إنه ليسعدني حقاً أن أحيي وأهنئ أبناء وطني في السودان بالانتقال الى مرحلة جديدة بعد فوز الرئيس عمر حسن أحمد البشير برئاسة الجمهورية بحمد الله. فكلنا سودانيون جنوباً وشرقاً وغرباً وشمالاً ووسطاً، نعيش سوياً من قبائل متعددة منها العربية والإفريقية والمختلطة بينها من أبناء السودان، باعتبارنا وطناً وشعباً واحداً، وفي ظل إخوة ومحبة وسلام. فنحن نعيش الآن مع معارك الحياة، وهي لحظة مهمة من أشد لحظات التاريخ في السودان وفي كل انحاء الأمة العربية والدول المجاورة لوطننا السودان. فالسودان بدأ بعد الاستقلال من الحكم الثنائي يتعرض للمشاكل والمعارك الشرسة التي بدأت ظواهرها في جنوب السودان التي انتهت بسلام تام، وامتدت الى غربه، حيث تعرضنا الى المعارك الدامية والتخريب والشتات القبلي، بدلاً من أن نكون محافظين على سلامة وطننا وتاريخنا الإسلامي العامر، فنحن بصفتنا سودانيين وجب علينا أن نعيش في سلام دائم وخاصة في بداية اللحظة الجديدة التي أفرزتها الانتخابات التي مرت على السودان وظهرت نتائجها، حفاظا على تاريخ أمتنا الاسلامية التي كانت من مقدساتها الحفاظ على أرض الوطن والسلام والاسلام، والتي كان من نماذجها تاريخ الثورة المهدية وقائدها الراحل المقيم الإمام محمد أحمد المهدي الذي انتصر في كل المعارك ضد الانجليز والاتراك. فشعب السودان وجنوده الأبرار قد أثبتوا وطنيتهم الخالصة دفاعاً ونصراً في كل مواقعه الحربية في أرض السودان وخارجه. وكان لا بد لشعبنا الصامد المنتصر الصابر بإذن المولى أن يحقق النصر في كل معركة. فنحن في هذا العهد الجديد نحتاج إلى وحدتنا السودانية لنستقر في وحدة وصمود وسلام، لأن معركة اليوم بعد الانتخابات تمثل الحياة الجديدة التي نحتاج فيها إلى التماسك بالوحدة والايمان الراسخ في كل موقع من مواقع السودان، وأن نناضل سوياً ونكافح بأسلحة العصر في ظل وحدتنا التي كانت ولاتزال ثورة للانقاذ من الفتن والرذائل والخبث والجهل والحقد الذي لا مبرر له، ولا حاجة لنا بها اليوم. لقد عانى شعب السودان طوال السنين التي مضت من ضائقة المستعمر والمحرض الأجنبي الذي سعى ويسعى جاهداً الى ضمان مصالحه من أرض السودان المليئة بالخيرات المتوفرة من طبيعته السمحة، وأن نخرج من دائرة التخلف والخلاف الذي لا بد من محاربته بكل الوسائل، ومحاربة النفوذ الأجنبي والصهيوني الذي بدأ يطغى على العالم العربي والإسلامي، وكل القوى الاستعمارية التي تسعى لفرض نفوذها وإرادتها علينا. كما يجب أن نتعاون ونكون يداً واحدة على بناء السودان بناءً اسلامياً وعلمياً، مع المحافظة على سلوكنا التربوي الموروث من الآباء والأجداد، وأن نتمسك بإيماننا الراسخ، وأن نميز بين الحق والباطل، وبين الخير والشر، وأن يكون إعدادنا جميعاً على مستوى مفهوم العصر الذي نعيش فيه الآن، حتى نتجنب الخلاف الذي قاسينا منه على مر السنين، وأن نحارب معركة التخلف الذي فرض علينا بمحاربة الأعداء والجهلة في ميدان القتال التي من مصلحتها إشعال نار الفتنة لفرض ارادتها وسيطرتها علينا. فعلينا أن نبلور المفاهيم الأساسية بفلسفتنا المتميزة في كل مجالاتنا العلمية بالمنهجية المتكاملة التي هي حجر الأساس، وأن نهتم بأولوياتنا في الإنجاز في هذه الانتقالة الجديدة من حياتنا السياسية، وأن نبدأ بالعمل الجاد الذي نتائجه التطبيق والتقويم الكامل لرفعة أمتنا السودانية في ظل حكومتنا الجديدة. وفقنا الله في رفعة السودان ونحن في بداية عهد صادق وجديد بصدق وأمانة. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.