: المحنة التي ألمت بالسودان جراء السيول والامطار التي اجتاحت القرى والاحياء وأحالت بعضها اثراً بعد عين كانت بمثابة كارثة حقيقة راح ضحيتها نفر عزيز من الأبرياء والذين نسأل الله ان يتغمدهم بواسع رحمته ويلهم أهلهم الصبر الجميل. والكارثة التي تبدو آثارها ومخاطرها قائمة حتى الآن أكدت بان هذا الشعب بخير وقادر على مواجهة المصائب والمحن والشاهد على ذلك التدافع الكبير والاستجابة السريعة لشرائح المجتمع المدني كافة لنداء الاستغاثة، لقد وثقت وسائل الإعلام المختلفة التي كان لها دور في نقل صورة حية لحجم الخسائر وتسليط الضوء على عشرات القصص والمواقف التي تجسد شهامة السودانيين وما خفي كان أعظم. لقد كان الفن حاضراً في قلب الاحداث وقام بواجبه الأصيل حيث تدافع مجموعة من المطربين والمسرحيين إلى المناطق المنكوبة فرادى وجماعات وتشهد على ذلك شرق النيل التي تحملت القدر الأكبر من الضرر بروح إيمانية عالية وهى قادرة على النهوض من جديد والعودة للحياة بفضل عزيمة أهلها ومساعدة جميع أبناء الوطن. لقد برهن الفنانون وعيهم برسالة الفن ودوره المؤثر في قيادة المبادرات والتفاعل مع قضايا الوطن وملماته الكبيرة وان الفنان إنسان قبل أن يكون فناناً وسوف يذكر التاريخ دورهم في سفره الخالد ونأمل آن يتواصل هذا العطاء ويتجاوز واقع المحنة الراهن ويصبح فعلاً دائماً يداوى الجراح ويقود الحياة وان يكون الفن جسرا للمحبة والسلام والنفير والبناء والتنمية وان تكون هذه آخر محنة تتسبب فيها الطبيعة وان تنزل علينا أمطار باقي خريف هذا العام بردا وسلاما وخيرا وبركة ويستمتع الجميع بمباهجه وأجوائه الخلابة. [email protected]