أقتربت الساعة من السادسة والنصف فى صباح ذلك اليوم وبدا أن الجو سيكون حارا جدا ومازال الناس فى عميق نومهم حينما خرج مصطفى دقيل أستاذ التاريخ فى مدرسة ود المحلاوى مسرعا ليلحق بالمواصلات لعله يجد مكانا على مقعد مريح لكنه أنتظر طويلا حتى أشارت ساعته إلى السابعة والربع عندها ركض لحافلة قادمة بدت زحمتها من بعيد ،أستعد ليركب شماعة فقد تعود على ذلك ثم بدأ يجاهد لإيجاد مكان مع زملائه المشمعين بعد أن أرتاح قليلا ألتقطت عيناه ملاح شخص عرفه من أول وهلة ،وكان جالسا على مقعد وحده ،هنا أرتسمت دهشه فى وجه دقيل زاد منها صوت ذلك الشخص وهو يقول له لاتدفع يأستاذ وأشار إلى الكمسارى أيضا ألا يأخذ منه أجرة أتسعت دائرة الدهشه مع شهقة فى نفس طويل عندما تأكد أن الشخص هو عبد السميع النعسان أراد الأستاذ دقيل الأقتراب من صاحبه النعسان ولكن الزحمة حالت دون ذلك فظل فى حيرته وتفكير فى المكان الذى سوف ينزل عنده النعسان وتذكر أن من أماكنه المهمه دكان العمارى الذى رسم خرائط جغرافيه على جيوب قمصانه مع قلتها ،وصلت الحافلة لمحطة دكان العمارى ولم يسمع أستاذ دقيل فرقعة أصابع النعسان تطلب من السائق الوقوف فزادت حيرته فى الأمر حتى وصل هو نفسه إلى محطته فنزل ودخل مدرسته فبادره العم أسماعيل بالتحيه ولم يرد إذ ظل شارد الذهن حائرا فى أمر صاحبه وظل على هذه الحال حتى نهايه اليوم الدراسى عازما على السؤال عن صاحبه عبدالسميع فى منزله الصغير بعد غروب الشمس ،خرج متوجها للمسجد لأداء فريضه المغرب ودهش عندما وجد أن جميع أصدقائه مندهشين من حالة صديقه عبدالسميع ، أدوا صلاة المغرب بادر عبد الجليل قائلا أن صاحبهم جاء وسدد ماعليه من حساب فى أربعة دفاتر قديمها وجديدها هنا صمت الجميع مذهولين من هول ماسمعوا فقط لم يكذبوا عبد الجليل ، صاحبهم محمديه عامل الكهرباء قال أتصدقون أن صاحبهم الذي دفع قيمة عداد كهرباء لمنزله ودون أقساط، وأدهش ماسمعوا كلام صديقهم زكريا قال طلب منى عبدالسميع أن أعمل معه سائقا بعربته الجديده .أتفق الجميع على الذهاب للتأكد مما سمعوا قال زكريا أيضا أعجب مما قلت أننى رأيت أوراقا ملصقة على بعض الأعمده مكتوب عليها أنتخبوا مرشحكم عبد السميع الغنيان الرمز الصيوان الدائرة الحيشان وهنا أنهار الجميع ولكنهم عادوا يضحكون فقد عرفوا السبب فزال العجب واصل الجميع السير وطرقوا الباب الذى لم يروه قبل ذلك جاءهم أوسط أولاد عبد السميع قائلا والدى فى طريقه إليكم وظهر شخص بدت ملامحه غريبه عليهم ولكن صوته أزال منهم بعضا من غموض روئته ،نظر الجميع فى هيئة النعسان الجديده هندام غايه الجمال وجه تبدو آثار النعمه عليه ،سلم عليهم بيد زالت خشونتها تفوح منه رائحة نادرة ،لسان أنطلقت منه كلمات أجابت على كل ما فى رؤسهم من دهشه ، نعم أنا عبد السميع النعسان سابقا المرشح الآن فى دائرة الحيشان والرمز الصيوان أكرر ماقلت أم كفى ؟؟؟ قال الجميع كفى كفى فقط أرنا كيف حدث ذلك قال عبدالسميع أدخلوا أولا لتكرموا ثم سأحكى لكم داعيا إياكم للتصويت لرمزى الصيوان ، لاننى أمثلكم، أحمل همومكم، عايشت كل ماتعانون ولاأحتاج لشرح منكم لمطالبكم فقط لاوقت للجدل وقد آن آوان الأقتراع بإختصار وجدت ماكان يحلم به كل واحد مكنم، جئ بعشاء فاخر ورصت منضدة من طراز لم يره أحدهم وملئت بما لذ وطاب ونسى الجميع هدف مجيئهم فقد ردت المائدة الممتده على كل مافى رؤسهم ولاداعى أن يستمر التساول أكملوا عشائهم وشربوا البارد بأشكاله وألوانه ثم الشاى أخضر وأحمر ، هنا صاح أستاذ مصطفى وأقسم إلا يتحدث عبدالسميع ثانيه ووعد أصحابه أنه سيشرح لهم ماحدث لعبد السميع فقط رجاء منهم أن يتعاهدوا على مناصرته وأنهم جميعا سيكونون معه بعد كل مغرب يستمعون إليه عن أخبار حملته الإنتخابيه .