د. الطيب مختار الطيب: أوكامبو فرع الخرطوم الذي أعنيه، ليس جهازاً أو مؤسسة بعينها، كما أنه ليس مجموعة محددة أو فرداً يمكن تسميته، لكنها سلوكيات خاطئة وممارسات مشبوهة، ساقطة مهنياً وأخلاقياً ودينياً، مثلها مثل سلوكيات وممارسات وسقوط أوكامبو، تستهدف في نهاية الامر الوطن وتسيء اليه وتشوه صورته وتهدر كرامة مواطنه. أوكامبو فرع الخرطوم نشاز لا ينتمي إلى المجتمع السودانى او المؤسسة السودانية، ولا يشبه الشخصية السودانية المعروفة داخلياً وخارجياً بورعها ودينها وحسن خلقها، وصدقها وكفاءتها ونزاهتها وأمانتها وقوتها في الحق. مثله مثل منبته، معزول عن هذه الصفات بعيد عن تلك السمات.. ومع ذلك هو واقع معاش يتجول بحرية مبتذلة في حلقات مغلقة تنداح، وتتسرب روائحها الكريهة من تحت الحلقات ومن فوقها ومن خلالها.. يستغل السلطة ويسيء استعمالها، يخرق الدستور ويتجاوز القانون ويحتقره... ينخر في كريم المعتقدات وأصول المهنة ليهدها، يزرع في كل موقع يصل إليه بذرة الفتنة وبطانة السوء، ثم يتعهدها ويرعاها. يحقن المؤسسات بجرثومة البهتان والادعاءات الكاذبة ... ويأخذ الأفراد بالشبهات، ويغرس في أحشاء الشخصية السودانية السمحة خنجر الاغتيال المعنوي المسموم.. يسعى سلباً لا إيجاباً دون أن يتبين أو يتثبت.. يرمى المجتمع في شخص قياداته ظلماً وجهالة وفسقاً في حقد دفين واستغلال للأحداث، وإثارة رخيصة. وسدر في غيه وافتعل صخبه، حتى طرق أسماع الناس في كل موقع، وكل مستوى، فتحدث الرئيس في خطابه امام المجلس الوطني في 9/4/2012م قائلاً: «ان البعض يريدون تحويل الحملة لمكافحة الفساد الى حملة للبهتان والادعاءات الكاذبة والاغتيال المعنوى للقيادات.. ينبغي ألا يؤخذ الناس بالشبهات، والا يصدر الإعلام الاحكام على الناس دون التثبت والتبين، وديننا الحنيف ينصحنا ويحضنا على التبين وعدم ظلم الناس جهالة وفسقاً، وان على إعلامنا وصحافتنا، أن تتحري الحقائق وتسعى ايجاباً لا سلباً نحو ابراز قيم الخير والفضيلة في شعبنا، وان تسهم في ايجاد المعالجات للقضايا والابتعاد عن الاثارة». ظل ويظل أوكامبو يكيد ويكيد، كلما مارس رأس الدولة ورمز سيادتها حقوقه السيادية المنصوص عليها والمعترف بها دولياً، يدفعه الغرض والمرض ليحور ذلك الى جرم يستحق العقاب!! يرغي اوكامبو ويزبد بمجرد ان يعلم ان رأس الدولة ورمز سيادتها ينوى مغادرة البلاد.. يهرف باتفاقيات ونظم لم توقعها الدولة ولم تصادق عليها، ولا تخضع لها، يحلم بإلقاء القبض عليه في جريرة لم يرتكبها!! يفعل ذلك دون حياء، ويغض الطرف عن زعماء عاثوا في العالم فساداً، ظلموا وقتلوا وسحلوا وشردوا، لا لشيء إلا لأنهم اولياء نعمته!! كلما تحرك رأس الدولة موجباً في سياساته داخل بلاده أو خارجها، يثير أوكامبو غباراً كثيفاً عبر الآلة الاعلامية المشبوهة اللاهثة وراء الإثارة لا الحقيقة.. طغى أوكامبو وتجبر وانتفخ، وصدق أنه يحكم العالم ومن ورائه أسياده.. يجمع الشهود من الموتورين والمأجورين ليسندوا أكاذيبه وافتراءاته.. أوكامبو يلفق التقارير.. يكذب ويكذب كما يتنفس حتى يصدق نفسه، ليوهم العالم أنها حقيقة !!! يروج لها ليجد من يتبناها ويقف وراءها، يكيل بمكيالين واكثر، ويضع المعايير المزيفة، كما يزينها له شيطانه ليجرم من يريد.. يتجنب بجبن وخبث ادانة الطغاة من اصحاب «الفيتو» واذنابهم، او حتى الاشارة اليهم، ومع ذلك، يجيد الصراخ والولولة والدس الرخيص، حينما يتعلق الأمر بغيرهم!! أوكامبو الاصل يستهدف ومازال رأس الدولة ورمز سيادتها.. تماماً كما يقصد ظله وفرعه في الخرطوم مكون الامة وعنوان كرامتها.. المواطن «محمد أحمد». منذ زمن ومحمد أحمد يصارع الباطل .. لا هو بمستطيع ان يأخذ حقه المغتصب ، ولا هو بقادر على الرد لمن اساء اليه، ولا هو بمسموح له ان يغادر ليكسب عيشه في بلاد الله الواسعة او حتى ان يأكل من خشاش الارض في وطنه!! ذلك لأن أوكامبو فرع الخرطوم، لم يكتف بأخذ محمد احمد بالشبهات والظلم والتلفيق، بل تعدى ذلك بالاعتداء على حقوقه المكفولة له شرعاً وقانوناً، نتيجة جهوده !!، وكثيراً ما يتجاوز الضرر محمد أحمد ومن وما حوله، إن كان مسؤولاً عن نشاط يعود بالخير على المجتمع، لتعمل فيه ممارسات اوكامبو تعطيلاً وتشهيراً!! وعلى ذات خطى وخلق اوكامبو السيئ ودوره المشبوه، وعقليته التجريمية، سار وشب فرعه كرؤوس الشياطين يتبنى افعاله ويلقى بظلالها السالبة على محمد أحمد في الخرطوم.. يتبع ذات الخطى المرتبكة ليكيد لمحمد أحمد.. يمنعه من حقه الدستورى في السفر دون حكم قضائي.. او مسوغ أمني.. يحاول تجريمه بقوانين ولوائح لا يخضع لها، ويتغاضى عن العشرات من الذين يخضعون لتلك القوانين ويخالفونها، بما فيهم هو نفسه، يقسم على عدم المحاباة والبعد عن سوء القصد والامانة والاخلاص ويحنث في قسمه!! محمد احمد عند أوكامبو فرع الخرطوم مدان ومذنب حتى يثبت براءته، يعاقب من دون جريمة، ويجرم من غير نص !!! يتعرض للظلم والتجريح والتشهير ومصادرة الحقوق.. كلما تجرأ محمد أحمد ليطالب بحق له أو يلقي عليه ضوءاً، يرمى اوكامبو فرع الخرطوم امامه الحواجز.. ويغلق أمامه الأبواب، أوكامبو فرع الخرطوم حين يبتليه الله بالسلطة يصعب الوصول إليه، وقد يستحيل، وأول ما يفعله أن يغلق الشارع العام الواقع امام المنشأة «إغلاق الشارع سلوك أوكامبي معروف»، محمد احمد أمامه البوابة الخارجية للمنشأة، ثم أفراد أمن المنشأة الخاص، ثم الاستقبال الخارجي او الأرضي، إن تجاوز ذلك، يواجهه المصعد المشفر، وإن صعد الى الطابق المنشود بصحبة محظوظ، فكت له الشفرة، فامامه حراسة باب المكتب، ثم الباب المغلق، ثم السكرتاريا والمكتب التنفيذي، أخيراً وربما ليس آخراً، الباب الذي لا يمكن عبوره إلا بالبصمة!! وان حاول محمد احمد ان يمارس حقه قانوناً، توضع له العراقيل ويعطل سير الإجراء.. تنصب له الشراك وتدبر له المكائد والحيل، حتي يتسرب اليأس الى نفسه.. يساومونه ليترك حقه مقابل عدم مضايقتهم له، يتذرعون بأنها «ملولوة من فوق!!» أو أنها «مدفوعة من آخرين !!»..أو «أنا عبد المأمور بقطعوا عيشي» اوكامبو فرع الخزطوم، مع خبثه جبان وجاحد، مع ذلك، طغى اوكامبو فرع الخرطوم وتجبر.. يتشبث بالكرسي، يخدع نفسه بأن حواء السودانية لم ولن تلد غيره.. تجاوز حدوده دون اكتراث وظن أنه فوق البشر... يمشي على دروب اوكامبو ومواقع اقدامه.. ويأتى بالشهود إياهم من ضعاف النفوس، ويكيل بمكيالين واكثر كما يفعل اصله.. لا يعرف العهود ولا يعنى بالعقود ... ولا يعترف بالمؤسسية، ويحشر أنفه في ما لا يعنيه، يستغل الاقلام الرخيصة والرؤوس الفارغة والعقول التجريمية، كل ذلك ليشهر بمحمد أحمد ويوجه الرأي العام ضده !! أوكامبو فرع الخرطوم، يخشى «الرأي العام !!» الذي تشكله صحف الاثارة، ولا يخشى الله!! وكما برع اوكامبو في «فبركة» التقارير.. تأتى تقارير فرعه في الخرطوم مصنوعة ومتناقضة، ملفقة تنبعث منها رائحة الغدر والحقد والجهل، وتجمع في مكوناتها الهشة السقوط المهني المريع، وتحمل في جوفها الانحطاط الخلقي الشنيع.. يحيطها المكر السيئ والجهل المطبق.. يخلط في تقاريره الاوراق ويطمس الزمن، ويلوي عنق الحقيقة حتى تكاد تضيع تماماً، أوكامبو فرع الخرطوم،لا يقرأ ليفهم، ان كان الامر يعنيه ام لا، المهم عنده ان يضع يده عليه.. يتلاعب بالارقام، وتتغير مطالباته المالية بتغير سعر الصرف «الى اعلى فقط»، يعبث بالقوانين ويتجاوزها، بل ينتقي منها ما يوافق هواه وسوء قصده، متجاهلا قرارات أولياء الامر وحقوق أصحاب الشأن، لينصب منها شراكه تحت العشب الناعم لغيره حتى يكونوا سنداً له على الباطل !!! يفعل ذلك ليلصق التهم بمحمد أحمد.. يرميه بالبهتان ويزيف الحقائق ويمارس الكيد الرخيص المكشوف، يتجنب الفيل ليطعن في ظل الشجرة، يمتطي ظهر السلطة ويسخر القوانين للوصول الى غرضه وهوى نفسه او اسياده.. اوكامبو فرع الخرطوم يعرف محمد احمد جيداً في انه جزء من الشخصية السودانية وحسن صفاتها.. لكنه جبل على الكيد الذي اصبح عنده عادة لا يمكنه التخلى عنها، فانطبق عليه قول الشاعر الجاهلى: وأحياناً على بكر أخينا اذا ما لم نجد الا إخانا أوكامبو ينفذ أمر أسياده، وفرعه في الخرطوم تقوده نفسه الأمارة بالسوء.. فهو من الفرحين الذين لا يحبهم الله!!! يبدأ تقاريره المشبوهة عندما يظن انه قد اكتشف خطأ أو زلة بكلمة «يسرني» التى تمليها عليه عقليته التجريمية، وسوء القصد المتمكن في دواخله.. يحنث في قسم المهنة ببساطة كأنه يطلق «نكتة».. ذلك القسم الذي يوجب عليه التبصير والتوجيه قبل التجريم.. يقفز فوق الأسوار ويحتقر القوانين والجهات الاعتبارية المعنية.. ينصب نفسه فقيها واقتصادياً وإداريا وكيميائياً وعالماً في كل شيء.. يخفي الوثائق المؤكدة ويأتي بالعرفية، ويجد للأسف احياناً من يصدقه!! يملأ الدنيا بنسخ من تقاريره المشبوهة ويزود بها غير المختصين لا لشيء الا ليرضوا عنه ويشهر بمحمد أحمد المفترى عليه!! كلاهما الأصل والفرع يستهدف الوطن العزيز في رموزه وأفراده.. ذاك يضرب عليه حصاره الجائر من وراء الحدود، وهذا يخنق حريته ويدوس على كرامته ويشوه صورته من الداخل. كلاهما صورة طبق الاصل من الآخر، ليس بالكربون كما يقولون وإنما ب «الاسكنر»، محمد أحمد يعلم تماماً أن الكيد لن يتوقف وأن الصراع بين الحق والباطل سيستمر.. وأن الحقيقة ستظهر يوماً وإن تراكمت عليها أتربة الباطل الزائلة، وأن الظالم سينال عقابه في هذه الدنيا قبل الآخرة. ويقول الشيخ الشعراوي رحمه الله في خواطره «نهاية الظالمين»: «وجزاء الظالمين تربية عاجلة للوقوف أمام شعارات الظلم من الظالمين، لأن الحق سبحانه وتعالى لو تركها للآخرة لاستشرى الظلم ، والذي لا يؤمن بالآخرة يصبح محترفاً للظلم». ولكل مظلوم تعرض لكيد أوكامبو أصل أو فرع، ارفعوا أكفكم بالدعاء في رمضان، عند الأسحار في جوف الليالي وقبيل الإفطار، وفي كل أوقات ومواقع الاستجابة، على كل سلوك «أوكامبي» فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. وتمر الأيام والشهور.. وتبدأ السنوات تتسرب من خلال ثقوب الزمن الواسعة لا تلوى على شيء.. ومحمد أحمد يجتهد وراء حقوقه المغتصبة.. ويخشى على أمته ما يعنيه الحديث الشريف «ان الله لا يقدس أمة يأخذ الضعيف فيها حقه وهو يتعتع تعتعة» أو كما قال صلى الله عليه وسلم.