قال رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي وزعيم الختمية مولانا السيد محمد عثمان اميرغني انهم لن يفرطوا في سنتمتر واحد من السودان، وقال في حوار نشر امس الاول بصحيفة الشرق الاوسط واسعة الانتشار : ( ان مسؤولية الحفاظ علي السودان موحدا مهمة وطنية وتاريخية لا نمتلك فيها ترف التفريط او التنازل ) ومضي مولانا محذرا من الاستهانة بوزن وتأثير حزبه الذي سيتصدي بقوة لكافة الاجندات التي تستهدف التقسيم والتشرذم. الحديث تضمن رسالة مولانا الي رئيس الحركة الشعبية مطالبا اياه بتعبئة جماهير الجنوب لصالح الوحدة - انتهي . صحيح ان الحزب الاتحادي الديمقراطي ظل يمثل غالبية اهل السودان ولعله الحزب الوحيد الذي تمكن عبر الانتخابات الحرة والنزيهة من اكتساح الانتخابات في تاريخ البلاد عندما شكل اول حكومة وطنية بقيادة اسماعيل الازهري . ما ساعد الحزب الاتحادي الديمقراطي او الحزب الوطني الاتحادي كما ظل يسمي قبل اندماجه مع حزب الشعب الديمقراطي انه ظل بمثابة حزب الوسط كما ضم من يسمون بالتكنوقراط الذين ظلوا يعبرون عن هموم وواقع غالبية اهل السودان .. لذلك لم يكن غريبا ان يصير الحزب معبرا عن جميع اهل السودان في كافة شرائحهم وانشطتهم فمن منا يتناسى موقف الحزب من القضية الاجتماعية عندما غدت مهددا للسلام الاجتماعي ومن منا يتجاهل مشروع امتداد المناقل الذي اضاف اكثر من مليون وماتئ الف فدان ومن من الناس يجهل الجهود التي بذلت لاقامة مشروع الرهد الزراعي الذي نفذته مايو بعد ان وجدت كافة اجراءات تشييده قد اكتملت؟. ان مشروع السودان الاخضر الذي بشر به الشهيد الشريف حسين الهندي دليل دامغ علي ان الحزب الاتحادي الديمقراطي كان الذراع الاكثر حرصا علي رفاهية اهل السودان وقبل ذلك كان الاكثر حرصا علي استدامة الديمقراطية التي ظل الاخرون يتآمرون عليها كل ليلة , ان مصيبة السودان كانت اعظم عندما انفرط عقد الحركة الاتحادية وبات كل من يجيد ربط الكرافتة يسعي جاهدا لخلق كيان باسم الاتحادي المفتري عليها ورغم ذلك ظل الكثيرون يراهنون علي مولانا في تجميع الحركة وذلك ما لم يحدث حتي كشفت الانتخابات الاخيرة فشل الاتحاديين في نيل دائرة واحدة امام المؤتمر الوطني وحتي تلك التي فيها المنشقون لم يكن ذلك بسبب قواعد جماهيرية بقدر ما كانت مكرمة لهم من الحزب الحاكم . اننا ندرك حالة المرارات التي يحسها راعي الحزب ورئيسه مولانا الميرغني ولكن يعز علي المرء صدور تصريحات علي لسانه من عينة ما نسب اليه بصحيفة الشرق الاوسط ذلك لاننا جميعا ندرك ان الجنوب ماض نحو الانفصال شئنا ام ابينا، وبالتالي فإن ما نسب لمولانا من تصريحات نحسب انها جاءت متأخرة وستكون مثل حديث الليل الذي يمحوه النهار . ان المطلوب من قيادة الحزب وقواعده تجاوز الواقع الراهن بكل سيناريوهاته الي ما بعد الانفصال , يذهب الكثيرون بمن فيهم قواعد الحركة الاتحادية الي ان مصير السودان الي انفصال فدعوا القوي التي تسعي لذلك ان تقوم به حتي اذ لحقت بهم اللعنة ارحوا واستراحوا . هنالك مثل سوداني يقول ( الجفلن خلهن اقرع الواقفات) فالجنوب جفل (وايييييك بلغ حدود القارة ) والمطلوب الواقفات في دارفور والشرق والنيل الازرق وهذا الوضع يحتم علي قيادة حزب الوسطية في السودان ان يبحث منذ الان في كيفية كنس المؤتمر الوطني في الانتخابات القادمة لان بقاء الحزب الحاكم لاكثر من دورته الراهنة سيكون امرا كارثيا علي جميع اهل السودان بمن فيهم قواعد وقيادات الحزب الحاكم الذين لم يعملوا علي ايجاد اوطان بديلة [email protected]