رسالة من السيدة إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة 3/5/0102م إن اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يدور موضوعه هذا العام حول حرية الإعلام، يقدم لنا مناسبة نتذكر فيها اهمية حقنا في المعرفة. وحرية الإعلام هي المبدأ الذي يقتضي من المنظمات والحكومات أن تعمم ما لديها من معلومات وتسهل الاطلاع عليها لأي شخص يريدها، وذلك استنادا الى حق الجمهور العام في أن يكون على دراية بالأمور. وللحق في المعرفة دورمركزي في الحفاظ على الحقوق الأساسية الأخرى، وفي تعزيز الشفافية والنهوض بالعدالة والتنمية. ويشكل هذا الحق، بالتلازم مع مفهوم حرية التعبير المكمل له، الاساس الذي تقوم عليه الديمقراطية. وقد لا نمارس عن وعي حقنا في المعرفة. ولكن، في كل مرة نتصفح جريدة أو نتابع أخبار التلفزيون أو الاذاعة او ندخل الانترنت، فإن نوعية ما نراه أو نسمعه تتوقف على قدرة وسائل الاعلام هذه على الحصول على معلومات دقيقة وحديثة. وتتخذ العقبات في طريق ممارسة حقنا في المعرفة أشكالا كثيرة، من نقص الموارد وعدم كفاية البنية الاساسية، الى الاعاقة المتعمدة. ويمارس عدد هائل من الصحفيين مهنتهم في بيئة تكون القيود على المعلومات فيها هي القاعدة، ويكون التعامل فيها مع الضغط والمضايقة والتخويف، بل وحتى الاعتداء البدني، جزءا من ظروف العمل اليومي. ولقد أدانت اليونسكو في العام الماضي قتل 77 صحفيا. ولم يكن معظم هؤلاء من ضحايا الحرب، بل مراسلين محليين يغطون احداثا محلية. وإني أدعو جميع المحتلفين باليوم العالمي لحرية الصحافة حول العالم الى الالتزام بالصمت لمدة دقيقة إحياءً لذكرى الذين لم يعد ممكنا ان نساعدهم، وتكريماً للصحفيين الذين ضحوا بأرواحهم خدمة لحقنا في المعرفة. ولكن علينا، في هذا اليوم أيضا، ان نسجل تقديرنا لما احرز من تقدم في مجالات عدة. ذلك أن اعدادا متزايدة من البلدان حول العالم تسن تشريعات بشأن حرية الاعلام، وهذا من شأنه ان يسهل من رصد الاجراءات التي تتخذها الحكومات ويعزز من المساءلة العامة. ومن ناحية أخرى، تؤدي زيادة سرعة التكنولوجيا وانخفاض أسعارها الى حصول أعداد متزايدة من الناس حول العالم على المعلومات من خارج بيئتهم المباشرة بشكل أيسر. ولقد آن الأوان لكي نستفيد من هذا التقدم بتعزيز المؤسسات وتوفير التدريب الضروري للعاملين في مجال الاعلام وتشجيع مزيد من الانفتاح داخل قطاعاتنا العامة وزيادة الوعي بين الجمهور العام. وأدعو الحكومات والمجتمع المدني ووسائل الاعلام والافراد في كل مكان الى الانضمام الى اليونسكو للنهوض بحرية الاعلام في جميع أنحاء العالم. إيرينا بوكوفا