٭ بعد أن وجدت الإغاثة طريقها للأسواق علناً، تعهد رئيس لجنة العمل والإدارة بالبرلمان الفاتح عز الدين بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول مزاعم بيع مواد الإغاثة، وقال إن القضية ستكون محل تحرٍ لكشف الحقائق ومعرفة أوجه القصور، مشيراً إلى ان هذه الاتهمات تضر بسمعة السودان وتشكك في مصداقيته. ٭ ما حدث سيدي النائب لم يدخل في باب المزاعم والاتهامات، بل حقيقة جرت على لسان نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم الذي منح الحديث تأكيداً مباشراً قاطعاً بوجود مواد الاغاثة في مخزن في قلب احد احياء ام درمان ما يصبغ على الحدث حقيقة البيع الذي لا يحتاج الى دليل وبرهان بعد ذلك، فلقد قدمه دكتور مندور في طبق من ذهب. ٭ لجان تقصي الحقائق في وطني تشبه «حقن التخدير» وها هي الآن يدفع بواحدة منها الينا د. الفاتح لتبدأ بالتحقق في تسرب مواد الاغاثة الى الاسواق التي لا تحتاج الى لجان فاحد افراد «البيت» قد جزم بوجودها الا ان الفاتح عز الدين ينتظر ما يتعلق بمخرجات اللجنة التي سيبدأ في تشكيلها رغم ان كل شىء واضح كالشمس في رابعة النهار ما ينفي انها مزاعم وشائعات وشكوك أو خبر تم دفنه بين طيات الأوراق !! وعليه ان يدير محرك سيارته صوب ام درمان ولتسترح لجنته التي سيعود لها بالخبر اليقين. ٭ بعد تصريح مندور المهدي لا يفيد الوعيد وتكوين اللجان، فالحكومة غابت عن مواجهة كارثة السيول وقابلتها بعدم الاكتراث، بينما ابدى مسؤولية عظمى شباب نفير وعليها اليوم اى الحكومة اتخاذ خطوة ايجابية بالمواجهة العاجلة المباشرة لمن سرق اغاثة المواطن، فمازالت السماء حبلى ونحن سيدى طلحة «نعفيك» من مهمة قطع الرقاب فقط ما نريده هو اسماء المتورطين فى البيع والتوزيع والتوصيل والاستلام!! ٭ الدول المانحة الآن سيدي الفاتح تعيد حساباتها وربما تتلمس طريقاً آخر بعد أن طار الخبر للخارج يحكي قصة المدينة التي ذهبت إغاثة متضرري السيول فيها الى الأسواق العامة وتكسب من عائدها الانتهازيون بينما المواطن يترنح في مجرى السيول ومياه الامطار! ولنفترض حسن النية ونجعل من الدول المانحة رغم ما حدث وجهاً ملتزماً بتدفق المزيد للوطن المنكوب، وسيأتي السؤال هنا كيف ستحمي الحكومة الدعم القادم الذي تستعجله؟ وكيف ستمنع عنه التسرب الى الاسواق؟ بعد ان فشلت في المرة الاولى وهي التي تحبو الآن في مرحلة التحري والتقصي لمعرفة اللصوص!! ما حدث والله ذنب لا يغتفر! همسة: لكنها رغم الجمال والنقاء صارت وحيدة فلا الدرب درب الوصول ولا العودة من ذات الطريق تقود الى تلك السهول حيث الصفاء عند المساء وقبل أن يعرف النجم الأفول