يحكيها اليوم :بله عي عمر: لا اتذكر اية حالة نسيان بارزة في بواكير صباي او خلال ايام الطلب ... ولم اقف بين اهلي على من عانى بسبب النسيان سواء والديي او حتى على مستوى الاسرة الممتدة التي تجاوز عمر بعض منسوبيها المائة عام، غير اني وقبيل دخولي عقد الاربعينات تعرضت لبعض حالات النسيان الغريبة. يمكن وصف بداية الحالات بانها كانت خفيفة فمثلا عندما تطلب مني حرمنا المصون احضار علبه صلصة او التوم او رغيف الخبز تجدني عندما اصل الدكان اقف لاتذكر المطلوب وكثيرا ما عدت ادراجي خاليا لاقول للمدام ماذا تطلبين؟ غير ان الامر تحول لشيء مثير للقلق لاحقا ... في احدى المرات اقسم احد الاصدقاء ان ألاعبهم «الكتشينة» وامتد بنا الوقت .. نظرت للساعة فوجدتها تقارب منتصف الليل فعمدت الى المغادرة.. فكرت في شراء عشاء جاهز حتى لا اتعرض لمساءلة المدام ودبرت كذبة لاداري بها سبب تأخري وفي المنزل وجدت اهل الدار في حالة من القلق، عاجلت المدام وانا انظر اليها وإلي الصغيرة في حجرها قائلا بان سيارة احد الاصدقاء قد سرقت وان اللص اختطف الصغيرة التي كانت داخل العربة .. اقتنعت المدام وذهبنا في النوم .. في الصباح الباكر ومع صياح الديوك ايقظتني زوجتي لاحكي لها حكاية الطفلة المختطفة وكنت قد نسيت الامر فقلت لها عن اية طفلة تتحدثين؟ .. ادركت المرأة بانني كذبت عليها فقامت الى «لملمة عفشها» بغرض ترك البيت ولم يشفع لي الا كامل مرتبي الذي اخذته جبرا للضرر الذي تعرضت له. من حكاياتي مع النسيان ايضا انني تركت ابنتي ايثار في عيادة الطبيب وعدت للمنزل .. كانت الصغيرة في عامها الثالث عندما جئت بها لدكتور الطاهر الشبلي اذ كانت تعاني حالة من الهزال والضعف .. اثناء وجودي بالعيادة مع الصغيرة كان علي استقبال خبر عن اختراق في محادثات اديس ابابا بين الحكومة والحركة الشعبية انذاك ولفرحتي بالخبر ولتحقيق السبق الصحفي تركت الصغيرة مع عاملة الفحص ولم اتذكرها الا عندما طرقت باب البيت فسألتني امها اين ايثار؟ قلت لها «وراي» فاخذت عربة الجيران وعدت ادراجي الى العيادة لاجد الجميع حول الصغيرة. ومن حكاياتي ايضا انني نسيت الموقع الذي تركت فيه عربتي امام الصحيفة وبعد الفشل في ايجادها ادركت بانها سرقت فاتصلت بالشرطة مفيدا بسرقة سيارتي ... تعامل الاخوة بسرعة البلاغ و تم توزيعه علي النقاط كافة قبل ان يأتي احد الزملاء ويفيد بانني كنت قد «ركنت» السيارة امام مباني الشرطة المجاورة فذهبت ووجدتها وكان علي الاعتذار للشرطة وشطب البلاغ. تحدثت الى استاذي وشيخي تاج الدين الشيخ ابراهيم «رحمه الله» عن امري فقدم لي وصفة قوامها الاستغفار والصلاة في ميقاتها فكانت الترياق والحمد لله. «وانحترت وانبترت»!!