وحال كرة القدم في السودان صار محيرا بعض الشئ فما يستحق الوقوف عنده يطأه الاعلام فلا يبصر الا السراب الخادع والامل المزيف والجماهير تصدق ولاتكذب والحال يسير الي الاسوأ والعلة واضحة ولكن الاعلام يريد لها ان تحجب والضحايا الذين يعنيهم يصبحون كبش فداء في بلد تعدد فيها المدربون وتنوع فيها المحترفون و من يرفع الاعلام عندنا قدرهم يوما ويصورهم علي انهم يحملون شهادات عليا وتحوي سيرهم الذاتية علي خبرات في تدريب فرق عالمية ومحترفين من العيار الثقيل حظوا مع فرقهم بكؤؤس وانجازات يسقطون عندنا في بحر الاعلام-الذي صنعهم - الذي لايعترف بالخسارة لان الخسارة تعني بالاعلام التجاري- الذي صار سائدا في هذه الايام- اغلاق دوره من صحف ومجلات فالكلام لدي الجمهور يكون قد انتهي بالمشاهدة وتحمل مرارة الهزيمة فكيف يلجأ مرة اخري للاعلام لتزداد مواجعه وبالتالي يبحث الاعلام عن كبش الفداء لينعش الامال ويضمن استمرار الصحيفة من الاغلاق ويحافظ علي زمرة الصحفيين، وخطة الاعلام تبقي في الهجوم علي المدرب وخطته الهجومية التي لعب بها وعدم اشراكه لفلان وعدم الاخذ بنصيحة ذاك واللوم ينتقل الي الجمهور ويصبح السؤال لماذا لم يستمع المدرب لنصيحة لاعبه ولماذا يستعين هذا بابنه ولابد من المساعد الوطني والاعلام بتلك الطرق الملتوية يعود الي ساحة القراءة لدي الجمهور ليمارس فعلته في جعل الاقزام عمالقة والاشباح اسودا تزأر واطلاق الاسامي الفخمة التي يسمعها الجمهور فيظنها واقعا مثل القاطرة البشرية والطوربيد والزلزال المدمر ولكنها ضد من ؟ انها فرقنا الضعيفة ولو فازوا بالعشرات وهم يدركون مسبقا وفي قرارة انفسهم انه لا امل من لاعب سوداني لايستخدم عقله ويلعب فقط بقدمه يمرر حيث يكون التهديف ويهدف عندما يكون التمرير افضل يميل الي القدم اذا كانت الرأسية افضل ويعمد الي الرأس عند موضع القدم والعلاقة تصبح بين اللاعب والاعلام علاقة الرزق المشترك الذي يجعل من لعب اللاعب وسيلة لرزق ذلك مقابل المدح الكاذب وتصوير اهداف اللاعب وكأنها اهداف مارادونا او بيليه لغير المشاهدين علي امتداد البلاد واهدافنا اكثر من عادية يلعب الحظ فيها واستغرب للاعب وقد خدمه الحظ بعد مضايقة لاعب له امام خط الركنية فقذفها مجبرا فولجت كرته المرمي وهو مستلقي علي الارض والاعلام البغيض يصور اللاعب علي انه لمح الحارس قد خرج من مرماه فاستخدم عقله وقذف بالكرة في الزاوية البعيدة وكل من حضر المباراة وسمع من اللعب والاعلام يضحك من ذكاء اللاعب وعلي سذاجة ووقاحة الاعلام صار اللاعب لدينا يخاف الاعلام بل وتظل صداقاته مع ذلك الوسط هي موقع ثباته في الفريق رغم اخفاقاته البينة والصريحة وتلك هي ام المعضلات والاعلام بذلك انما يتستر علي مواضع الخلل ويرمي مناطق الجدية والتطوير والمدرب المسكين صار رهينا للاعلام ايضا فهو ان شاء مدحه حتي تخاله يدرب في فريق عالمي امتلأت خزائنه بالكؤؤس والفلوس وتارة ينزلونه من عليائه الي الحضيض حتي تحسبه يدرب فرق الروابط والناشئين وادارات الفرق تستمع الي الاعلام بل وصارت تتعامل بردود الافعال والنتائج ومادرت ان حال الكرة هو الانتصار والهزيمة وهما صنوان ومستحيل ان لايعقب الانتصار هزيمة والعكس وتلك هي القاعدة الرياضية. تعصب دخيل علي مجتمعنا ومهاترات وتنابذ توحي لقارئيها بضعف انتماء كتابها وناشريها وانتقل ذلك العبث الي الطعن والمكائد وكل فريق بانجازاته يفرح و بضده يكون التشهير وتقديم المشورة للخصوم وكشف مواطن الضعف للغريب، والاعلام الرياضي بذلك يفتقر الي المهنية الحيادية التي تنشد التطوير والعالمية الي حيث الاحاديث الاستهلاكية، لماذا صمت الاعلام عن فضيحة نصف نهائي الابطال وصار يعزف علي لحن السحر والشعوذة وفضيحة كتلك ينبغي ان تأخذ حقها في التحليل والنقد الرياضي البناء وهي اول تجربة تحدث بيننا وعلي ارضنا لابد من معرفة مواطن الخلل أ من اللاعبين ام المدرب ام الادارة وعلي قدرها يكون المحاسبة والعقوبة لكن ان يخرج علينا الاعلام بان المدرب لم يلق بالا لنصيحة لاعبه ولو سمعها لتغير الحال فتلك من المضحكات المبكيات تري لماذا ارهقت الادارة نفسها في السعي لاستجلاب مدرب اذا كان اللاعبون انفسهم يعرفون في التدريب والتخطيط ولكنه الاعلام وقاتل الله الاعلام المسترزق. اغلقوا صحف النوادي فهي أس البلاء وشماتة الاعداء وتعصب الجماهير البغيض فالاسد المصنوع من ورق الصحيفة لايزأر علي ارض الميدان بل يصبح كل مابذلته الادارة من جهد يستحق الصبر عليه يطأه فيل الاعلام فلايورث لكم الا الاسقام والوجع المرير وتعاملوا مع الاعلام الاخر بحذر لاتصدقوهم ولاتكذبوهم ولاتحاولوا ان تصححوا او تنفوا المعلومات لهم فرب معلومة اضحت قضية شائك حلها لقد اججوا الصراعات وبعثوا الفتن وخاضوا في الخصوصيات بل وتجرأوا علي الخوض فيما لايعنيهم. اولئك لايردعهم وازع وطني ولاتقف في طريقهم اعراف واداب بل بقدر التأجيج وبقدر الاشعال يكون الرزق والانتشار ولله در احد اللاعبين عندما بالغ في وصف الاعلام ورأس ماله في بلادنا الا وهو صحن الفول فقط لاغير. والاعلام بذلك الطريقة لايساعد في تطور الكرة في البلاد ولايخدم استراتيجية الدولة واتحادات الرياضة في التطوير ونحن علي اعتاب تنظيم بطولة ستكون المقياس الذي تبني عليه مقاييس العلاقات وتعتبر المحك في ارسال رسالتنا الي العالم الخارجي بقدرتنا علي التنظيم وتحقيق الانجاز والعلاقة تصبح مشتركة بين الاتحاد المنظم والاعلام المقروء والمسموع وبين اللاعب المشارك ولابد من تفعيل تلك العلاقات بمايضمن لنا ان نشاهد خارطة واضحة لتنظيم اللعبة يقع علي عاتقها التطوير البين والمستقبل الباهر نحسه واقعا قبل ان نحلم به في غد ، وواجب الاعلام في النقد البناء بعيدا عن الشللية والصداقات المقعدة واثارة المشاعر وتأجيج الصراعات والمساعدة في تطوير اللاعب بما يضمن تقدمه واستخدامه للعقل والقدم فماعادت كرة القدم اجساما عملاقة ولاعادت عضلات تخيف الخصوم ولكنها عقل ومنطق احكوا لهم عن العمالقة وسترون ان العقل دائما هو الوسيلة التي تنشد الانتصار وعلي عاتقها يكون الانجاز. علينا ان نفكر تفكيرا منطقيا اذا اردنا اصلاح حال واقعنا الرياضي ماذا نريد نحن وماذا يريد الاعلام؟ نعرف ان الكرة هنا يسيرها فريقان والتعارك الداخلي بينهما جعل من العسير ان نفكر في عالمنا الخارجي ومايتطلبه ذلك من تهيئة للاجواء بما يضمن ان نساعد في تحقيق ذلك بتشجيع الجميع لاكتشاف المواهب ودعمها. ولكن ان تكون غاية الاعلام تصوير النمور في ارضها علي انها نمور تستأسد علي فرائسها يضعف قوتها ويهد حيلها ولكن المنافسة الحقيقية هي ان تستأسد نمورنا ليس علي فرائسنا ولكن علي فرائس الخارج وذلك منبع القوة ولابد للاعلام ان يبصر بمواضع الانقضاض وكيفية الهجوم وتحقيق الغلبة دعونا من الاعلام الداخلي الذي صار احاديث استهلاك ورزقا يوميا يحيطه الحشو ويكتنفه التهويل حينا والاثارة يوميا الي حيث الاعلام الهادف المستقل الذي ينشد النقد بعيدا عن الاهواء والامزجة والي وقت قريب كان النقد الرياضي بخيره وساهم في تطور الكرة وصنع للسودان اسما ولازال السودانيون يحفظون للنقاد دورهم وتطويرهم والمستكاوي اعظم النقاد العرب يشيد بدورهم ويعلي من شأنهم . والبطولة المقامة في السودان لابد للاعلام بدعم المختارين لها بعيدا عن الطعن والتشكيك في اهلية هذا وتجاوز ذلك وابعاد عناصر الخبرة حتي نزرع الثقة في المختارين والمدرب المصري يفعلها ويأتي بحديثي التجربة ويقلبوا الطاولة علي الكبار وعلي الاعلام فحال الكرة قد تجاوز الاسماء الي حيث الجهد والعطاء والاسماء تبقي ضعيفة في حال امنية اللاعبين في الدخول للتشكيل وتقديم افضل الاداء والعطاء وعندها حتما سنضمن اسما يكون لنا في خارطة الكرة الافريقية والعربية والعالمية ولكن الاعلام يفتقر الي الصبر المثمر ويستعجل القطف ولكن الاستعجال يقضي علي الجهود المبذولة وينسف الاستقرار الي حيث العودة الي المربع الاول. [email protected]