سنار: مصطفى أحمد عبد الله: تسبب سقوط الأمطار الغزيرة على ولاية سنار الليلة البارحة وفجر اليوم، في شل حركة المرور بعدد من المحليات وعرقلتها في أحياء أخرى. وتعرضت المناطق الأكثر انخفاضاً لضرر كبير جراء تجمع المياه التي استقرت في أجزاء من أحياء «21 و38 و39» بسنار والحلة الجديدة والمحطة بسنار التقاطع، ولبست الشوارع ثوبها الطينى ذا اللون الرمادي الداكن المعتاد في مثل هذه الظروف، فيما بدأت معركة العبور من المارة والسيارات بصعوبة في مشهد يعيد نفسه في مثل هذا الموسم من كل عام، مع غمر الشوارع بالمياه عن آخرها «طريق المستشفى». وفاجأت الأمطار الليلة البارحة المواطنين بشرق سنار، حيث قال احد المواطنين: «لم تكن في الأفق بوادر سقوط مطر بهذا الحجم، رغم أننا نظرياً دخلنا العينة في فصل الخريف». وداهمت المياه العائلات التي خلدت إلى النوم في أحياء فقيرة بمحلية سنار، وسقطت غرفة في احد المنازل على امرأة كانت بداخلها بحى «21» جنوب فى ظل افتقار الأحياء والاسواق لمصارف المياه، وأصيب المواطنون بالقلعات بحالة هلع في ساعات متأخرة من ليل أمس، فيما كان بالغ الضرر قد لحق بالأحياء العشوائية بالقلعة وسط. وتأخر العمال والمتسوقون في الوصول إلى سوق المدينة لقضاء حوائجهم بسبب برك المياه التي انتشرت في كل مكان، وتطلب الوصول إلى السوق المركزي معاناة شديدة في انتظار حركة السير التى كانت تمر ببطء شديد. وأحدث غياب رجال الشرطة تساؤلاً فى اوساط السائقين والمارة، حيث تطلب الموقف وجودهم لمنع انحراف السيارات عن الطرق الرئيسة بحثاً عن ممرات آمنة للوصول الى المدينة خاصة افراد المرور السريع، واشتدت زحمة السير لدى مداخل المدينة فى ظل توافد العديد من الاسر لقضاء عطلة العيد مع اسرهم، وتزامن ذلك مع تعطل شارة المرور الضوئية الوحيدة بالمدينة، مما احدث تلاسناً بين مستخدمى الطريق كاد ان يصل إلى مرحلة التشابك بالايدى، وتساءل مواطنون عن مشروع جرى الحديث عنه في وقت سابق سيمكن في حال انجازه من تصريف مياه الامطار الى خارج السوق، وتحدث للصحيفة أحد سائقى الاتوس عن انشغال شرطة المرور بضبط عربات الكارو المخالفة فى حملات متوالية بقيادة مدير شرطة المرور نفسه، وتم حجز عربات كارو الحمار فى نقطة شرطة المرور الداخلى، بالرغم من أن كثيراً من المركبات والدراجات البخارية بها الكثير من المخالفات والعيوب تجوب المدينة وكانت هى الاولى بالحجز.. وقدم أحد سائقى الكارو صرخة عبر الصحيفة بأن يرفع المسؤولون في شرطة المرور ايديهم عنهم، قائلاً: «نحن ناس الله وما عندنا حاجة، كفاية علينا ناس المحلية وقروش المدارس ورمضان وهدوم العيد»، وغادرنى قبل أن تنزل دمعة ساخنة على خده قائلاً: «الحمد لله بقينا غرباء». ودعا أحدهم حكومة الولاية الى سرعة التدخل من أجل انشاء مشروع صرف صحي قيل ان تكاليفه الباهظة حالت دون البدء في تنفيذه، بالتزامن مع مشروع سفلتة الطرق القائم حالياً. وصاحبت الأمطار زوابع رعدية قوية وأومض البرق بقوة بالتزامن مع تلك الفرقعات، مما ذكر الأهالي بسقوط صواعق في العام الماضي أدت لمقتل عدة أشخاص بحلة اسماعيل وود هاشم بحسب رواية المواطنين. وتكدست العربات التي تعرضت لأعطال بسبب المياه أمام ورش الصيانة بالمنطقة الصناعية، وأبدى أحد فنيي تصليح العربات سعادته بما سماه «مصائب قوم عند قوم فوائد»، كما ينتظر ان ينتعش سوق قطع الغيار ويضاعف مداخيل بائعى اسبيرات السيارات، كما أبدى أحد غسالى العربات فرحته الشديدة بموسم غسيل العربات، وقال: «متى ما جفت المياه فإن سوقنا سوف يبدأ»، حيث يكثر الطلب للغسيل وتتضاعف الأسعار.