شعر: عز الدين المناصرة: القدس عاصمة الجذور القدس عاصمة الجذور القدس عاصمة السماء وأرضها، رعبٌ وقتل، القدس عاصمة الجذور يسوقها وغدٌ، ونذل جاءوا إليها من صقيع الأرض، فاقتلعوا صنوبرها، وزيتوناتها، احتلوا البيوت وسمموا الماء الزلال، وفي رغيف الخبز حلوا القدس حارسة الثغور، وأرضها رعبٌ وقتل، جاءوا إليها كالجراد، فأقفرت خضر المراعي والسواقي جففت، ثم استغلوا ماء العيون الدافقات من الصخور، المورقات، وغاب ظل، واستأجروا (بورخيس) و(اسماعيل كاداري) و(جنكيز) الرخيص كلهم ولدوا هنا مثلي ولكي يقولوا: انهم في الأرض قبلي مسخوا العقول، وبدلوا ذاك القميص بقميص امريكا العتيق لعل جائزة تهل القدس مصباح النذور، وأرضها رغب وقتل، القدس عاصمة الدماء وصوتها يشكو ولا مطر يجئ مواسم الأيام محل يا دولة الخازوق، يا قتالة الشعراء يا سرافة الحناء والأضواء والأزياء والأجداد والأبناء والآباء والأشياء، والموال والرايات والخرجات والمالوف يا دولة الخازوق يا سرافة الابريز والافريز والتطريز، والليمون والتفاح والحنون والتاريخ والاحجار والتاريخ، والآهات حتى (الاوف) القدس عاصمة الطيور وأرضها قمح وأشعار وفل مهما تشيخ قلاعها تتعتق الأسواق والساحات يتلو أهزوجة الغابات سهل في قاعها غضب عظيم جارف، والعصف يحلو خل لنا في الشرفة البيضاء يمشي مثل بارقة تلوح وليس فوق النخل خل، ناموا على خطب الوعود كأنهم سئموا الوعيد يا أمة النمل التي زحفت إلى كل الموائد، كي تنام جيوشها، والصمت في شرفاتها وردٌ سعيد يا أمة النمل الذليلة ليس فيها من صفات النمل، إلا كثرة النسل التليد ما للجحافل عند محنتها.. تقل، القدس عاصمة القلوب وأرضها ذبح وقتل، ان زمجر الأعداء في الساحات، تسمع ما تريد، ولا تريد تستحضر الأرواح والأشباح والرمز المجيد لتلوذ هاربة إلى الزمن البعيد ويصيبها صممٌ أكيد ما للجحافل كلما نادت عليهم تضمحل القدس عاصمة السماء وصمتها قهرٌ وغلُ لكن جرافاتنا جاءت مع الفجر الأنيق لكي تعيد الغار ها هم قد اطلوا، عصر الحداء العنصري يزلزل الدنيا فترتفع الرؤوس مهابة وكأن تاريخاً جديداً قد يطل وكأن أقماراً تشع كأن كل المؤمنين تدافعوا دخلوا إلى الأقصى وصلوا، مهما علا صوت الذئاب الغازيات القادمات، الماكرات، القاتلات فإن صوت القدس رغم الليل يعلو، ثم يعلو، ثم يعلو