الطويشة : عبدالوهاب جمعة: تحت ظل شجرة وريفة يجلس عدد من اعيان المدينة في جلسة ( جودية ) لاصلاح ذات البين بين قبيلتي المعاليا والرزيقات ، وتعتبر الجودية من اخر المعارف التقليدية التي لا تزال سائدة في الريف وولايات السودان المختلفة ، ولجان الاجاويد التي تجتمع في الغالب تحث ظلال الاشجار تعتبر موروثا اجتماعيا وثقافيا يعلي من عمل الخير والمتمثل في اصلاح ذات البين بين مختلف الناس ، والجودية ليست حكرا على قضايا المناوشات القبلية وانما تتعدد صور الجودية لتشمل مختلف المنازعات بين افراد المجتمع المحلي من المسائل الاقتصادية والخلافات التجارية ومسائل الزواج والطلاق والمشاحنات الاجتماعية . وفي معظم المجتمعات الريفية يسود اعتقاد بأن اجراء الصلح واصلاح ذات البين تحت ظلال الاشجار وفي الهواء الطلق يسرع عملية الجودية ويهدئ اعصاب الاطراف المتنازعة ، ويعتقد الكثيرون في الريف ان الاشجار كائن حي معطاء يمنح الثمار والظلال، وفوق كل ذلك السكينة في نفوس الناس .