نهضت قناة النيل الأزرق منذ تأسيسها وحتي اليوم علي جهد كوكبة من المخرجين الشباب، يعملون في صمت خلف الكواليس، يبهرون المشاهدين يوما بعد يوم بصورة جميلة وصوت جذاب. من هؤلاء الفتية المخرج الشاب جميل الروح، طويل البال، أيمن بخيت، صاحب الثنائية المميزة مع ميرفت حسين المرأة التي حجزت مقعداً أمامي في صف الرياضيين الرجال ببرنامجها «البحث عن هدف»، ومع المذيع الواعد محمد عثمان في سهرات العيد ورمضان والبرنامج الوثائقي نجوم المستديرة. «1» في مدينة الفنون، ود مدني، انطلقت صرخة ميلاده، في أسرة بسيطة، بحي العشير، ولكن عينيه الذكيتان تفتحتا في حي ود أرو العريق بأم درمان، بعد رحيل الأسرة، بحثا عن رزق وفير ولقمة حلال. فتح والده بخيت عبد المطلب ورشة صغيرة بالحي، يصنع فيها الأحذية الجلدية، وفتح أيمن دفتر أمانيه العراض وهو بعد ابن الخامسة علي حب الاعلام متأثراً بجارهم في الحي الاذاعي الكبير عبد الرحمن الياس. «2» كان نشيطا _ كما هو الآن _ في الجمعيات الادبية بمدرسة ود نوباوي الابتدائية، يلعب كرة القدم بمهارة ويجيد التمثيل. في مدرسة أبوبكر سرور المتوسطة تعهده بالرعاية أستاذاه بشير ونصر الدين المشرفان علي النشاطات الثقافية. درس المرحلة الثانوية بحي المظاهر جوار المسالمة، وزامل بها الراحل صديق العمدة مدرب فريق الكرة بالمريخ ولاعب الهلال الشهير الريح مصطفى كاريكا وعازف الجيتار خالد برعي أحمد البشير، ابن لاعب المريخ السابق برعي أحمد البشير. «3» بعد أن أكمل المرحلة الثانوية لم يجد بداً من العمل، حتي يكمل دراسته ويعين والده في تعليم أخواته الأربع ، صفية وأمل ونوال وتومته أماني وشقيقه عمر، فعمل ايمن بفندق الخرطوم بلازا في وظيفة كاشير، كان سعيداً بالوظيفة التي تبدأ من الرابعة مساء، عقب عودته من كلية الموسيقي والدراما، وسعيد أكثر لكسبه المال الذي فاض عليه واخوته بقليل مال وكثير حمد ويقين. في كلية الموسيقي زامل كوكبة متميزة من النجوم التي تضئ الآن سموات الابداع في السودان «عبد السلام جلود ومجدي عوض صديق وماهر محمد عبد الرحيم، مصعب الصاوي، وأمين عبد الرحمن وكلهم الآن متميزون في الاعلام والصحافة والتدريس. يقول أيمن «من حسن الصدف، كان يدرس معنا المخرج التلفزيوني شكر الله خلف الله الشئ الذي أتاح لنا فرصة التدريب بالتلفزيون، وقد تدربنا علي يديه فنون الاخراج واكتسبنا منه حب المبادرات فشكر الله حتي اليوم لا ينتظر الأحداث بل يسبقها دائما وهذا سر نجاحه وتفوقه علي أقرانه من المخرجين». «4» درسًه مدير الاذاعة الاسبق الدكتور صلاح الدين الفاضل فن الرؤية عبر الاذن، فعشق أيمن الصوت والصورة وتخصص في الاخراج الاذاعي والتلفزيوني وكان مشروع تخرجه مسرحية «ماذا تكون» من تأليف سيد أحمد أحمد، وبحث تخرجه عن تطوير برامج المنوعات. بدأ حياته العملية مخرج مساعد بقناة النيل الازرق مع الاستاذ الشاذلي الريح في برنامج «البحث عن هدف» الذي يخرجه الآن. وكان أول عمل يقوم باخراجه فيلم وثائقي قصير بعنوان «الذاهبون للضياء» عن أطفال الخلاوي، ثم برنامج «لوح وتقابة» مع الشيخ الجيلي الشيخ عبد المحمود في العام 2004م. «5» اشتهر المخرج أيمن بخيت ببرامج الرياضة في قناة النيل الأزرق فهو صاحب السلسلة الوثائقية «نجوم المستديرة» التي وثقت فيها القناة لنجوم كرة القدم في عصرها الذهبي والنجوم الحاليين، اضافة الي برنامج «البحث عن هدف» وبرنامج «كورة في البيت» ونبض المغتربين برنامج «الو مرحبا» مع المذيعتين نجود حبيب وريهام عبد الرحمن. ويقوم الأن بتصوير برنامج جديد تبثه قناة النيل الازرق في الأيام القادمه اسمه «بيوت وحكايات» وهو من اخراجه واعداد أماني أبو القاسم وأمير أحمد السيد ويوسف النعمة. «6» تحفظ له ذاكرة المشاهدين ومكتبة قناة النيل الأزرق، عددا من الافلام الوثائقية القصيرة أشهرها حظيرة الدندر والمسالمة سلام الذي تشارك به قناة النيل الازرق في مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية. يحلم أيمن بخيت باخراج برنامج يكون قريباً جداً من الناس يطرح أفكارهم يناقش قضاياهم ويسهم في حلها ويساهمون هم في إعداده.