ان تقصير كثير من الموظف أو حتى المسؤول نفسه جعل المواطن السوداني يشعر بالظلم وعدم تقييم النفس البشرية التي كرمها رب العالمين قد تكون سبباً يجعله يتصرف تصرفات تحسب أحياناً على وطنيته وبلده. وخاصة عندما يتعلق الأمر باحتياجاته الضرورية من مأكل ومشرب وصحة وتعليم التي لا يمكن للانسان أن يعيش من دونها. حيث قال المولى عز وجل (وجعلنا من الماء كل شيء حي). لأن الماء هو عصب الحياة لذلك خصصت له الدولة هيئة كاملة ممثلة في هيئة مياه ولاية الخرطوم التي من واجبها بل من صميم عملها توفير المياه للمواطن الذي أصبح لا قيمة له في السودان. ومقابل ذلك تتحصل على مبالغ طائلة من المواطنين من رسوم توصيل تصل إلى 250 جنيها ورسوم شهرية. حيث تم ربطها بالكهرباء حتى تتمكن من الحصول على حقها كاملاً. وفي حالة عدم دفع المواطن لهذه الالتزامات يحرم من كل الخدمات التي يحتاجها. حتى ولو كان الأمر يتعلق بمياه الشرب. ولكن الشيء المحزن الذي يجعل القلب يتفطر والعين تدمع عندما يطالب المواطن بأبسط حقوقه من هذه الخدمات لا يجد الاستجابة الفورية حتى يأخذ نصيباً وافر من المعاناة. لأن الانسان في السودان لا قيمة له من حيث المواطنة وتبعاتها وخير مثال لذلك بشخصي الضعيف في الوقت الذي أصبحت لا أجد فيه الماء داخل المنزل لفترة ثلاث ليال والسبب ليس فرديا وانما هو تقصير وظيفي ممثل في عدم فتح البلف الذي يضخ الماء في الخط الرئيس. وتم ابلاغ مكتب الحارة التاسعة بأم درمان ولم نجد استجابة ثم حولنا البلاغ إلى مكتب ولاية الخرطوم أكثر من أربع مرات ولكن لا حياة لمن تنادى. لو كان هذا البلاغ لمسؤول في الدولة لأتوه ولو كان حبواً. إذ سيرت الجيوش المسلمة لصيحة امرأة قالت وامعتصماه. فهل نجد الاجابة إذا قلنا يا عمراه. والسؤال الذي يطرح نفسه إذا دخل كل مسؤول في هيئة المياه إلى منزله ولم يجد ماء للشرب فكيف يكون الحال.؟ ان كثيرا من مشكلات السودان التي أدخلت البلاد في نفق مظلم أدى بدوره إلى نزاعات وحروبات هو تقصير بعض الموظفين أو المسؤولين في أداء واجبهم المهني ما جعل المواطن يشعر بالظلم والدونية وسلب حقوقه في الوقت الذي كان يمني نفسه بأن يتمتع بخيرات هذا البلد الحبيب. لو كان هذا التقصير في دولة أوربية لاستقالت الهيئة بأكملها. من الشيء العجيب والطريف في الوقت نفسه في احدى الدول الأوربية تم استدعاء المطافئ وهيئة حقوق الحيوان والشرطة لانقاذ كلب تعلق باحدى اطارات السيارة. ما لهؤلاء القوم لا يفقهون حديثاً. وعندما نكتب في هذه المواضيع، لأنها في غاية الأهمية ونريد أن نوضح بعض الحقائق التي قد تكون غائبة عن بعض المسؤولين حتى يتم التعامل معها بموضوعية وشفافية وحيادية تامة حتى يتضح لكل شخص دوره وواجبه حتى ننهض بهذا السودان حيث لا يفيد الندم على اللبن المسكوب لأنها أمانة في الأعناق أمام المولى عز وجل وأنتم مسؤولون عنها أمام رب العالمين يوم القيامة حيث لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. لذلك يجب وضع الشخص المناسب في المكان المناسب. لأن تصرف الشخص المقصر يحسب على الدولة ويتم وصفها بأنها غير عادلة وانها لا تهتم بالمواطن الضعيف ولا تستطيع أن توفر له أبسط مقومات الحياة. عبد الحميد محمد أحمد الحارة 95