: وكالات : انتقد مسؤول أوروبي رفيع، الأسلوب المتشدد الذي تعاملت به الشرطة التركية مع الاحتجاجات التي شهدها ذلك البلد في الأيام السبعة الأخيرة. وقال المسؤول، وهو ستيفان فول، مفوض توسعة الاتحاد، لجمع كبير في اسطنبول ضم رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، انه من الضروري على الحكومة اجراء تحقيق «سريع وشفاف» فيما حدث. وأكد فول أن للشعوب في المجتمعات الديمقراطية الحق في التظاهر السلمي، وأن لا مكان للقمع في الدول الديمقراطية. ولكنه أكد بالمقابل على أن الاتحاد الأوروبي ما زال يدعم طلب تركيا الانضمام اليه رغم قلقه من التعسف الذي تعرض له المحتجون. وقال «دعوني أناشد تركيا ألا تتخلى عن قيم الحرية وحقوق الانسان الأساسية، وأستطيع أن أؤكد لكم بأننا أي الاتحاد الأوروبي لا ننوي التخلي عن مشروع انضمام تركيا للاتحاد.» وكانت الحكومة التركية قد اعترفت بأن الشرطة استخدمت بالفعل شدة مبالغ بها في بعض المناسبات. ولكن أردوغان يصر على أنه لا يستطيع الامتثال لمطالب المحتجين لأنه مسؤول أمام نصف الناخبين الأتراك الذين صوتوا له، ودعا الى انهاء فوري للاحتجاجات التي تتواصل ضد حكومته منذ أكثر من أسبوع. وقال في تصريحات أدلى بها الجمعة، ان الاحتجاجات عبارة عن محاولة تقوم بها «أقلية» للهيمنة على الأغلبية. وقال «اذا تعاملنا مع هذه الظاهرة بعدم اكتراث، ستسألني ال 50 بالمئة التي صوتت لنا عن السبب.» وكان أردوغان قد طالب، في كلمة ألقاها في حشد من أنصاره عقب وصوله الى مطار اسطنبول عائدا من جولة في دول افريقيا الشمالية، أن ينأى الشعب التركي بنفسه عن هذه الاحتجاجات، واتهم المشاركين فيها بسرقة المحال التجارية وتدمير المنشآت. وقال أمام الآلاف من مؤيديه «لا يمكن أن نغمض أعيننا على تجاوزات الذين يخربون مدننا ويخربون الممتلكات العامة ويلحقون الأذى بالناس». وحض مؤيديه على عدم الانجرار الى العنف. وكان نحو عشرة آلاف من مؤيدي حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان قد توجهوا الى مطار اسطنبول للترحيب برئيس الحكومة فجر الجمعة. وقال أردوغان في الكلمة التي وجهها الى مؤيديه «لم نكن أبدا دعاة تفرقة أو من الساعين لاثارة التوتر، ولكننا لا نستطيع أن نصفق للوحشية.» وبينما هتف بعض مؤيديه «لنذهب ونسحق تقسيم» في اشارة الى الميدان الذي يشهد الاحتجاجات في اسطنبول، حضهم أردوغان على التوجه الى منازلهم بسلام. وقال «لقد تحليتم بالهدوء والروية والحكمة. لنعود كلنا الى منازلنا.» ورد أردوغان على الدعوات التي أطلقها بعض المحتجين له بالاستقالة بالاشارة الى النصر الذي حققه في الانتخابات الأخيرة التي جرت عام 2011 التي فاز فيها ب 50 بالمئة من الأصوات، اذ قال «يقولون اني رئيس حكومة 50 بالمئة من الشعب التركي فقط، وهذا ليس صحيحا، فقد خدمنا الشعب التركي بأسره من شرقي البلاد الى غربيها.» وكان هذا التجمع هو الأول المؤيد لأردوغان منذ اندلاع الاحتجاجات ضد حكومته الأسبوع الماضي، ويقول مراسل بي بي سي في اسطنبول مارك لاون، ان الترحيب الحار الذي حظي به برهن على أنه ما زال يتمتع بشعبية كبيرة.