الخرطوم: حمد الطاهر: شهدت الساحة السودانية جدلا واسعا حول زيارة الرئيس عمر البشير الي واشنطن لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس المقبل 26 من سبتمبر الجاري واولها كان الجدل حول منح الرئيس تأشيرة للدخول الي واشنطن الدولة المستضيفة لمقر الجمعية، بالاضافة للدعوة من قبل الاتحاد الأفريقي للمشاركة في قمة على مستوى الرؤساء لمجلس السلم والأمن الأفريقي، والمقرر عقدها بنيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وتصدر صحف الامس ضم اسم الرئيس الي قائمة أسماء المتحدثين في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس المقبل، الا ان هنالك تحفظات وتحذيرات من زيارة الرئيس لواشنطن وحذر خبراء في الشأن الامني السياسي من حدوث عواقب وخيمة حال اصرار الرئيس علي الزيارة، وتوقعوا ان تكون هنالك عمليات قرصنة للطائرة التي تقل الرئيس او حدوث عمليات اغتيال اثناء الاجتماعات او القبض علية من الدول الاعضاء وخاصة وان المحكمة الجنائية الدولية طالبت الولاياتالمتحدةالأمريكية، بالقاء القبض على الرئيس البشير حال دخوله الى أراضيها لحضور افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل بنيويورك، وتسليمه الى المحكمة ، رغم ان الولاياتالمتحدةالامريكية غير موقعة علي ميثاق روما ولكن الخبراء السياسيين رسموا واقعا مظلما لزيارة الرئيس واعتبروها « مغامرة وخطوات غير محسوبة « وليس هنالك ضمانات لعودته سالما للسودان لان الادارة الامريكية ليست صديقا للسودان وحكومته وان العلاقات متوترة بين الخرطوموواشنطن منذ تسعينيات القرن الماضي، وبعد ان رفضت وزارة الخارجية الاميركية اصدار تأشيرة دخول للرئيس عمر البشير بعد ان نصحته بتسليم نفسه الى المحكمة الجنائية الدولية بدلا عن المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة ، ووصف القيادي بالمؤتمر الوطني الدكتور ربيع عبد العاطي المنظمة الدولية ب»غير المحترمة « واتهم جهات بالقفز فوق ارادتها . وقال ربيع ل» الصحافة « ليس هنالك ضمانات لزيارة الرئيس، واردف قائلا « الضمان من الله « لكن في ظل وجود هؤلاء لايوجد ضمان، واضاف وفق العادات ان اجتماعات الجمعية العامة لا يحضرها كل الرؤساء ولفت الي الضمانات من المنظمة الدولية وقال المنظمة لم تعد موثوقاً فيها وهي ليست محترمة من حيث النظام الاساسي واصبحت الان هنالك دول تقفز فوق ارادتها وخاصة في ظل النظام العالمي الان ولم يستبعد ان تكون دعوة الرئيس لواشنطن ان تكون مصيدة للرئيس. وفي ذات الاطار حذر استاذ العلوم السياسية البروفسير حسن الساعوري من زيارة الرئيس البشير الي واشنطن ،ووصف الخطوة ب» المغامرة غير محسوبة العواقب « ، وقال ل» الصحافة « ان امريكا « سيدة العالم « وليس هنالك أي ضمانات لزيارة الرئيس لها حتي ولو منحته الضمانات نفسها لان امريكا لا تعمل وحدها وهنالك دول تعمل معها ، واضاف اذا كانت واشنطن بلدا صديقا للسودان يمكن ان نقول ذلك ولكن امريكا ليست صديقة ورغم انها ليست جزءا من الجنائية ولكن نحن في عالم القانون الدولي فيه غير مطبق ويمكن ان يستخدم للمصالح لذلك الزيارة لامريكا غير مأمونة خاصة وان المحكمة الجنائية طالبت واشنطن ان تسلم الرئيس البشير للمحكمة حال دخوله اراضيها، واضاف بكل المعايير ان زيارة الرئيس لواشنطن تعتبر مغامرة الا اذا اراد البشير ان يدخل في مغامرة ليحرج الادارة الامريكية او يقول للعالم نحن تحدينا المحكمة الجنائية الدولية والامريكان ، واضاف « امريكا مافي زول بحرجها « ولا داعي للتحدي « يجب الا نتحدي ونحن نعرف قدرنا « نبه الساعوري الي ان السودان لاتسانده اوروبا حتي تكون هنالك ضمانات ولكن معه افريقيا وهي لا تساوي شيئا والافارقة يمكن ان يباعوا ويشتروا، وزاد « هذه مغامرة غير محسوبة « وليس هنالك مايستحق المجازفة ،واضاف اذا اردنا ان نخدم قضية عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة يمكن ان يذهب النائب الاول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه وهو رجل معروف بخبرته وتاريخة منذ اتفاقية نيفاشا وليس لديهم معه مشكلة ، ولكن زيارة الرئيس لواشنطن تعتبر مغامرة ويمكن ان تحدث عملية قرصنة جوية لطائرته وحتي وان لم تحدث عملية القرصنة يمكن ان تحدث له عمليات اغتيال . من جهته رأى استاذ العلوم السياسية بجامعة ام درمان الاسلامية صلاح الدومة انه ليس هنالك ضمانات كافية لزيارة الرئيس لمقر الجمعية العامة للامم المتحدة بنيويورك، وقال « اذا سافر لن يرجع وسيتم القبض عليه « لان المحكمة الجنائية تلاحقه وهو مطلوب لديها ، ورغم ان الولاياتالمتحدةالامريكية غير موقعة علي الجنائية ولكن ليس من الذكاء ان يسافر الرئيس لحضور الاجتماعات. ورأى الدومة ان اصرار الحكومة علي منح تأشيرة للرئيس لدخول واشنطن تضليل للرأي العام وتريد ان تقول للمجتمع انهم غير معزولين لكن اذا تم منحه تأشيرة لن يسافر. وقال الدومة ان النظام يريد ان يشبه البشير بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ولكن عرفات كانت تقف معه الدول الاوربية والعربية وتسانده. ويذكر ان واشنطن رفضت منح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات اذنا للدخول بغرض المشاركة في جلسة خاصة حول الشرق الأوسط، ووجد قرار واشنطن حينها انتقادات شديدة من الدول العربية والأوروبية على حد سواء. واضطرت الأممالمتحدة لنقل الاجتماع الى مقرها في جنيف، بينما قالت واشنطن حينها ان اتفاقية المقر لاتلزمها بادخال شخصيات تعد مهددة للامن القومي الأمريكي ، وكان عرفات حينها متهما من قبل واشنطن بالارهاب ، غير ان هذا الاتهام لم يمنع الولاياتالمتحدة من منح تأشيرة دخول للرئيس الايراني السابق والمثير للجدل محمود أحمدي نجاد الذي تعتبر بلاده جنبا الى جنب مع السودان على قائمة الولاياتالمتحدة للدول الراعية للارهاب. وفي ذات السياق رسم الخبير الامني حسن بيومي صورة قاتمة لزيارة الرئيس لواشنطن ووصف الزيارة بانها ليس ذات الاهمية يمكن ان يقوم بها النائب الاول، وقال ليس هنالك ضمانات كافية لان امريكا لا تعمل وحدها ويمكن ان « تحرش «دولا للقبض علي الرئيس ونحن لا نثق في امريكا ولا في افريقيا لذلك لا توجد اهمية في حضور الجمعية العام للامم المتحدة حتي يخاطر الرئيس . واضاف اذا ارجع الرئيس او منع من الدخول تكون اهانة للسودان واضاف «انا لو في مكان الرئيس لن اسافر « ولفت الي التعويل علي الدور الافريقي لحماية البشير وقال الافارقة غير مضمونين وليس لهم ارادة وامريكا لم تعط الضمانات الكافية للرئيس.