: ٭ قد تكونون فقراء بالمعايير المادية فمحليتكم في ركن قصي في الركن الجنوبي لولاية سنار، لا يشقها طريق معبد ولا يلعب أطفالها في منتزهات، ولا تقام على أرضها شركات ولا بنوك ولا مؤسسات كبيرة تقوم باستيعاب وتشغيل العمالة، وربما الكهرباء والماء وبقية الخدمات على حد الكفاف، لكنكم أثرياء وأغنياء بالمعيار الانساني والاجتماعي، مضيافون تكرمون الضيف وتخدمونه (حفايا) ومثل أغلب أهل السودان تزرعون المحاصيل الزراعية في أم مرضه والبرك وأم خيرين، وتساهمون في الناتج القومي بقدر معلوم، والثروة الحيوانية تمتد على مد البصر في الصهباء وكوكري، وفوق هذا وذاك تذخر محليتكم وتحتضن إرثاً جهادياً عظيماً منذ المهدية حيث نزحت بعض قبائل البقارة وعلى رأسها البني هلبة والهبانية والتعايشة واستقرت في تلك الأصقاع. ولعل الصورة القاتمة التي رسمناها في صدر المقال لا تنسينا اشراقات لا تخطئها عين المراقب تجيء في ذات السياق الانساني والاجتماعي، فأحمد عجب الفيا معتمد المحلية جدير بالذكر من خلال معينه الذي لا ينضب ومن خلال أدائه وسلوكه المدهش في التعاطي مع الشأن العام، فالرجل يقدم دروساً يومية في القدرة على الابداع والابتكار والمبادرة، والتفاني والاحتراق من أجل خدمة أهله بالمحلية، ولعلنا هنا نستشهد بالمثال الذي لا يكذب ( منظمة إدخال السرور) التي اخذت طريقها للشبكة العنكبوتية باحثة عن الخيرين وأصحاب القلوب الرحيمة لإدخال السرور في قلوب الأرامل واليتامى والمحرومين. وأصدق القول إن قلت بالفم المليان إنني لم أرَ في حياتي رجلاً يؤرقه حال الفقراء ويعلن انحيازه التام لهم من خلال مشاريعه الاجتماعية التي يمولها من أصدقائه ومعارفه، ومن خلال معايشة حقيقة مع المعتمد المهندس أحمد عجب الفيا رأيت بأم عيني كيف تترجم تقوى الله الى سلوك وعطاء حميد يمشي بين الناس والفقراء منهم بالذات، وامتد أثره لعمق المكون الاجتماعي بالمحلية من خلال لجنة مستديمة من الاعيان وبعض رجالات الإدارة الاهلية للوقوف على المصالحات وإصلاح ذات البين في المشكلات التي تكون بين الافراد والجماعات، وكان مجمل إبداعه مكان إشادة من السيد والي الولاية ومجلس وزرائه، بل في كثير من الحالات يتبنى مجلس وزراء الولاية البرامج والشعارات التي يكون ميلادها أبو حجار ومن إبداع الباشمهندس أحمد عجب الفيا. لكم التحايا اخواني بأبو حجار، وما جزاء الإحسان إلا الإحسان، ويبقى الوفاء أنبل المشاعر الانسانية.