الخرطوم:محمد سعيد : اعرب وزير الخارجية، علي كرتي، عن امله في ان تعبر مصر سريعا من الوضع الحالي الذي تعاني منه بواسطة التوافق والحوار، ونفى ان يكون السودان قد بادر الى الوساطة بين الاطراف المصرية، مضيفا انه سيأتي الوقت الذي يدعم فيه السودان مصر دون التأخر عن نجدتها، وجدد موقف السودان تجاه الازمة المصرية وقال بأنها شأن داخلي وان القرار يجب ان يكون مصريا خالصا دون تدخل خارجي،بينما توقع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي،ان يلعب السودان دورا كبيرا في دعم الموقف المصري واستعادة الامور الى مكانها الطبيعي، قائلا ان « هذا هو المكان الطبيعي للسودان «،وشدد على ان بلاده ستمضي قدما في انفاذ خارطة الطريق والتحاور مع من يلتزم سلميا وقانونيا دون عودة الى الوراء. وجدد كرتي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي بالخرطوم امس، موقف السودان من الازمة المصرية السياسية واعتبره شأنا داخليا، مشددا على ان الحكومة اعلنت هذا الموقف مرارا ومازالت تتمسك به وبإصرار على ان الحل مصري وانها هي التي تمتلك القرار، معربا عن امله في ان تتمكن القيادة المصرية من تجاوز الازمة بنفسها، ونفى ان يكون السودان قد عرض مبادرة للتوسط بين جماعة الاخوان المسلمين والاطراف المصرية، مؤكدا ان العلاقات المصرية السودانية تسير بوتيرة واحدة وبشكل جيد،مشددا على انه لن يكون للسودان دور آخر غير مساعدة المصريين في الوصول الى حلول سلمية. وكشف كرتي عن مشاورات تجري بين الاجهزة الامنية في مصر والسودان لنشر قوات مشتركة على الحدود وفقا للارادة السياسية ،مؤكدا ان الاختلاف حول بعض المناطق لن يمنع من المضي قدما في انفاذ العملية. وقال ان الحوار لم يستكمل في هذا الصدد وستستمر المناقشات التي تستوجب ان تكون فيها ضرورة للتوافق حولها، موضحا ان الحوار سيتواصل تحت اشراف الاجهزة الامنية والسياسية للمساعدة على تغطية اية ثغرة يمكن ان تعبر منها المجموعات السالبة في الاطار للاضرار بأمن البلدين. واشار كرتي في تصريحات صحفية عقب مباحثات اجراها مع وزير الخارجية المصري، الى ان هذه المنطقة اصبحت مفتوحة بدءً من غرب افريقيا وحتى ساحل البحر الاحمر ،وهناك محاولات لاستغلالها من قبل مجموعات تهرب السلاح والبشر والمخدرات، وكثير من الانشطة الممنوعة ومايسمى بالجرائم العابرة للقارات، مؤكدا ان كل هذه القضايا دعت الى ضرورة الاسراع لمناقشتها مع مصر كما نجحت التجربة مع تشاد. واعلن كرتي ان الاختلاف حول بعض المناطق لن يمنع من ان نتفق على كيفية حماية هذه المناطق المختلف عليها الى حين التوافق عليها. من جانبه، قال وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، ان اختيار السودان كأول دولة لشرح الاوضاع في مصر لم يكن اختيارا استثنائيا بل كان طبيعيا لاهمية مصر بالنسبة للسودان ولاهمية السودان بالنسبة لمصر، وأوضح ان المباحثات شملت مناقشة اكثر من 25 نقطة وقضية ،الغالبية العظمى منها تتعلق بالعلاقات الثنائية. واعلن الوزير المصري عن اتفاق الطرفين على ضرورة تسريع الاجهزة المعنية استكمال اجراءات تسهيل النقل البري وعمل المعابر على الحدود، الى جانب الاتفاق على بلورة منظور قومي مشترك للبلدين تأسيسا على العلاقة الموجودة، قائلا ان المباحثات تطرقت الى تحديات كثيرة ابرزها قضية المياه ومادار في افريقيا ،واوضح انه نقل تطورات الاوضاع في مصر، مؤكدا ان بلاده تعتزم المضي قدما في انفاذ خارطة الطريق والتحاور مع من يلتزم سلميا وقانونيا دون عودة الى الوراء،