رصد: حسن عبد الحميد: نظمت جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان مؤتمرا علميا حول الشيعة في السودان من زاوية المهددات وسبل المواجهة، ودعت لهذا المؤتمر العلمي ثلة من العلماء من السودان ومن الخارج، استمر هذا المؤتمر لثلاثة أيام من الجمعة الثالث من مايو وحتى الأحد الخامس من مايو 2013م، حيث اختتم أعماله بجلسة حضرها الشيخ أبو زيد محمد حمزة الرئيس العام للجماعة، وأوفد والي الخرطوم الدكتور معتصم عبد الرحيم ليمثل حكومة الولاية، بالإضافة إلى غير قليل من العلماء والدعاة وطلاب العلم. الدكتور معتصم عبد الرحيم أثنى في كلمته في اليوم الختامي نيابة عن حكومة ولاية الخرطوم على أنصار السنة المحمدية في السودان، وثمّن الدور الذي يقومون به في خدمة التوحيد ونشر العلم الشرعي، مطالبا الجماعة بالانتشار في كافة النواحي العلمية والسياسية والاقتصادية و(الفنية) وهذه الأخيرة أثارت ضحكا مكتوما من بعض أعضاء الجماعة الذين ضاقت بهم قاعة الصداقة، لكن الدكتورمعتصم استطرد بأن بعض الأناشيد (الفنية) بها معان إسلامية سامية وهذا ينبغي إلا يُهمل في منهج الجماعة، وطفق الدكتور معتصم يشرح الأركان التي تقوم عليها جماعة أنصار السنة ويمثلها شعارها القائم على التوحيد والاتباع والتزكية حتى ظن الحضور أن الدكتور عضو في جماعة أنصار السنة المحمدية، لكن معلق الحفل الختامي كان واقعيا عندما علّق على كلام الوزير بأن أنصار السنة قد كسبت حليفا مهما في حكومة الولاية، لكن النقطة الأبرز في كلام الوزير والتي لاقت استحسانا من الشيخ أبوزيد محمد حمزة قول الدكتور معتصم ألا مجاملة في التوحيد أبدا..وفي نهاية كلمته أكد الوزير أن وزارته مستعدة لتنفيذ مايليها من توصيات المؤتمر، مطالبا جماعة أنصار السنة بتكوين لجنة لمتابعة أمر التنفيذ مع الوزارة، متعهدا بأن يرفع كل التوصيات لحكومة الولاية لتنفذ كل وزارة ما يليها من توصيات. وقد تخلل الجلسة الختامية عرض مشاهد من القنوات الشيعية، فيها كلام قبيح عن الصحابة رضوان الله عليهم خاصة السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأباها أبوبكر الصديق رضي الله عنه، وفيها كلام آخر يدخل في دائرة الكفر، لا نود ترداده حتى لا نساهم في إضعاف إيمان المسلمين، وكانت هذه مجرد نماذج أراد منظمو اليوم الختامي أن يشيروا بها إلى نقاط الاختلاف الجوهرية والعقائدية مع الشيعة، وأنه لا التقاء معهم ما لم يتوبوا عن هذه الكفريات. الشيخ أبو زيد محمد حمزة الرئيس العام للجماعة أثنى في كلمته على الوزير واصفا عقيدته بالصحيحة، وتمنى أن يكون كل الوزراء من أمثاله، وأكد الشيخ أبوزيد على النهج السلمي الذي تنتهجه الجماعة، مذكرا بأنه من قام بإزالة قبر أبو البتول الذي كان كائنا على أرض المجلس الوطني حاليا، مستطردا بأنه لم يكن ليفعل ذلك لولا أن الحكومة هي التي طلبت منه ذلك، مذكرا بأن غاية الجماعة إخراج الناس من الشرك إلى الإيمان وحملهم بالحسنى على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في كل شؤونهم، مشيدا بأبنائه من طلاب العلم الذين قدموا في المؤتمر أوراقا علمية جيدة في هذا الموضوع المهم،مرددا بأن الجماعة تنتهج النهج العلمي في تبليغ دعوتها. الدكتور محمد عبد السلام الأمين العام لجماعة أنصار السنة المحمدية تولى في اليوم الختامي تلاوة التوصيات التي خرج بها المؤتمرون، وقد أكدت التوصيات على أن السودان بلد سني يجب الحفاظ على سنيته، ودعت إلى إقامة دورات علمية وإعداد دعاة متخصصين في موضوع التشيع، كما نبهت التوصيات إلى استهداف الطلاب والإعلاميين بالدورات لأنهم الفئة التي يستهدفها التشيع أكثر، ونادت التوصيات بتنسيق الجهود بين كافة الجماعات الإسلامية والصوفية لمواجهة الشيعة، مطالبة الدولة بدور فاعل في هذه المسألة، كما شددت التوصيات على ضرورة سن تشريع يحرّم ويجرّم سب آل البيت والصحابة رضوان الله عليهم مع عدم السماح بنشر المذهب الشيعي في السودان وتضمين مناهج التعليم التحذير من المذهب الشيعي وترسيخ محبة الرسول صلى الله عليه وسلم. كانت أيام المؤتمر الثلاثة تظاهرة جماهيرية شاركت فيها كل القوى الإسلامية في المجتمع السوداني، وإن كان الدور الأكبر قامت به جماعة أنصار السنة المحمدية، وهذا يشير إلى أن القوى الإسلامية يمكن أن تجتمع على هدف محدد تتحد فيه كلمتها وتُرشّد فيه جهودها.. والسؤال هو: هل تستمر مثل هذه التجارب المشرقة؟.