الخرطوم: تغريد إدريس : يعتبر مستشفى الخرطوم احد اكبر المستشفيات بالبلاد، وهو من المستشفيات الرائدة في تقديم الخدمات والعلاج للمرضى، بيد أن المستشفى شهد في الفترة الأخيرة تدهوراً ابرز ملامحه افتقاره للكادر الطبي والكادر الفني المساعد بالصورة الكافية على حد قول المرضى ما انعكس على الخدمات وصحة المرضى، إذ أن غالبية المرضى يشكون عدم المتابعة الدقيقة من قبل الاطباء والكادر المساعد، فالمريض بالمستشفى لم يعد خاضعاً لمن يتابع حالته الصحية والى اين وصلت الحالة ومدى تطورها؟ وعدد من المرضى ومرافقيهم شكوا في حديث ل «الصحافة» من عدم توفر طبيب لمراجعة الحالة وعدم توفر سسترات ونبوتجية، كما شكوا من ارتفاع رسوم العمليات الصغيرة، ورغم هذا يحتمون بالمستشفى ملتمسين العناية، بالرغم من أن معظم الغرف وعنابر المرضى غير صحية على حد وصفهم، مستدلين ببقايا النفايات التي تحيط بالمستشفى من كل الجوانب خاصة حول قسم جراحة العظام. وتقول فاطمة إبراهيم وهي مرافقة لابنتها المريضة إن المستشفى يحتاج إلى عناية مكثفة، وبات يفتقد كل مقومات المؤسسة الصحية، مشيرة إلى عدم وجود مراقبة من جهة الاطباء الذين باتوا من اطباء الامتياز، وتساءلت فاطمة: اين الكوادر المؤهلة؟ وهل اصبحت المستشفيات الخاصة قبلة لذوي المقدرة المالية وتركت مستشفيات القطاع العام بلا خدمات، واوضحت فاطمة ان مستشفى الخرطوم يفتقد النظافة ومراجعة المرضى، وليست هناك مراقبة للمريض. وقالت فاطمة ان الطبيب الذى حدد العملية لابنتها لم يروه لمدة اربعة ايام، مضيفة ان وجبة المريض عبارة عن سندوتشات بيض لا تكفى للمريض بالكسور، مبينة أنه يحتاج الى وجبات غذائية محددة، وأضافت أن أهل المريض هم من يقومون بتوفير كل متطلبات العملية، اما الجراح فليس عليه سوى اجراء العملية فقط، شاكية من ارتفاع رسوم العملية، حيث ان رسم العملية الصغيرة يتراوح بين «600» الى «2600» جنيه، ووصفت حالة المستشفى بأنه في حالة احتضار ويحتاج الى من يسعفه، بجانب أن بيئة العنابر غير صحية، حيث تحيط بها النفايات من كل جانب. حواء عثمان أوضحت ان شقيقها تعرض لكسور إثر حادث مروري، ورفضت ادارة المستشفي دخولها في وقت لم يكن فيه مرافق غيرها، فطلبت منها ادارة المستشفى احضار أورنيك المرافقة الذي استغرق استخراجه عدة ساعات، مما يدل على حالة التردي. أما عمر محمد فقد قال إن شقيقه فقد الذاكرة بسبب الاهمال، إذ كان عند ادخاله المستشفى يعاني من كسور ليست خطيرة، وتمت معالجته بطريقة خاطئة مما أفقده القدرة على التحدث، اضافة الى فقدان الذاكرة، ودعا عمر إلى مراجعة خدمات المستشفى وتوفير كل احتياجات المرضى، مشيراً إلى انه خلال وجوده لاحظ ارتفاع حالات الوفيات التي تسبب فيها الاهمال وارتفاع كلفة العمليات. يقول المريض صديق عمر إنه خضع لعملية ازالة مسمار قبل ثلاثة ايام، وكلفته العملية «400» جنيه، والغريب في الأمر انهم اخذوا منه «15» جنيهاً مقابل الزي الخاص بالعملية، وشكا صديق من رداءة بيئة المستشفى. وفي ذات السياق تمضي المواطنة تيسير عبد العزيز قائلة إن مستشفى الخرطوم بحاجة الى كوادر طبية مؤهلة من جديد، وقال إن جميع الموجودين الآن أطباء امتياز، كما دعت إلى إجراء إصلاحات لشبكة الصرف الصحي التي تنبعث منها روائح كريهة، وقارنت تيسير بين المستشفيات الخاصة والحكومية، وخلصت الى ان كل الاهتمام الآن أصبح من نصيب المستوصفات والمشافي الخاصة التي ذهب اليها الاطباء الاكفاء، كما تتوفر بها الاجهزة الطبية دون المستشفيات الحكومية، وناشدت تيسير السلطات المعنية بالدولة العمل على إعادة تأهيل مستشفى الخرطوم وإعادته إلى سيرته الأولى.