كشفت مصادر مطلعة أمس أن الادارة الاميركية شرعت في اتخاذ خطوات عملية لرفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي في الخرطوم الى درجة سفير، بعد ان ظل في مستوى قائم بالأعمال منذ 1996م،كما تعتزم اجراء حوار جدي مع الحكومة في شأن ملفي مستقبل الجنوب الذي يحدده الاستفتاء ، وتسوية ازمة دارفور يمكن ان يقود الى رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية التي ظلت تفرضها واشنطن على السودان منذ أكثر من 13 عاما حسب خطة صاغها خبراء في واشنطن. وقالت مصادر سياسية ل «الصحافة» أمس إن هناك مؤشرات قوية على رغبة واشنطن في ترفيع مستوى تمثيلها الدبلوماسي في الخرطوم، أبرزها نقل مقر السفارة من الخرطوم غرب الى سوبا في مبنى ضخم يحوي اجنحة مختلفة صارت موئلا لأجهزة ومؤسسات أميركية كانت غائبة،كما عادت قوة من المارينز سحبت مباشرة منذ مغادرة آخر سفير لها هو تيموني كارني،الذي خفضت بعده واشنطن مستوى تمثيلها الى قائم بالاعمال وهو المنصب الذي تعاقب عليه عشرة دبلوماسيين آخرهم وايتهيد. وأفادت المصادرأن الولاياتالمتحدة زادت عدد العاملين في سفارتها في الخرطوم من دبلوماسيين وموظفين في المجالات المختلفة وخصوصا في الجوانب السياسية والمعونات،مما يعكس رغبتها في الاهتمام بالسودان. وأضافت المصادر التي تحدثت ل «الصحافة» أن الادارة الاميركية ابلغت الخرطوم عبر المبعوث الرئاسي سكوت غرايشن رغبتها وحرصها على اجراء حوار جدي معمق في شأن ملفين هما مستقبل الجنوب الذي يحدده الاستفتاء المقرر العام المقبل ، وتسوية أزمة دارفور،كما أطلعتها على أفكار ومقترحات حول ترتيبات لضمان استقلال سلس وهادىء في حال اختار الجنوب خيار الانفصال، تستند على علاقة جيدة بين الشمال والدولة الوليدة تربطهما مصالح مشتركة،حيث تستفيد دولة الجنوب من البنيات الحالية في تصدير النفط واستخدام الاتصالات والموانىء والنقل «السكة الحديد»،لافتا الى انه في حال احرز الحوار بين الخرطوموواشنطن تقدما فإن الولاياتالمتحدة سترفع العقوبات الاقتصادية التي تفرضها على السودان من جانب واحد تدريجيا.