: نوهنا من قبل إلى خطورة الحرب الإعلامية التي تواكب العمليات القتالية هنا وهناك.. أحياناً تسبق هذه الحرب الإعلامية الطائرات والصواريخ، وتمهد لها.. مثال ذلك ما يثار الآن بشأن الحرب الكيمائية في سورية، وهو تمهيد رأي فيه الروس حلفاء سورية تكرارا للسيناريو العراقي، حيث اتخذت أسلحة الدمار الشامل غطاءً للغزو الهمجي للعراق. وهنا في السودان كان الأداء الإعلامي من خلال التلفزيون حافزاً للاخرين لتشويه سمعة السودان، وتحويل الحرب ضد التمرد إلى حرب دينية وجهاد مقدس، مما أكسب التمرد تعاطف الآخرين دون جهد كبير يبذل من جانبهم. وفي الحالة السورية كانت محاولات حرمان الدولة السورية من البث الفضائي تكشف عن وعي الجهات المناوئة لسوريا بخطورة الإعلام الوطني، والذي انتهج سياسة ونهجاً مختلفين عما يسلكه الإعلام الرسمي في مثل هذه الحالات، وقد كشفت القنوات الفضائية السورية (سماء الأخبار والفضائية السورية) عن قدرة هائلة في مواجهة الإعلام المضاد، وهو يمتلك امكانيات تقنية وفنية عالية، وهي تجربة نهديها إلى إعلامنا الرسمي في تمليك المواطن الحقائق، قبل أن يتلقاها من مصادر أخرى قد تكون لها أجندتها الخفية والمعلنة. ورغم ان سورية تخوض معركة منذ 26 شهراً فإن البرامج الثابتة والمتعلقة بشؤون الحياة اليومية، وتغطية النشاط الابداعي الذي لم يتوقف رغم الأحوال الأمنية، التي لم تعرف الهدوء والاستقرار، إلا أن هذا الإعلام ظل يواصل رسالته رغم تعرض بعض كوادره للاختطاف والاغتيال، وتعرض مبانيه للقصف والتدمير، وبعد العدوان الاسرائيلي الأخير على دمشق، والاعتداءات على المسجد الأقصى، ألم يحن الوقت لتسوية الأزمة السورية سياسياً وداخل البيت العربي؟؟