افتتاح المعرض الصيني بالروصيرص    السودان.."عثمان عطا" يكشف خطوات لقواته تّجاه 3 مواقع    أنا وعادل إمام    القمة العربية تصدر بيانها الختامي.. والأمم المتحدة ترد سريعا "السودان"    كواسي أبياه يراهن على الشباب ويكسب الجولة..الجهاز الفني يجهز الدوليين لمباراة الأحد    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    إدارة مرور ولاية نهر النيل تنظم حركة سير المركبات بمحلية عطبرة    اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عامان على كتمة جنوب كردفان
نشر في الصحافة يوم 06 - 06 - 2013

إعداد: إبراهيم عربي: (الكتمة) مصطلح تعارف عليه سكان كادقلى لوصف الأحوال (السياسية والأمنية) التى لازمت تجميع نتائج فرز الأصوات فى الإنتخابات التكميلية التى جرت فى الولاية فى مايو 2011 وماتلاها من إرهاصات حتى إنفجار الأوضاع الأمنية فيها فى السادس من يونيو من ذات العام ، إلا أن (الكتمة) ذاتها ماركة مسجلة ظلت تختزنها ذاكرة أهالى جنوب كردفان ، بل أصبحت (نغمة) مشهورة يتداولونها عبر الموبايلات بصوت واليهم أحمد هارون (يوم 6/6 الساعة (ستة) .. كتمت .. كتمت .. كتمت)!!. (الصحافة) من جانبها أعدت ملفا متكاملا عن (الكتمة) فى جنوب كردفان جاءت بمعلومات جديدة وأسرار (تنشر لأول مرة) .. .
شكوك وهواجس
لا أدرى لماذا كانت تحدثنى نفسى أن الأوضاع فى جنوب كردفان غير طبيعية ، يوم 6/6 ،إتصلت بكادقلى الساعة الخامسة والنصف مساء ذات اليوم بوزير الموارد المائية العقيد تاو كنجلا مقرر لجنة الأمن بالولاية وهو من قيادات الحركة الشعبية الذين نشأت بيننا علاقة ودية بجنوب كردفان إبان فترة الإنتخابات التكميلية ، سألته عما إن كان الوفد المركزى قد نجح فى نزع فتيل الأزمة التى لازمت إعلان نتيجة الإنتخابات بالولاية ؟، فرد قائلا (الأوضاع تمام والمشكلة بسيطة وخلاص إنتهت!) ،ولكن سأوافيك بالمزيد عقب مغادرة الوفد بعد قليل مطار كادقلى ،الساعة السادسة وربع مساء عاودت الإتصال بكنجلا دون رد .. وقد تلقيت ساعتها رسالة تفيد بتفجر الأوضاع الأمنية فى كادقلى ،إتصلت فورا بالوالى أحمد هارون مستفسرا ، فرد قائلا (بينما نحن فى طريقنا من المطار إلى المدينة إنقلبت علينا كادقلى نارا عند جبل مرتا ،وتخيل الباقى براك .. كل شئ وارد ! ) عاودت الإتصال بكنجلا متسائلا عما حصل فرد الساعة السابعة مساء قائلا (أنا فى مهمة خارج المدينة ولا أدرى ماذا حصل !) ساعتها تيقنت أن الشكوك التى إنتابتنى كانت فى مكانها ! فقد تمردت الحركة الشعبية بجنوب كردفان واندلعت الحرب ،إلا أننى تذكرت الرسالة التى أطلقها عبد العزيز الحلو من أستاد كادقلى عند تدشين حملته الإنتخابية فى الخامس من أبريل 2011 قائلا (حاربنا المركز (20) عاما لعدم تحقيقه العدالة .. ولذلك إذا مافى عدالة سوف نرجع للحرب مرة ثانية!) .
مخطط مسبق
سألت أرنو نقوتيلو لودى وهو ذاته (محمد عمر) أحد قيادات الحركة الشعبية فى جنوب كردفان ومن الذين وصفهم أحمد هارون فى مقالاته بأنهم غيروا أسماءهم وحتى أسماء آبائهم للتماهى مع (الشعارات الأفريقانية) ومن بينهم مريم يوحنا لتسمى نفسها (كوجا توتو) ، الأمين دفع الله إلى ألبينو أوبي ، وجبرائيل أندراوس إلى كوكو الدقير ، والنجومى المكى إلى أنقوكا لندى هكارى ، وطالب حمدان إلى تيو دود العسل ، وأخيرا قمر دلمان إلى جاتيكا أمونيا دلمان ، المهم أننى سألت أرنو فى العام 2010 إبان إنتخابات الدوائر القومية التى قاطعوها فرد أرنو قائلا (نحن مالنا فى الدوائر القومية حاجة .. بل نسعى للفوز بمنصب الوالى فى جنوب كردفان وأكبر عدد ممكن من عضوية المجلس التشريعى) .. لنصل إلى ما نصبو إليه ! فترك أرنو الباب مفتوحا هكذا ! ولكننى أدركت اخيرا أن حديث أرنو لم يأت من فراغ ، فالمادة (64) فى الفقرة (1) من دستور جنوب كردفان الإنتقالى تقرأ ،يحق لوالى الولاية ولمجلس الولاية التشريعى بقرار من ثلثى أعضائه أن يحيل إلى الإستفتاء أى أمر يعبر عن (القيم العليا أو الإرادة الوطنية أو المصالح العامة فى الولاية) ، وقد جاءت الفقرة (3) منه أن نتيجة إستفتاء مواطني الولاية (سلطة عليا من أى تشريع ولا يجوز إلغائه إلا بإستفتاء آخر) .. وكان ذلك واضحا جدا بأن الحركة الشعبية فى جنوب كردفان إكتشفت مبكرا أن المشورة الشعبية لا تحقق لها ماتصبو إليه .وتقول قيادات سياسية إن الحركة الشعبية لجأت إلى إختلاق الأزمات وإعاقة تطبيق بنود إتفاقية السلام الشامل سيما بروتوكول جبال النوبة (الترتيبات الأمنية والمشورة الشعبية) ،وقد ساعدها المؤتمر الوطنى فى ذلك لتسمى مناطق بعينها (مختارة) وكان القصد منها (مناطق مقفولة ) وهى ذاتها التى مازالت تحت سيطرتها حتى الآن محليات(هيبان ،أم دورين ،البرام ) ومناطق أخرى فى محليات (رشاد ،دلامى ،الدلنج ،لقاوة ،العباسية ،تلودى).
الحملة الانتخابية
دخلت الحركة الشعبية بعد ان تنكرت للاحزاب التي كانت تتوقع ان تفي الحركة بوعدها المتعلق بالتحالف ،الحملة الانتخابية بمورال عال جدا ،وتقول قياداتها إنها ضمنت فوزا مبكرا لمرشحها الحلو بمقعد الوالى فى جنوب كردفان و(25) مقعدا فى الدوائر الحزبية والفعاليات التنظيمية وتنافس على (7) مقاعد بدعم الأحزاب والقوى السياسية ،ولكنها كانت لا تعلم ما تخبؤه لها المفاجآت من قبل خصمها المؤتمر الوطنى ، فكانت أولى هذه المفاجآت كما تقول قيادات سياسية بجنوب كردفان ،أن أصبح تلفون كوكو مرشحا مستقلا لمنصب الوالى خصما من رصيد الحركة الشعبية ، ولم تنته الصدمة عند هذا الحد بل إنطلق المؤتمر الوطنى فى حملات إستقطاب واسعة أدت لإنسلاخات كبرى وسط عضوية الحركة الشعبية ،إلا أن التسابق القوى بين الشريكين ذاته كان بين مشروعين كما سماه الدكتور نافع رجل المؤتمر الوطنى القوى (مشروع الوطنى الحضارى ومشروع الحركة العلمانى )، فيما رصدت وسائل الإعلام إتفاقا غير مكتوب بين هارون والحلو قبيل بداية الحملة الإنتخابية وفى آخر لقاء جمع بينهما ، فقد أمنا على أهمية الحوار السياسى وأهمية الأمن والإستقرار والتعايش السلمى الذى بنياه طيلة فترة الشراكة بينهما ، فيما عرض هارون على الحلو (إستمرارالشراكة بين الوطنى والحركة فى حالة فوزه وأمن الحلو على المقترح) ،وفى الإطار ذاته إنطلقت حملة إعلامية ضخمة للحركة الشعبية ،فقد غطت ملصقاتها أى مكان فى مدينة كادقلى فلم تترك جدر المبانى وقمم الجبال وأعالى الأشجار والملبوسات والسيارات وحتى الكوارو والمواتر والركشات ،كما إعتلت راياتها الأشجار ، عند شارع مطار كادقلى وحتى داخل المدينة ، لدرجة أن جعلت الدكتور نافع عند حضوره كادقلى لتدشين حملة حزبه ، يهمهم بكلمات لا يدرك مقصدها إلا نافع ذاته! ،علاوة على تلك الدار الفخيمة الجديدة مقرا للحركة الشعبية تقف شامخة عند مدخل المدينة ولايمكن أن تخطئها عين أى زائر لكادقلى ،تحت هذه الظروف دشن نافع وبرفقته وفد مركزى رفيع ، حملة قوية لحزبه فى الثانى من أبريل 2011 ، فى المقابل دشنت الحركة حملتها فى الخامس من أبريل بأكثر قوة وحضورا ،فقد جاءها جيمس وانى إيقا وربيكا قرنق وأكول تونج وآخرون من الجنوب، وجاءت تابيتا بطرس ومحمد المصطفى من قياداتها بالمركز وعبدالله إبراهيم عباس من النيل الأزرق ، وكمال عمر من الشعبى وصديق يوسف من الشيوعى وآخرون من أحزاب المعارضة بالخرطوم ، فيما توالت قيادات المؤتمر الوطنى تباعا مشاركة فى (55) لقاءً جماهيريا و(10) لقاءات خاصة توجها بتشريف رئيس الجمهورية ، وشهدت فيها الكثير من الإنسلاخات والبيعات لا تقل عن (10) آلاف شخص بينهم قيادات فاعلة سياسية بالحركة الشعبية وآخرون بالجيش الشعبى بالدلنج ، المجلد ،الميرم ، وكرة ، أبو جبيهة ، لقاوة ،أم دحيليب ،وهبيلة ،وآخرون كثر شملت المناطق والمحليات ، فى المقابل توالت قيادات الحركة الشعبية فى مشاركة الحلو فقد جاء عرمان ومالك عقار بكامل طاقمه ولم تتخلف أى من قيادات الحركة بالمركز والولايات وقد شاركت فى تدشين ما بين (20 - 30 ) لقاءً جماهيريا للحركة وعدة لقاءات خاصة شهدت أيضا إنسلاخات وبيعات للحركة الشعبية ، إلا أن المخاطبات الجماهيرية من قبل بعض المسؤولين فى المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية معا تخللتها عبارات (صبت الزيت على النار) ولم تراع فيها خصوصية وحساسية الأوضاع فى جنوب كردفان ، فيما يقول إسماعيل بدر وآخرون فى حديثهم ل(الصحافة) إن المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية أدخلا مجتمع جنوب كردفان فى أزمة حقيقية جراء الإستقطاب الحاد من قبل الطرفين ،طالت الأسرة الواحدة فكانت نتيجتها ما آلت إليه الأوضاع فى الولاية.
تأجيل ساعة الصفر
معلومات دامغة تحصلت عليها (الصحافة) تؤكد بأن مخطط (الكتمة) فى الأصل كان مقررا له الخامس من مايو 2011 الساعة التاسعة صبحا متزامنا مع نشر كشوفات نتيجة الإنتخابات (ضرب كادقلى ) ،ويبدأ المخطط بضرب (القوات المشتركة) فى (هيبان ،أم دورين ، البرام) ،وعليه تم إنتشار الجيش الشعبى فى كل الجبال يوم 25 أبريل عقب مطالبة القيادة العامة للجيش السودانى بجمع السلاح خلال (6) أيام ،وكان يتولى تنفيذ المخطط حسن آدم الشيخ قائد إستخبارات الجيش الشعبى ب(جاوا). يقول صباحى محمد أحمد أحد قيادات الوطنى التى كانت تعمل فى الحملة الإنتخابية فى مناطق ثقل الحركة الشعبية فى (هيبان وأم دورين والبرام) ومعه ياسر كباشى وبقيادة الشهيد إبراهيم بلندية والذى أغتيل والدكتور فيصل ورفاقهم بمنطقة (الكرقل) ولازالت السلطات حتى الآن لم تكشف عن الجناة ، يقول صباحى بداية الأزمة رفض الحلو بموجب (ميثاق الشرف الإنتخابى ) الموقع بين (الوطنى والحركة) ،رفض الإعتراف بالنتيجة التى تم تجميعها من قبل الوطنى فى ذات الليلة وجاء بنتيجة من عنده وقال إنه فائز ب(7) آلاف صوت على منافسه هارون ،وقد تسربت معلومات من داخل الإحتفال الذى دعت له الحركة فى الليلة (ضرب كادقلى) ،إلا أن اجتماعل (سريا) بقيادة الحلو تم فيه تأجيل (ساعة صفر الكتمة) والتى كانت محصورة وسط (قيادات محددة)، إقترح الحلو (تعليق إعلان النتيجة) ،و(تكوين ثلاث لجان للمراجعة ) وافقت المفوضية على المقترح وتم إخطار مركز كارتر والمراقبين الآخرين ووسائل الإعلام ، فبدأت العملية بشئ من الشد والجذب والمغالطات والإتهامات والإنسحابات تارة بسبب عدم إكتمال عملية الفرز فى ليلتها تقول المفوضية بسبب الكهرباء ، وثانيا إحتجاجا على تحريك صندوق إنتخابات (أم بطاح) تقول الجهات المسؤولة إنه لأغراض التدريب ،وثالثا نتائج مناطق القطاع الغربى والقوز وتقول الحركة بأن لها عضوية كبيرة لم تظهر أصواتهم ضمن النتيجة ،ورابعا بسبب نتيجة دوائر هيبان ويقول الوطنى بأن التصويت فيها تجاوز 120% ،وأخيرا حسمت المفوضية النتيجة وتم إعلانها بالخرطوم ، حصل فيها أحمد هارون مرشح المؤتمر الوطنى على (201455) صوتا مقابل (194955) صوتا لعبد العزيز الحلو مرشح الحركة الشعبية قطاع الشمال ، بفارق لا يتجاوز (6500) صوت وحل تلفون كوكو المرشح المستقل ثالثا ب(9130) صوتا من جملة (642555) ناخبا ، إلا أن الحلو رفض الإعتراف بالنتيجة واصفا إياها ب(المزورة) ) وجاءت الحركة بنتيجة حصل فيها مرشحها الحلو على (201,463 ) صوتا مقابل (199395) صوتا لمرشح الوطنى هارون و(9,043 ) للمرشح المستقل تلفون كوكو، وقالت إن جملة الناخبين ( 641,939 ) ناخبا وأن جملة الذين أدلو بأصواتهم (409,901 ) ناخب .
الهجمة أو النجمة
شعارات انطلقت متزامنة مع وصول وفد الحركة الشعبية لجنوب السودان كادقلى لتدشين حملة الحلو الإنتخابية (إس بى إل إيه حكومة بتاعنا ،يالنجمة يا الهجمة ، الشجرة السوسة لازم ندوسها ،أدى النجمة صاح خلى الشعب يرتاح ) ،فاستنكر الحلو الشعارات وقال ساعتها فى رده على وسائل الإعلام (دى عبارات مرفوضة ودخيلة على المجتمع السودانى) ، إلا أن ذات وفد الحركة الزائر رفض دعوة عشاء لهارون بإيعاز من عقار وعرمان ،كما رفض الحلو ذاته (نجمة الإنجاز السياسى ) التى منحتها رئاسة الجمهورية له بالشراكة مع هارون لدورهما فى التنمية والإستقرار السياسي فى جنوب كردفان ، إلا أن السياسات والأوامر والتعليمات فى داخل الحركة الشعبية كانت محصورة فى قيادات محددة داخل الحركة كما يقول عضو الحركة (المنشق) رجب الباشا عمر وزير الإعلام والثقافة بحكومة جنوب كردفان، القيادى بحزب الحركة الشعبية تيار السلام فى حديثه ل(الصحافة) ، ويؤكد الباشا أن مخطط 6/6 ليس مخطط الحركة الشعبية فى جنوب كردفان بل كان مخططا أكبر من الثلاثى (الحلو عقار وعرمان) وقال إنهم مجرد أدوات لتنفيذ قرارات جوبا ، ويقول إن المنطقة إداريا تتبع للخرطوم وسياسيا لجوبا ،إلا أن الباشا يؤكد بأن الحرب أصلا كان مخططا لها أن تندلع فى جنوب كردفان (إن تم تنفيذ الإنتخابات وإن فاز الحلو أو خسر )، عزاها الباشا لتراكمات وتصفية حسابات بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ولحسابات خاصة باستخبارات الجيش الشعبى وليست بمعزل عن التدخلات الخارجية ،ويقول الباشا إن قرار عملية جمع السلاح خلال (6) أيام كان بمثابة (القشة التى قصمت ظهر البعير ) لتعجل بالحرب كمخطط تكتيكي لدولة الجنوب بسبب اعتمادها على ( أبناء النوبة فى جيشها علاوة على مشكلتى الحدود والبترول ) .
ملابسات الكتمة
بدأت الكتمة فى جنوب كردفان يوم 5/6 /2011 بضرب (أم دورين ، الحمرة ، اللبو) بقيادة الملازم بالجيش الشعبى ملوك رؤيا بأمر من قائد المنطقة جقود فى (جاوا)، كما تقول قيادات فى الجيش الشعبى فضلت عدم الكشف عن أسمائها ، وفى كادقلى تم الإعتداء على مخازن حرس الصيد ومناطق أخرى وإنتشرت قوات الجيش الشعبى بالجبال حول كادقلى. قطع أحمد هارون زيارته للخرطوم عائدا لكادقلى واجتمع بلجنة أمن الولاية وكان مقررها وزير الموارد المائية تاو كنجلا العقيد بالجيش الشعبى، حلقة الوصل وحمامة السلام فى العملية بين الحلو وهارون إلا أن كافة محاولاته قد فشلت ، وفى الأثناء وصل وفد مركزي رفيع من الحركة الشعبية بقيادة عرمان والمؤتمر الوطنى بقيادة يحيى حسين لإحتواء الأزمة، فالتقى وفد الحركة الحلو بالجبال وجاء بخلاصة إتفاق تم بموجبه طباعة بيان مشترك مقتضب يؤكد موافقة الطرفين على تجاوز الخلافات دون تحديد وصف دقيق لها .
ساعات الكتمة
كانت الأجواء فى ساحة مطار كادقلى عند الساعة الخامسة والنصف مساء يوم 6/6 /2011 قبيل مغادرة الوفد المركزى المطار غيرعادية، تبدو على الوجوه (إرتباك ،قلق، توتر غير عادى ،أحاديث جانبية) فيما جاءت مستشارة الوالى كوجة ولأول مرة منذ فترة مرتدية زيها العسكرى كاملا، فيما كان هارون يداعبها (ياكمرت إنتى ما خلاص كبرتى على الشغلانة دى ) وهى (تتحسس مسدسها!) وربما كان فى نيتها شيئا ما ولكنها (العناية الإلهية ) ،وكان يقف بجوارها تاو كنجلا ورمضان حسن وزير المالية، وعلى الجانب الآخر يقف نائب رئيس مجلس الحكماء مع آخرين ،وهناك يقف مهنا بشير قائد المشتركة فيما تلاحظ وجود (2) من عربات الحركة حاملة عددا من الجنود وكل ذلك بصورة (غير عادية) ، جاءت لحظات الوداع وقبيل صعود الوفد سلم الطائرة، فجأة تبودلت المحادثات التلفونية .. فكانت الأوضاع قد إنفجرت فى كادقلى الساعة السادسة مساء .. تحرك الموكب بصورة إرتجالية صوب المدينة، وعند وصوله جبل (مرتا) وحتى كلبا .. إنهمر الرصاص فى كل مكان وكان ساعتها قد إنحرفت عربتا جنود الحركة غربا ومن ثم سيارة تاو كنجلا وكانت تحمله وكوجا ورمضان حسن معا .. لتدخل الأوضاع الأمنية فى حالة أخرى .. بينما يجد (8) أشخاص بينهم سائق سيارة الحلو والتى شاركت فى ترحيل الوفد المركزى ،ونائب رئيس مجلس الحكماء ، والعقيد مهنا بشير قائد المشتركة ، و أخرون يجدون أنفسهم ضمن موكب هارون وفى حمايته داخل القصر الرئاسي. قبل أن يأمر هارون مكتبه اليوم الثانى بتسليمهم رسميا للأم المتحدة حسب طلبهم .. وهكذا إنفجرت الأوضاع كما مخطط لها لتحيل كادقلى لمعركة حقيقية ولم تترك لهارون وحكومته مساحة للتحرك إلا (2) كيلو متر مربع طوال ذات اليوم 6/6 ولثلاثة أيام متتالية حتى 8/6 . تعاملت معها الشرطة والدفاع الشعبى والأمن (دون تدخل من الجيش) .. بينما كان هارون يرسل الوفود ويبادر بالتفاوض ولكن (دون جدوى) .. وقد كان المخطط كبيرا شمل مقر الكتيبة (309) وقصف المدينة مستهدفاً(112) موقعاً شملت كل المواقع العسكرية والشرطية والأمنية ومنازل الدستوريين والقيادات من المؤتمر الوطني والقوى السياسية و القيادات الأهلية ، أدت لمقتل كبى الغزالى وآخرين ،وإمتد القصف ليشمل سائر أحياء المدينة مصحوباً بزخات الرشاشات الخفيفة والمتوسطة وبنادق القناصة .. وأخيرا تدخل الجيش .. لإخماد التمرد ولا زال منذ تلك اللحظات يواصل مهامه، لتتحول (الكتمة) إلى حرب وتدخل اليوم عامها الثالث مخلفة الكثير من الآثار الأمنية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية، ليس فى ولاية جنوب كردفان لوحدها بل فى السودان كله .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.