: نعى الناعي الأستاذ اسماعيل الكاروري الرمز الرياضي المعروف في مدني، وأحد الحرس القديم المدافع عن أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية في السودان، والتي دارت عليها الدوائر فاصبحت نسياً منسياً.. بعد أن تغيرت المفاهيم واختلط الحابل بالنابل، وتحولت الرياضة من أصحابها الى من لا يعرفون عنها الا انها وجاهة وسبيل للعلاقات والصلات التي تعود بالمنافع الشخصية. اسماعيل الكاروري الرئيس الأسبق لاتحاد الكرة بمدني..يعتبر حقيقة من الرموز الرياضية، والرجل ظل قوياً صلباً في الدفاع عن المفاهيم التي آمن بها، وسعى بين الناس بكل بشاشة وبشر.. في أحلك الظروف والمعارك الانتخابية التي كان يخوضها تجده متماسكاً.. لم يعرف اليأس الى قلبه سبيلاً.. اختلفنا معه كثيراً.. ولكننا كنا نكبر فيه عدم ميله لشخصنة الأشياء فقد كان جميلاً في معدنه وفي التسامي عن الخلافات.. كنا نكتب ونكتب حتى لا يعود رئيساً لاتحاد الكرة بمدني بقناعاتنا.. لم يقابل هذا الأمر مثل آخرين كثر بالعداء .. بل على العكس كان دائماً ما يقابلنا هاشاً باشاً بنقاء قلب لم يعرف الحقد والغل.. اختلافنا معه كان لأسباب منطقية خاصة بالعمل الكروي في المدينة واتحاد الكرة تحديداً والذي فقد الكثير في عهده الأخير، ليس بسبب عدم الكفاءة ، ولكن بسبب ظروف خاصة ابعدته عن المدينة خلال فترته الأخيرة .. ولكنه بأي حال من الأحوال كان أفضل من غيره.. جربنا بعده من وقفنا معهم.. الأستاذ عبد المنعم حمد.. والبروف نوري.. وهذين الرئيسين تحديداً وقفنا معهما ضد الكاروري.. بسبب البرامج التي دخلا بها الانتخابات، ومنها برنامج عودة الأمجاد.. ولكن للأسف فلا الأمجاد تحققت ، ولا توقف تراجع كرة القدم في المدينة، بل العكس هو ما حصل حيث ظلت كرة القدم في مدني تتراجع حتى وصلت الى ما هي عليه الآن. لم نكن نخشى مقابلة الكاروري بعد كل مرة نقف ضده.. فنحن ندرك أن الرجل يفصل بين الخاص والعام، ليس كآخرين ما ان تكتب حرفاً ضدهم حتى يعلنوها عليك حرباً شعواء، ويناصبونك العداء .. مهما كنت قريباً منهم أو بعيداً - على المستوى الشخصي. من الطبيعي ان يتوافد الجميع من كل انحاء السودان للتعزية في وفاة الاستاذ اسماعيل الكاروري والذي يعتبر فقداً لكل السودان .. فكل مدنه تعرفه، وفي أي منها لديه بصمة أو صديق، فقد جاب الرجل السودان من اقصاه الى اقصاه من أجل كرة القدم التي أخذت منه وقتاً طويلاً.. وصدق صديقه ورفيق دربه الأستاذ عبد المنعم عبد العال عندما اتصلت به لتعزيته بأن السودان وليس ودمدني فحسب قد فقد رمزاً من رموز كرة القدم في السودان. تعازينا لأسرته الصغيرة ولكل الرياضيين في ودمدني الحبيبة، والسودان قاطبة.