كنت ضيفة خلال الأسابيع الماضية على برنامج منتدى القصة والذي تبث حلقاته عبر اذاعة ولاية الخرطوم.. تقدم البرنامج الروائية زينب بليل، وقد تناولت الحلقات ابداع المرأة في مجال كتابة القصة القصيرة.. اتاح لي البرنامج فرصة الغوص والتمعن في كتابات المرأة السودانية.. هذه الكتابات وغيرها كانت مثار جدل وتساؤلات حول ماهية الأدب النسائي، هل هناك أدب ذكوري وآخر يحمل ملامح المرأة الذاتية؟ وغير ذلك من الاسئلة. الابداع في عمومه حالة انسانية وتعبير عن وجدان وقضايا تمس الحياة عموما.. التسمية عندي لا مدلول لها طالما كان الأدب النسائي ان جازت التسمية جيدا ويحمل كل ملامح ومميزات الجنس الأدبي المعين.. وكي يكون كذلك لابد ان تعيد المرأة المبدعة النظر فيما تكتبه هل هو كذلك أم لا ولابد ان تثق في قدراتها الابداعية لتعبر عن قضاياها وقضايا المجتمع العامة وفوق ذلك تقف على قاعدة صلبة قوامها التجارب السابقة، التراث.. الكتابات الحديثة بالاضافة الى الموهبة الحقيقية المصقولة بالقراءات والا كان نتاجها ابداعا متكلفا ومصطنعا ولا يشف عن موهبة حقيقية وتكون تجربة «فطيرة». ما يساق من مبررات ان المرأة بدأت الكتابة متأخرة عن الرجل هذا يعني انها وقفت على تجارب الآخرين، عندما نشرت ملكة الدار في وقت مقارب جدا لما نشره الرجل وهذا تاريخ طويل يكفي لأن تخرج الكتابات النسائية ناضجة جدا مستفيدة من التجارب السابقة لأنها لم تكتب من فراغ. الناقد الليبي فوزي عمر قال: كتب عن القصة النسائية مفاده: يلاحظ على القصة النسائية ميل الى ان تكون المرأة بطلتها وموضوعها، وغالبا ما تعبر عن حالة المرأة الاجتماعية والعاطفية وتحمل عناوين مؤثرة.. ويلاحظ عليها ايضا طغيان التجربة الشخصية وأخذ ينظر الى الكاتبة وكأنها تدلي باعترافاتها بعد ان أمنت لها القصة مخرجا للهروب من الواقع الآسر وانها لم تقدم على كتابة القصة لغاية فنية بحتة بل سعت الى تسخيرها من أجل تحقيق اهداف اجتماعية وتحررية فكتبت للوعظ والتنبيه والاصلاح لا لتحقيق مثال فني. هذه المقولة ليست صحيحة في مجملها وانما صاحب ذلك البدايات ولكن الكتابة الانثوية انطلقت اكثر من ذلك وتطورت تطورا كبيرا وخرجت معظمها من دائرة الكتابة المباشرة والتقريرية الا القليل منها واصبحت تحمل ملامح ناضجة ملتزمة بكل فنيات الكتابة الإبداعية. وفاء طه