كان الهدوء يعم ارجاء دار المسنات عند وصولنا اليها ، تبادر الي اذهاننا ان الدار خالية من السكان وما ان توغلنا الي الداخل قليلا حتي وجدنا بعض النساء الطاعنات في السن .. كانت كل واحدة منهن قد انزوت في مكان ما تحت الاشجار الموجودة داخل الدار تندب حظها كانت هناك اخريات يجلسن امام التلفاز .. و مجموعة داخل الدار لايمكنها فعل شئ سوي التعبير بالايماء و الابتسامة لاصابتهن باعاقات مركبة ،دار المسنات القابعة بمنطقة السجانة لا يتجاوز عدد غرفها 7، وعدد ساكناتها 30 نزيلة وقد يزيد العدد في بعض الاحيان .. تغلب نظرات الاستياء هنا علي وجوه الموجودات من الحال الذي آلت اليه حياتهن وهن في امس الحاجة الي من تعبن في تربيتهم لحملهن علي كفوف الراحة، ولكن شاء لهن الزمان عكس مايتمنين ، فحياة العزلة التي فرضت عليهن لا ترضي ام لها ابناء لكنها لاتعرف عنهم شيئا او انها تعرف ولاتريد العودة اليهم لأسباب جعلتها تصبر علي العيش مع اخريات لاتختلف ظروفهن عنها وتمنين العقر بدلا ممن انجبن . في دار المسنات وقفنا علي نمط الحياة داخل الدار وما يتوفر ونواقص المقومات ليصبح المكان اكثر ملاءمة لساكنيه لاسيما ان معظم النزيلات يعانين من امراض. تحدثت الينا نعمات التجاني المشرفة الاجتماعية بدار المسنات التي قالت ان عدد النزيلات في الدار 30 نزيلة وهناك 7 غرف بعض منها تتسع الي شخصين وعنابر كبيرة تصل سعتها الي خمسة اشخاص، مؤكدة ان عدد الغرف لايكفي لان عدد النزيلات في احيان كثيرة لايقف عند الثلاثين مما يضطرنا الي انزالهن في البرندات اللاتي يأتين الي الدار عن طريق الشرطة، فكثير منهن خرجن من منازلهن وضللن الطريق، واخريات سوء المعاملة في منازلهن ادت الي خروجهن ويرفضن العودة اليها. وقالت نعمات انه تم جمع شمل الكثير منهن بعد معرفة اسرهن، مضيفة ان الدار الان بصدد اجراء صيانة في الايام المقبلة، وناشدت الخيرين من الناس ان الدار تحتاج الي الكثير من الدعم لتستوعب المزيد من المسنات، ومع ان وزارة الرعاية الاجتماعية تقوم بدعم الدار وكذلك الخيرين يساهمون في دعم الدار بشكل كبير وهناك وحدة صحية داخل الدار ولكن العربة الموجودة لنقل الحالات الطارئة هي عربة عادية ونتمني ان تتوفر لنا عربة اسعاف فمعظم الموجودات يعانين من الامراض. ممثل مجموعة اصدقاء الدور الايوائية وهي عبارة عن سبع منظمات اندمجت تحت هذا الاسم للدفع بالعمل الطوعي داخل الدور الايوائية وهي «منظمة شمعة» التي تكونت من ابناء المايقوما الذين درسوا وشغلوا مناصب ووظائف و«منظمة السلوان» و«منظمة اصنع بسمة» و«مجموعة وي» و«مركز ياسر للتأهيل الطوعي» و«مجموعة اصدقاء السرطان» و«منظمة تنادينا »، المجموعة تعمل داخل الدور في الجانب الصحي والصيانة والجانب الترفيهي، وقال التجاني ان يوم الخميس ثابت لتناول القهوة بدار المسنات بالسجانة ويوم الخميس الماضي اقامت مجموعتنا اصدقاء الدور الايوائية حفلا كان ضمن برنامج تناول القهوة وهناك يوم للنظافة وتم اقامة يوم صحي وترفيهي شارك فيه اطباء وتم توزيع الدواء مجانا، وقال ان المجموعة قامت بخمس عمليات عيون وعشر حالات علاج، وتم صرف ادوية ونظارات للمريضات من دار المسنات بالتعاون مع مستشفي مكة، وهناك الان سبع حالات قيد العلاج وكم حالة اخري تم اجراء عمليات جراحية باطنية، وحضرالحفل حشد كبير والنزيلات كنا في حالة انسجام تام مع الحفل وانعكس ذلك علي حالتهن النفسية، اما عن جانب الصيانة فنحن سنبدأ بصيانة الدار ابتداء من باب الشارع وسنقوم بتقفيل البرندات وتزويدها بمبردات الهواء واجهزة التلفاز تحسبا لأي زيادة في العدد وبالتحديد في فصل الخريف. يحاول الكثيرون من ذوي القلوب الرحيمة ادخال البهجة الي قلوب النزيلات وتوفير سبل افضل للعيش ليتلاشي احساس انهن يعشن في هذه الحياة من غير داعٍ من دواخلهن فبعد ان اصبحن بلا مأوي وبلا اسرة لاسبيل امامهن الا البقاء في دار المسنات ولا سبيل لوزارة الرعاية الاجتماعية الا بالمزيد من الاهتمام بدور المسنات والخيرين من الناس فهن الان امهات الجميع.