بعد أن شهدت الاوضاع بشرق دارفور استقراراً نسبياً في اليومين الماضيين، يتطلع الكثيرون الى ان تقف الحرب القبلية بدارفور عامة وبين الرزيقات والمعاليا على وجه الخصوص، ويرسم مراقبون خريطة طريق مختلفة الملامح، الا انها تصب في قناة ايقاف الموت العبثي، ويرى القيادي بقبيلة البرقد والمستشار الاسبق لوالي شرق دارفور صديق عبد النبي أن المرحلة الراهنة تحتم العمل على ايقاف العدائيات ونزع فتيل الازمة، والقبول بمبادرات الصلح، ويشير في حديث ل «الصحافة» إلى ان المخرج النهائي يتمثل في حسم قضية النزاع حول منطقة كليكلي أبو سلامة بصورة نهائية حتى يعود الاستقرار بين القبيلتين الجارتين حتى لا تكون خميرة عكننة للأجيال القادمة ولا بد ان تحسم الدولة تبعية المنطقة. فيما ينظر القيادي بالمؤتمر الوطني فرح العقار الى الصراع القبلي من زاوية مغايرة، ويعتقد في حديثه ل «الصحافة» أن إيقاف النزاعات القبلية يبدأ بالقضاء على البيئة التي تنمو فيها، وقال ان اسبابها تعود الى النزاع المسلح الذي تشهده البلاد، مشيراً الى انها من الممكن ان تسهم في اضعاف الدولة السودانية وتفتح المجال للدخلات الخارجية، وربما بحسب القيادي فرح عقار تقود الى الفوضى الخلاقة، ويعتقد ان ايقاف الاقتتال والنزاعات القبلية والحروب بين الحركات المسلحة والقوات الحكومية يتوقف على حل كل مشكلات البلاد، ورأى انها حلقات متداخلة. ويرى والي وسط دارفور المهندس يوسف تبن أن المخرج يكمن في فرض هيبة الدولة، وقال ان حدوث هذا يتوقف على تقوية الاجهزة النظامية المختلفة ورفع قدراتها التنظيمية والتدريبية، علاوة على زيادة عددها، وان تتحول القوات شبه النظامية الى محايدة ومهنية، وزاد قائلاً: كما نحتاج الى تمكين القضاء عبر انتشاره في كل انحاء دارفور، حتى يكون الوصول الى القانون سهلاً ومتاحاً، وذلك لقطع الطريق على من يلجأ الى حمل السلاح لأخذ حقه. ويعتقد رئيس تشريعي ولاية غرب دارفور جعفر اسماعيل محمد احمد ان إيقاف الاقتتال القبلي يكمن في «مقابلة الحديد بالحديد» مفسرا قوله هذا بأن الدولة مطالبة باطلاق يد القوات المسلحة للتدخل العاجل وبكل قوة لحسم الصراعات القبلية، معتبراً أن موت الآلاف يحتاج الي وجود جهة قوية مثل الجيش ليفرض سيطرته على الموقف. اما ناظر قبيلة البرتي الصادق عباس ضو البيت الذي ارجع ضعف دور الإدارة الاهلية الى اهمالها من جانب الحكومة، واحلال طرف آخر مكانها، يرى ان الحل يكمن في انهاء سلطة الحكمدارات الذين اعتبرهم من الاسباب الرئيسة لتأجيج نيران النزاع القبلي بدارفور، مطالباً بإزالة هذا الجسم الذي بات مستوى رابعاً للحكم بدارفور، محذراً من ان عدم تحجيم ادوار الحكمدارات يعني استمرار ازمة الاقتتال القبلي. فيما يعتبر المحلل السياسي الدكتور صلاح الدين الدومة ان الحل لكل مشكلات السودان خاصة النزاعات القبلية يتوقف على ذهاب نظام الانقاذ الذي حمله مسؤولية ما يحدث من صراعات دموية، مؤكداً أن ذهاب حكم الإسلاميين سيتيح عودة الاستقرار الى السودان.