: عزيزتي حكومة سودان عبد الفضيل الماظ وعلي عبد اللطيف وعثمان دقنة وود حبوبة، لا تتفاوضي مع ما يسمى قطاع الشمال او الجبهة الثورية، واعلني الحرب عليهما لا سيما انهما رفضا صراحةً وقف اطلاق النار الشامل واكدا ذلك بقيامهما بالعمل الاثم والهجوم البربري الواضح العمالة والارتزاق على ام روابة وابو كرشولا والله كريم.. اذا كنت بحق وحقيقة تريدين الحفاظ على ما تبقى من كرامة وسيادة للسودان واهله الشرفاء، فالتفاوض مع من يريد التركيع والتخويف عار وجبن لا يقدم عليه من انجب مثل اسماعيل حسن والأزهري والمحجوب وعلى الملاوي وعبد الله السحيني والسلطان عجبنا، لا سيما اذا كان من يقود البلاد هو احد ابناء قوات الشعب المسلحة بل قائدها الاعلى التي عرف لجنودها علي مر التاريخ الاقدام والتضحية والفداء والشجاعة المقطوعة النظير، والتي كانت سبباً في الحفاظ على الوطن ومكتسباته، ويقيني أن الموت عند الكريم اهون بكثير من التركيع والاذلال، وظني ان قولي هذا هو رأي كل اهل السودان قاطبة بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم الفكرية والسياسية حتى المعارضين منهم، إذ لا يمكن لإنسان حر أبي أن يقوم بمفاوضة من يقوم بتعذيب وقتل مواطنين عزل ابرياء، او من يقوم بضرب منشآت الوطن ومكتسابته في بلد لا يوجد فيها جيش اصلاً، بسبب معارضة النظام القائم بغض النظر عمن هو الحاكم، تنفيذاً لأجندة خارجية أو من أجل الحصول على مطامع بعينها كالوصول لسدة الحكم أو رغبة في الحصول على ثروات مالية ضخمة باتخاذ مكتسبات الوطن وأرواح المواطنين سلماً يصعد عليه ويصل به كل طامع الى مبتغاه، بفهم أن حكومة الانقاذ تخشى وتسمع من يرفع السلاح في وجهها ويقوم بضرب وقتل مواطنيها فقط، واخشى أن يكون ظنهم حقيقة وواقعاً معاشاً لم ندركه او تدركه الإنقاذ بعد، لأن الضحية وقتها سيكون الوطن، لتستباح من بعد ذلك العروض والحرمات وتصبح اراضي الوطن عرضة للضياع والاغتصاب، وليعلم القائمون على امر البلاد أن التفاوض مع الجبهة الثورية او قطاع الشمال وعدة مناطق في ايدي المتمردين خنوع وانكسار يوضحان بجلاء النسبة الحقيقية للتراخي وضعف هيبة الدولة في عهدكم، مما أغرى ودفع المتمردين لمزيد من الهجوم ورفع ثقف طموحهم والتمسك بإملاءاتهم المشروطة بأجندة خارجية تعمل على تمزيق السودان وتقسيمه الى دويلات صغيرة متناحرة، لتتم بعد ذلك السيطرة عليها والاستفادة من ثرواتها الظاهرة والباطنة على افضل الفروض والاحتمالات، فلذلك نقول لولاة الأمر وبالصوت العالي اتركوا هذا التعقل المخل المذل واطلقوا يد قوات الشعب المسلحة لتقوم بواجبها كما ينبغي وهي اهل لذلك واكثر، خاصة أن المجتمعين الاقليمي والدولي ادانا ما قامت به الجبهة الثورية او قطاع الشمال من تعدٍ وقتل لمواطنين عزل وأبرياء، وإلا افسحوا المجال لغيركم او لمن هم اجدر منكم اذا وجد لقيادة وحماية البلاد والعباد حتى لا يحدث ما يخشى حدوثه وينتهي الأمر الى تقسيم السودان الى دويلات، دويلة للفور وأخرى للبجا وثالثة للنوبة. افيقوا من ثباتكم يا أبناء الإنقاذ فإن التاريخ لن يرحمكم إذا نفذ ما خطط له من قبل الاعداء في عهدكم، وهناك مقترحات مهمة نود توضيحها لكم من باب النصح، وهي أن تبدأ حكومة المؤتمر الوطني إذا أرادت ان تسلك مسلك الجد، بإقالة واليي شمال وجنوب كردفان معتصم ميرغني وأحمد هارون من منصبيهما، وتعيين واليين عسكريين، ويحبذ لو كانا من أبناء منطقتي شمال وجنوب كردفان، لأن الجمرة «بتحرق الواطيها» وإطلاق يد جيشي المنطقتين ودعمهما دعماً كاملاً غير منقوص، وأن يشرع وزير العدل في محاكمة المقصرين في كل من أم روابة وابو كرشولا والله كريم، وان يقوم المندوب الدائم للسودان بالأمم المتحدة بحملة دبلوماسية واسعة، ومتابعة الدعوى التي رفعت للأمم المتحدة لانزال العقوبات بالمتمردين، مستنداً إلى ان ضرب المدنيين مخالف لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م «حماية المدنيين أثناء النزاعات»، وخرقهم لقرار مجلس الأمن «2046» الملزم لحل النزاعات بالتحاور. اتهام صريح الشارع كل الشارع يتحدث عنكم يا أبناء وقياديي حكومة المؤتمر الوطني، بأن حكومتكم غير رادعة لما يرتبط بشأن أية خيانة او عمالة ولو بلغت مداها ومنتهاها، مستدلين في ذلك بأنكم لم تقوموا منذ مجيئكم وحتى يومنا هذا بإعدام او معاقبة من تورط في خيانة او عمالة ضد الوطن او فساد مالي واداري لاي موظف او مدير او والٍ او وزير، علماً بأنكم قمتم في يوم ما بإعدام من قاموا بمحاولة انقلابية طمعاً في الوصول للحكم، انتقاماً لأنفسكم وتشفياً لها، وكأن ما يخصكم أجل وأنبل مما يخص الوطن وحقوق أهله. إخوتي ولاة أمر البلاد والعباد.. إن هناك بوناً شاسعاً بين التسامح والضعف والحلم والتفريط وعدم الغيرة على الوطن والمواطن، واعلموا يقينا أنكم إن اكرمتم الكريم ملكتموه وإن اكرمتم اللئيم تمرد عليكم، كما يحدث الآن من لي لأيديكم واستغلال رغبتكم في السلم وتنازلكم المخل الذي شجع المتمردين على رفع السلاح والعصيان، لايمانهم بأن من يقوم بذلك يحصل على مبتغاه منكم، وهذا وضع لا نرتضيه لمن يقوم بقيادة بلد المرأة فيه بمثابة رجل مقارنة بمثيلاتها في البلدان الأخرى، فضلاً عن أحفاد أبطال بحثوا عن الشهادة وسعوا لها حتى نالوها مقبلين غير مدبرين، وآخر ما نوصي به ولاة أمرنا هو القسوة والردع على من يقوم بترويع المواطنين، أو لمن يتفوه ولو بكلمة ضد الوطن، وهم موجودون الآن في الأماكن العامة يصرحون ويتحدثون طوال الوقت، بما نشتم منه روائح البغض والعمالة الصريحة التي لا تخشى أحداً، ظناً منهم أن الوطن لا وجيع له، وصاروا يقولونها صراحةً وبجرأة، مما أدمى قلوبنا وأقلق مضاجع أبناء الوطن الخلص، مما جعلهم يضمرون الغبن لنظامكم.. اللهم إني قد بلغت.. اللهم فاشهد.