الخرطوم:محمد سعيد: اعلن وزير الاستثمار، مصطفى عثمان اسماعيل، ان المعركة المقبلة للقوات المسلحة مع المتمردين ستكون الاخيرة والحاسمة لابعادهم عن البلاد وتنظيف المناطق ،وكشف عن اتفاق مع صنادق عربية لتمويل مشاريع البنى التحتية لتهيئة مناخ الاستثمار الى جانب توفير ضمانات قوية للمستثمرين بسحب وايداع الاموال بالعملات الاجنبية دون معيقات. واقر اسماعيل لدى مخاطبته أمس، اجتماع مجلس الاتحاد العام لغرف الصناعة والتجارة العربية، وسط مشاركة 18 دولة عربية في فندق السلام روتانا، بضعف البنيات التحتية في السودان، وقال ان الحكومة تتجه للاتفاق مع الصناديق العربية لتمويل مشاريع البنى التحتية مثل خدمات الطرق والكهرباء، موضحا ان البلاد انشأت مشاريع ضخمة تمثلت في تعلية خزان الروصيرص وانشاء سدي اعالي نهر عطبرة وستيت. وقال ان السودان سيطرح ملايين الافدنة الصالحة للزراعة وفقا لمبادرة الرئيس عمر البشير في العاصمة السعودية الرياض ، وان البلاد تزخر ب100 مليون رأس من الماشية وحوالي 110 الف طن من مخزون الاسماك. وشدد اسماعيل على ان الحكومة قادرة وعازمة على القضاء على التمرد، وقال ان الجولة الحالية ستكون الاخيرة لتنظيف البلاد من بقايا التمرد واتهم المتمردين باستهداف المدنيين في ولاية شمال كردفان. وتعهد وزير الاستثمار بتذليل العقبات والاجراءات المتعلقة بالاستثمار بإنشاء نافذة موحدة واعفاء الاستثمارات الزراعية من الضرائب الى جانب اعفاء الاستثمارات الصناعية بنسبة 10%، واعفاء الاستثمارات الخدمية بنسبة 15% ،وبث الوزير تطمينات واسعة للمستثمرين فيما يتعلق بإيداع الأموال بالعملات الأجنبية في البنوك المحلية وسحبها متى ما ارادوا ذلك، الى جانب المعدات والتعامل مع العملية بسلاسة ويسر، كما تعهد بإعفاء الاستثمارات التي تبعد عن العاصمة ،وقال ان حوالي 65% من الاستثمارات تتركز في الخرطوم، مؤكداً ان الحكومة تعتزم تطبيق اعفاءات لرؤوس الاموال الكبيرة تشجيعا ودعما للاستثمارات المتوسعة الى جانب تشجيع الصناعات التي تؤدي الى القيمة المضافة. وكشف عن إصدار لائحة تنفيذية للمناطق والاسواق الحرة. وقال ان الحكومة تعتزم انشاء مزيد من الاسواق الحرة وإدخال المحاصيل الزراعية في الأسواق الحرة لأول مرة. واتهم وزير الاستثمار، جهات دولية -لم يسمها -بزعزعة استقرار السودان بالتزامن مع اتجاه الاستثمارات اليه، لكنه عاد وقال ان جزءاً من هذه النزاعات نتحمل بعض مسؤوليته جراء مايحدث وعلينا ان نتعظ من هذه النزاعات وتأمين الغذاء للشعوب العربية. من ناحيته، وصف نائب رئيس الجانب السعودي بمجلس رجال الأعمال السعودي السوداني المشترك، حسين سعيد بحري، المؤتمر بأنه فرصة تاريخية للسودان لجذب الأموال، والاستثمارات العربية، ولتحقيق تطلعات الأمة العربية في العمل المشترك. وأكد بحري، في تصريح صحفي «أن السودان يمتلك موارد طبيعية هائلة في المياه، والأراضي، والثروة الحيوانية التي تؤهله للإسهام في سدّ الفجوة الغذائية في العالم العربي، وتمكنه من تحقيق الأمن الغذائي لكل العرب». ودعا بحري إلى مراجعة المشاكل والعقبات التي تواجه المستثمرين، لجذب المزيد من رؤوس الأموال للاستثمار في السودان. وقال في هذا الخصوص هناك مشكلات معروفة تتمحور حول الأراضي، وتحويل الأرباح، وفتح الاعتمادات، فإذا تمت معالجتها بالكيفية المطلوبة، فإنها ستعطي أساسا قوياً للاستثمار، وتفتح الأبواب على أوسع مصارعها لدخول المستثمرين ورؤوس الأموال،ولفت إلى إمكانية اعتماد صناعة الدواجن خياراً من الخيارات الاستراتيحية، باعتبارها إحدى المجالات والفرص الواعدة والجاذبة بالسودان، منوهاً في هذا الخصوص لتجربة شركته (امات الدواجن) بالسودان. ومن المقرر أن يناقش المؤتمر، الذي يستمر يومين، برعاية الرئيس البشير وبمشاركة أكثر من 170 من رجال الأعمال والمستثمرين، وممثلي الشركات المعنية، المبادرة التي أطلقها الرئيس عمر البشير خلال القمة الاقتصادية العربية، التي عقدت بالرياض في الشهر الماضي لتحويل الأمن الغذائي العربي إلى واقع ملموس.