الخرطوم : الصحافة: برغم تصنيف البلاد كاحدي ابرز الدول الافريقية التي شهدت تقدما باكرا في تشييد المقومات الاساسية للخدمات الصحية من مراكز بحثية ومؤسسات تعليمية وتدريب للكوادر العاملة الا ان تلك الصورة لم تعد في حالة اشراقها السابق .. كثيرة هي المياه التي جرت اسفل الجسر لتغير ابرز معالم الامس وتشير لغة الارقام في مجال الخدمات الصحية الي ان قطاعا واسعا من اهل الريف بالبلاد والذين يشكلون نسبة «70%» من جملة سكان السودان يفتقرون للخدمات الصحية ، اذ تبلغ نسبة المواطنين الذين لا يتلقون اية خدمات صحية «14%» من جملة سكان البلاد وتصل النسبة في بعض الاحيان بين سكان الريف الي «50%». مرض الناسور البولي من الامراض العضوية والاجتماعية التي انتشرت في مختلف انحاء السودان وشكل المرض هاجسا للسلطات الصحية بالبلاد لدرجة ان عدد الاصابات بالولاية الشمالية بلغ «570» حالة وسط المائة ألف بينما وصل في غرب دارفور الي «322» حالة لذات العدد وان كان برنامج المكافحة قد اسهم في خفض المعدلات بالشمالية الي «220» حالة الا ان المعدلات بغرب دارفور لم تتراجع بصورة مشابهة لجملة من الاسباب. في ذكري اليوم العالمي للناسور البولي احتفلت وزارة الصحة بالسلطة الاقليمية بدارفور بالتعاون مع صندوق الاممالمتحدة للسكان تحت شعار « الناسور البولي مأساة يمكن تجنبها .. معاً لانهاء المعاناة»، وذلك بقاعة الصداقة بالخرطوم صباح 2 يونيو الجاري بمشاركة وزير الصحة الاتحادي ووزراء الصحة والشئون الاجتماعية بالولايات .. «الصحافة» عبر المساحة التالية تقف في شئ من التفاصيل مع الناسور البولي وابرز ما جاء في احتفال وزارة الصحة بالسلطة الانتقالية لدارفور بالناسور البولي. وزير الصحة بحر ادريس ابوقردة اكد ان وزارته مهمومة بتعميم مقومات الرعاية الصحية الاولية وقد وضعت استراتيجية لتحقيق اهداف الألفية ، وقال ابوقردة ان اكثر من «70%» من اهل السودان يسكنون بالريف بينهم «17%» لا يتلقون اية خدمات صحية وتصل النسبة في بعض المناطق الي «50%» ما يتطلب تكثيف الجهود لاجل توفير الخدمات الصحية الاولية . ووصف عثمان البشرى وزير الصحة بالسلطة الاقليمية مرض الناسور البولي بالعلة القديمة وان الوقاية منه ممكنة بجهد وتفاعل كافة الشرائح الاجتماعية من رجال الدين والاجتماع ومن الرموز والاستفادة من التجارب الانسانية في مكافحة الناسور البولي، وقال البشرى ان وزارة الصحة بالسلطة ستعمل بتنسيق تام مع كل الجهات المعنية للحد من انتشار المرض. من جانبه اقر وزير الصحة بولاية الخرطوم البروفسير مامون حميدة بعدم عدالة توزيع الخدمات الصحية بالبلاد . واضاف حميدة لدي مخاطبته الاحتفال باليوم العالمي للناسور البولي امس ان 99% من حالات الإصابة بالناسور من الولايات بجانب ان البلاد تسجل قصورا كبيرا جدا في القابلات والتمريض ما يتطلب معالجة الامر بتدريب الكادر. والتزم حميدة بتوفير الدعم المادي والتدريب، لافتا الي ان اغلب المصابين بالناسور هم من الفقراء وأهل الريف ، واضاف قائلا«ان الناسور من الامراض التي مر عليها الدهر ومازالت باقية »مشددا علي ضرورة الوقاية من المرض بالتوسع في خدمات الرعاية الصحية في المناطق الريفية، مشيرا الى ان اكثر مناطق انتشار المرض ولايات دارفور . واعلن حميدة عن تخريج 1000 ممرضة و 253 قابلة من اكاديمية العلوم الصحية الاسبوع المقبل. واشار ممثل الصندق القومي للسكان التابع للامم المتحدة الي ان عدد المصابات بالمرض يتجاوز الالفي مريضة ، واكد ممثل منظمات المجتمع المدني الدكتور أحمد الطريفي كرمنو حرص المجتمع المدني علي استئصال المرض، مطالبا اصحاب العمل التفاعل مع قضايا وهموم مجتمعاتهم من خلال التبرع لشراء الاجهزة والمعدات الطبية التي يحتاجها العلاج. واكد المتحدثون اهمية مشاركة العلماء المستنيرين في نشر الوعي حتي يمكن تجنب المرض . كان الدكتور باباتوندي اوشتيمن الامين التنفيذي لصندوق الاممالمتحدة للسكان قد كشف في بيان اصدره بمناسبة اليوم العالمي للناسور البولي الي ان هنالك ما بين مليونين وثلاثة ملايين سيدة وصبية مصابات بالمرض في وقت تمكنت فيه الدول الصناعية من القضاء التام علي المرض. واضاف دكتور باباتوندي ان الناسور البولي من الامراض التي يمكن الوقاية منه ويمكن علاجه في معظم الحالات ومع ذلك تنشأ في كل عام «50» ألف إصابة جديدة بالمرض . ويصنف صندوق الاممالمتحدة للسكان مريضات الناسور البولي في اغلب الحالات بانهن من الفقيرات والأميات اللاتي لا تتوفر لهن فرص الخدمات الصحية بما في ذلك الرعاية الصحية الاولية والصحة الانجابية. ووصف انتشار ناسور الولادة بانه انتهاك واضح وصريح لحقوق الانسان وهو دليل دامغ علي عدم المساواة في تقديم الخدمات الصحية.