللواء حسب الله عمر، نتائج الانتخابات تبياناً لأوزان القوى السياسية بالبلاد ،بجانب إرسائها لكثير من القيم الجوهرية لتداول السلطة عبر الانتخابات، وقال إن كل من يحاول انتزاع السلطة بالقوة أو بطرق غير شرعية «لا يلومن إلا نفسه»، واشار الى أن بعض القوى السياسية لم تستفد من درس الانتخابات ،الامر الذي عده لا يبشر باستعداد الاحزاب لتطوير نفسها . وقال إن أهم تحد يواجه الشعب السوداني الآن هو استدامة وتطوير البناء السياسي ببناء أحزاب سياسية جديدة، واعترف بأن التجربة الديمقراطية التي أفرزت انفراد المؤتمر الوطني بالحكم شائهة، لأنه أوكل إليه أمر الحكم والمعارضة في آن واحد،كما اعتبر ضعف الحركة الشعبية سياسيا ،أكبر مهدد للاستفتاء بالجنوب، وطالب القوى الساسية بالسعي الجاد لإجراء الاستفتاء في جو صحي معافى، وأبان أن برنامجهم في المؤتمر الوطني هو العمل على جعل الوحدة جاذبة، وأن حزبه مستعد لتقديم كافة التنازلات الممكنة للجنوبيين من أجل ذلك.