الخرطوم : محمد شريف : حذّر خبراء ومختصون في مجال الاعلام والعلوم والبيئة من خطورة استمرار تدهور الوضع البيئي في السودان واوصوا خلال ورشة عمل بعنوان (نحن في خطر) نظمتها امس كلية علوم الاتصال بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا بالتعاون مع مركز الفيصل الثقافي بأن تلعب الصحف والاذاعة والتلفزيون دورا اساسيا في نشر الوعي البيئي ومحاربة التلوث الذي اصبح خطرا يهدد الجنس البشرى وحياة كل الكائنات الحية بالزوال . ودعا البروفسير على شمو الي توظيف برامج التلفزيون في التعريف بخطورة تلوث البيئة الذي احدثه التقدم التكنلوجي والتوسع الصناعي وتغيير مفهوم المواطنين الخاطئ تجاة البيئة عبر الاخبار والاغاني والدراما والحوارات المهنية الجادة مع اهل الاختصاص، مشيرا الي ان النفايات لا يقصد بها الاوساخ التي تحملها السيارات من البيوت بل تتعدي ذلك الي المخلفات الطبية والالكترونية والنووية وغيرها، ونادي شمو بتوفير الامكانيات للتلفزيون لانتاج برامج هادفة وجاذبة . وأكد البروفسير محمد عبد الله الريح (حساس محمد حساس) على ريادة التلفزيون القومي في التعريف بالبيئة، مبينا ان برنامجه (طبيعة الاشياء) الذي انتجه في الستينيات سبق البرامج العلمية في تلفزيونات الشرق الاوسط والعالم اجمع، وكان يقدم للمشاهدين من داخل الاستديو نماذج لحيوانات حية تسعي منها الفئران والعقارب والافاعي السامة وقال ان التلفزيون قدم من البرامج العلمية التثقيفية ايضا ( صور شعبية ) و(المروج الخضراء ) و(الكون ذلك المجهول)، وكانت مشاهدتها عالية الي جانب البرامج الترفيهية المنوعة مثل (فرسان في الميدان) . ودعا حساس الي ايقاف استهلاك التمباك الذي صار البعض يضيف اليه موادا من حجارة البطارية تحتوي على عناصر الزئبق والكادمويم والليثيوم المسرطنة، وقال اذا كان في الخرطوم 5 ملايين مواطن منهم مليون يتعاطون سفة تمباك بحجم جرام مرتين يوميا فإن هناك 10 ملايين جرام تمباك تستهلك يوميا و300 جرام سنويا وعند بصق السفة على الارض تنتقل بالهواء وتدخل جسم الانسان بالاستنشاق والاكل . وانتقد حساس تشييد موقف شروني الجديد للمواصلات وسط المنازل السكنية بدلا عن تشييد حديقة خضراء تجدد التهوية الصحية، مشيرا الي ان دخان السيارات والغبار العالق يلوثان المنطقة بثاني اوكسيد الكربون وغيرها من العناصر الضارة. واوصي الدكتور محمد خير المشرف الخبير البيئي العالمي جهات الاختصاص بمعالجة علمية سلمية ومدروسة للنفايات الصلبة والطبية وغيرها، وقال ان تركها على التربة يخلف روائح كريهة ويسبب توالد البعوض والذباب ويؤثر على المنتجات الزراعية وان حرقها يلوث الجو بالغازات وان دفنها يدخل مواد خطرة الي المياه السطحية، وناشد وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسوعة بنشر الوعي البيئي.